هناك ظاهرة تتكرر كل عام الآن فى جوائز الدولة التشجيعية الخاصة بالشباب فى المجلس الأعلى للثقافة، وهى حجب عدد كبير من الجوائز وصل إلى 14 جائزة فى تخصصات مهمة، منها التاريخ والجغرافيا والتربية والاجتماع والعلوم السياسية والشريعة وحتى التوزيع الموسيقى..إن الظاهرة تتكرر الآن كل عام واللجان المتخصصة التى تحجب هذا العدد من الجوائز تؤكد أن مستوى الأعمال لا يرتقى إلى الجائزة، وهناك اكثر من تساؤل يدور عن السبب فى ذلك، هل حشود الشباب من الباحثين والدارسين لا يعلمون شيئا عن الجوائز؟! ولهذا لايتقدمون إليها أم أن هناك إهمالا فى التعريف بها أم ان هناك أسبابا اخرى تجعل الشباب يتردد فى التقدم لهذه الجوائز.. إن الأخطر فى تفسير الظاهرة ان يكون مستوى الأبحاث والدراسات دون المستوى فى تخصصات عادية فيها مئات المراجع، لأنه لا يعقل أن تخلو المكتبة العربية من دراسات مهمة فى التاريخ أو الجغرافيا أو الاجتماع وهى ثلاثية شهدت عبر سنوات طويلة عطاء مميزا وأبحاثا على درجة عالية من الجودة والعمق..إن الظاهرة التى تكررت أكثر من عام ووضعت أعضاء المجلس الأعلى للثقافة ود.ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة ود.هشام عزمى أمين المجلس الأعلى أمام أكثر من سؤال: لماذا يحجب هذا العدد الكبير من جوائز الدولة التشجيعية؟ وأين الجامعات وكليات الفنون حتى يحجب هذا العدد الكبير من جوائز الدولة التشجيعية، حتى تحجب مثلا جائزة التوزيع الموسيقى ولدينا فى مصر الآن عدد كبير من شباب الموزعين يتمتعون بمواهب مميزة؟! إذا كانت الظاهرة انسحابا وعزوفا من الشباب فهى كارثة وإن كانت لسوء مستوى الأعمال المقدمة فهى كارثة اكبر ولكن المطلوب أن تتم دراسة الأسباب ما بين وزارات الشباب والثقافة والتعليم والنقابات المهنية وكليات الفنون. إن هؤلاء الشباب هم أساتذة المستقبل وعلماء الغد وقادة الفكر والإبداع فى هذا البلد بعد سنوات متكررة حجبت هذه الجوائز، فنحن أمام ظاهرة ينبغى عدم تجاهلها أو إنكار أهميتها.. إن القضية ليست فقط جوائز تحجب ولكنها اكبر من ذلك بكثير لأنها فى تقديرى من أهم وسائل تشجيع الشباب واكتشاف مواهبهم وقدراتهم وحين يغيب الإبداع وتختفى قدرات الشباب لابد أن تكون لنا وقفة.. لمزيد من مقالات فاروق جويدة