قطعت الامارات شوطا كبيرا لتنضم في غضون5 سنوات الي نادي دول الطاقة النووية, بعد أن أبرمت عقودا مع6 شركات عالمية لتزويد أولي محطاتها النووية لانتاج الكهرباء بالوقود النووي, بقيمة إجمالية تصل إلي3 مليارات دولار, وكانت خطط بناء أول محطة للطاقة النووية في الامارات قد شهدت تعليقا مؤقتا عقب كارثة فوكوشيما النووية في اليابان, حيث برزت في تلك الفترة دعوات تطالب بضرورة التأكد من معايير ونظم السلامة النووية العالمية, إلا أن الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات, أكدت توافر جميع الضمانات للاستخدام الآمن والسليم للمحطة, التي تم تحديد موقعها في منطقة' البراكة' بالمنطقة الغربية في امارة أبوظبي علي شاطئ الخليج العربي. وقد وضعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية استراتيجيتها لتوريد الوقود النووي بناء علي السياسة الاماراتية الداعمة لمنع الانتشار النووي, حيث سبق أن أصدرت الحكومة الاماراتية وثيقة سياسة تطوير الطاقة النووية, التي تنص علي التخلي عن إجراء عمليتي تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة الوقود النووي, وفي هذا السياق يشدد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد, علي التزام بلاده بالسياسية التي وضعتها في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية بعدم الدخول في مشروعات لها علاقة بالتخصيب, منبها الي أنها لن تدخل في مشروعات إعادة معالجة النفايات النووية. وتشمل خطة انتاج الطاقة النووية انشاء4 محطات يتم تشغيل أولاها في2017 علي أن تدخل محطة جديدة الخدمة سنويا ليكتمل التشغيل لجميع المحطات في2020, ويلفت المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية, إلي أن توقيع عقود تأمين الوقود النووي يعكس التزام الإمارات بالمعايير المتعارف عليها دوليا في تنفيذها للبرنامج النووي السلمي, موضحا أن العقود التي تم إبرامها ستساعد المؤسسة في ضمان أمن إمدادات الوقود النووي علي المدي البعيد, بالإضافة إلي ضمان الجودة العالية والحصول علي أفضل الأسعار وأفضل الشروط التجارية التنافسية.. مشيرا إلي انها ستمثل بداية لعلاقات طويلة الأمد مع شركات دولية ذات سمعة ممتازة في هذه الصناعة. وقد تعاقدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية للحصول علي عدد من الخدمات تتمثل في تأمين اليورانيوم الطبيعي المركز ذي نوعية قابلة للتصنيع كوقود نووي, وخدمات التحويل لخام اليورانيوم, حيث يتم تحويله إلي مواد جاهزة للتخصيب, وخدمات التخصيب والتي يتم فيها تخصيب المواد للمستوي المطلوب, حتي تستخدم في وقود محطات الطاقة النووية, وتأمين إمدادات اليورانيوم المخصب. ويؤكد الخبراء أن الامارات نجحت في تنويع مصادرها سواء في التكنولوجيا النووية او توفير الوقود النووي, حيث ستشارك6 شركات عالمية من دول مختلفة بدءا من2015 في تزويد الامارات بالوقود النووي وإمداداته, حيث ستقدم شركة أمريكية خدمات التحويل علي أن تقوم شركة كندية بتوريد اليورانيوم الطبيعي وشركة بريطانية بتخصيب اليورانيوم.. وكانت الإمارات قد اتفقت مع اتحاد شركات كورية جنوبية علي تصميم وبناء والمساعدة في تشغيل اربع محطات للطاقة النووية السلمية بقدرة1400 ميجاوات لكل محطة.. وتصل قيمة اعمال الانشاء والاطلاق والوقود النووي للمحطات الاماراتية الي21 مليار دولار.ويري الخبراء أنه لا يمكن النظر الي المحطات النووية الاماراتية من منظور توفير الطاقة البديلة فقط, لأن نمو الطاقة النووية في المنطقة هو رد مباشر علي برنامج إيران النووي والاستعداد لأي تطور تشهده المنطقة.