يقول عز وجل «لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور» سورة آل عمران الآية 186، فى هذه الآية إشارة إلى رجل من اليهود يقال له كعب بن الأشرف وهو ما سماه الله (الطاغوت ) فى قوله تعالى فيه «ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا» ، حين آتاهم الله حظا من العلم، يؤمنون بما اتخذوه من معبودات من دون الله ويقولون إنهم أهدى طريقا من أصحاب محمد، كان كعب يعلم أن رسول الله على حق، وانه جاء بكتاب منزل، عندما ذهب إلى مكة ليؤلب أهلها على الرسول، ولما سألوه أن يمدح آلهتهم ويقول رأيه فى محمد، لم يتورع ان يكذب عليهم ويقول ما لا يعتقد بأنهم على حق، وان المسلمين على الباطل. يوضح الدكتور محمد عبدالمالك مصطفى الأستاذ بجامعة الأزهر، أن كعبا أحد المشركين الذين كانوا يهجون الرسول صلى الله عليه وسلم ويحرضون على أذاه، وذلك حين قدم النبى إلى المدينة وأهلها أخلاط، منهم المسلمون ومنهم المشركون الذين يعبدون الاوثان، فكانوا يؤذون النبى وأصحابه، ولم يكتف بهذا بل أخذ يبشر بقدوم نبى جديد يعيد الأمور إلى ما كانت عليه ويبشر بقيمه وفضائله، كما أنه اتخذ من شعره وسيلة لانتهاك حرمات المسلمين فى نسائهم، وقد بلغ به الفجور والوقاحة أنه رثى من قُتل من المشركين فى بدر وكان يريد بذلك إغاظة المسلمين، فقد قال عن قتلى بدر: هؤلاء أشراف العرب وملوك الناس والله لئن كان محمد قد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها، فأمر الله نبيه بالصبر هو واصحابه بل والعفو عنهم فأنزل الآية السابقة، وقد أمر النبى صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وجماعة من المسلمين بقتله، فذهبوا إليه وتحدثوا معه فقال لهم كعب إن قدوم هذا الرجل - يقصد النبى بلاء من البلاء ، عادتنا به العرب، وتجمعت علينا من أجله، وقطعت علينا السبل حتى جاعت العيال وقل المال، فقتلوه بحيلة وبذلك استطاع المسلمون ان يتخلصوا من لسانه البذىء، ومن تحريضه على المسلمين.