تتنوع المسميات لكن الأصل واحد، فهو «جامع القيروان الكبير»، أو «الجامع الأعظم بالقيروان»، أو «مسجد عقبة بن نافع»، أما الأصل فهو تحفةٌ فنيةٌ تاريخيةُ على أرض مدينة القيروان التونسية تحفةٌ تتجسد فى مسجد ظل على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان شامخًا، شاهدًا على روعة العمارة العربية الإسلامية، وراويًا فى الوقت نفسه قصة الحضارة، والحقب التاريخية الرومانية والبيزنطية والإسلامية، تشهد على عمارته المتنوعة، فى أعمدته وتيجانه وقواعده. قيس العامرى محافظ مدينة القيروان العتيقة، أرسل صورا خاصة ل«الأهرام»، وقال إن المسجد يصنف بين المساجد الأربعة الأولى فى العالم الاسلامى من حيث المساحة والقدم، حيث تبلغ مساحته 9 آلاف متر، ويعود إلى سنة 670 ميلادية، التى توافق سنة خمسين هجرية، عندما أنشأه عقبة بن نافع والى معاوية بن أبى سفيان على أفريقيا، وقد تمت توسعته وإقامة الرواق والقبة المعروفة باسم «باب البهو» فى عهد «بنى الأغلب» سنة 261 هجرية، وأضاف «بنو حفص» رواقين ومدخلين سنة 639 هجرية، منها «باب ريحانة». وأدرج المسجد ضمن قائمة التراث العالمى باليونسكو عام 1988. التاريخُ مرَّ من هنا، لكن الحاضر أيضا مازال شاهدا على الماضى، يهفو إليه، آية ذلك ما شهده الشاعر والإذاعى محمد الناصر أبوزيد قبل أشهر، عندما سافر لتقديم احتفال فى ذكرى المولد النبوى الشريف بجوار المسجد، فوجد أن الحضور يقدر بالآلاف، أما إجمالى المشاركين فى احتفالات المولد النبوى هذا العام فى «الجامع الأعظم بالقيروان» فكان مليون شخص!.