هل هي محض صدفة أن يتزامن عرض الفيلم المسئ لرسولنا الكريم مع ختام أعمال أكبر بعثة إستثمارية وتجارية أمريكية وصلت لمصر؟. هل هي محض صدفة أن يتم عرض هذا الفيلم ورئيس مصر يجوب العالم شرقه وغربه جذبا للإستثمارات الأجنبية ومد يد الصداقة للعالم أجمع؟ هل هي محض صدفة أن يتزامن عرض هذا الفيلم, وما أدي إليه من أحداث مؤسفة, والرئيس محمد مرسي يستعد لأول زيارة له كرئيس مدني منتخب للولايات المتحدةالأمريكية؟ بالتأكيد ليست صدفة, خاصة إذا عرفنا جنسية وهوية منتج ومخرج الفيلم, بالتأكيد ليست صدفة إذا عرفنا أن من وراءه هو ذاته من أجج مشاعر الغضب بحرق المصحف الشريف لحرق الصلة بين الدولة الوليدة ودول العالم, ولعزلها في محيطها المحدود, ولإحباط كل محاولة لها للإصلاح والإنطلاق, كانت كل الدلائل تشير إلي أن مصر تحت حكم التيار الإسلامي ستتقوقع علي نفسها, وتغلق أبوابها أمام السياحة, والإستثمار الأجنبي, والمؤسسات الدولية, فإذا بمصر رئيسا وحكومة تسعي لإقامة حكم مدني يهدف لتحقيق العدالة الإجتماعية وبناء دولة علي أسس إقتصادية حديثة. وبالرغم من أنه من المبكر الحكم علي التجربة, ولكن من واقع ما نشاهده أن الحكومة إستعانت بقدر ما أتاحت لها الظروف بكل الخبرات الوطنية التي خدمت قبل وبعد الثورة ليستمر دورها وعطاؤها, وهو ما لم يكن في حسبان أحد ممن توقعوا إنزواء مصر, وتراجع دورها في ظل حكم الإسلاميين. كافة المؤشرات الدولية تشير لتحسن تصنيف مصر الإئتماني مع عودة الإستقرار, وحسنا فعل الرئيس محمد مرسي بتكليف سفارة مصر في الولاياتالمتحدة بإتخاذ الإجراءات لمقاضاة المسئولين عن مثل هذا الفيلم المسئ, وهو الأسلوب الأقوي لمعالجة هذه الازمة, فبالرغم من مراجل الغضب في صدري وصدر كل مسلم, يجب أن نسلك الطريق السليم لأخذ حقوقنا من مثل هؤلاء, وألا نقع في الفخ الذي نصبوه بأن يظهرونا ونحن المعتدي علينا بمظهر البرابرة المعتدين مستغلين غضبتنا لقطع أواصر علاقتنا بالغرب وبالولاياتالمتحدةالأمريكية التي ننتظر منها موقفا أكثر قوة لمنع ازدراء الأديان علي أراضيها باعتبارها دولة الحريات كما يزعمون. المزيد من أعمدة نجلاء ذكري