للقاضي في الإسلام آداب وأخلاقيات يجب أن يلتزمها، منها أن يكون وقور المشية والجلسة، حسن النطق والصمت محترزاً في كلامه من الفضول وما لا حاجة به، كأنما يعد حروفه على نفسه عداً، وليكن ضحكه تبسماً. ونظرة فراسة وتوسماً، وإطراقه تفهماً، وليلزم من السكينة والوقار ما يحفظ له مروءته فيكبر في نفوس الخصوم، ويجب ألا يقبل الهدايا من الخصوم، فالهدية كما يقال تطفئ نور الحكمة مما يؤثر على حيدة القاضي ونزاهته وموضوعيته. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القاضي إذا أكل الهدية فقد أكل السحت، وإذا قبل الرشوة بلغت به الكفر». وقد روي أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه رد الهدية فقيل له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها، فقال: «كانت له هدية، ولنا رشوة، لأنه كان يتقرب بها إليه لنبوته لا لولايته، ونحن يتقرب بها إلينا لولايتنا». ويجب على القاضي أن يسوي بين أطراف الدعوى سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، قال تعالى: «.... وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل»، وكلمة الناس تشمل المسلم وغير المسلم. والمساواة بين الخصمين تكون في النظرة والإشارة والمجلس بل وحتى في درجة ارتفاع الصوت. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا ابتلي أحدكم بالقضاء، فليسو بينهم في المجلس والإشارة والنظر ولا يرفع صوته على أحد الخصمين أكثر من الآخرين». وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى قاضيه على الكوفة: آس بين الناس في مجلسك وفي وجهك وفي قضائك حتى لا ييأس الضعيف من عدلك ولا يطمع الشريف في حيفك. وأخيراً يجب على القاضي أن يحكم بالعدل، وألا يقضي وهو غضبان»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقضي القاضي وهو غضبان». ويجري مجرى الغضب الجوع المفرط والعطش الشديد، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يقضي القاضي إلا وهو شبعان ريان». وكذلك يجري مجرى الغضب الألم المزعج وغلبة النعاس والهم والغم والحزن والفرح والقلق والضجر لأنها قد تؤثر على صفاء ذهن القاضي مما ينعكس سلباً على قضائه فلا يصيب الحق.