قال تعالى «إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما» سورة الأحزاب آية 35، ذكر بعض المفسرين أن السيدة نسيبة كانت تسأل النبى عليه الصلاة والسلام أسئلة تتعلق بأوضاع المرأة فى مجتمعها، فقالت: «ما أرى كل شىء إلا للرجال، وما أرى النساء بشىء». فأرسل الله إلى نبيه ملك الوحى بهذه الآية الكريمة، ونسيبة هى بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية، كنيتها أم عمارة شهدت ليلة العقبة وغزوة أُحد والحديبية وحنين، وهى التى خرجت للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجلت أشرف المواقف، وغزت مع الرسول صلى الله عليه وسلم عدة غزوات تداوى الجرحى، فذاع صيتها فى الطب فضلا عن شجاعتها فى تقبل الصعاب والشدائد.. ويقول الدكتور محمود مهنى الخولى عضو هيئة كبار العلماء، كانت السيدة نسيبة مخلصة فى دعواها وإيمانها بالرسول صلى الله عليه وسلم حتى أنها حينما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انكشف عنه المحاربون، وما بقى معه إلا نفر ما يتمون عشرة، وهى وابناؤها وزوجها بين يديه، والناس يمرون به منهزمين، ورآها الرسول ولا درع لها تدافع به عن نفسها، ورأى رجلاً مولياً هارباً ومعه درع فقال النبى: «ألق ترسك إلى من يقاتل» فألقاه فأخذته فجعلت تدافع به عن رسول الله. وأقبل رجل على فرس فضربها فاتقت الضربة بالدرع، وولى هارباً فضربت عرقوب فرسه بالسيف فوقع على ظهره، وسمعت النبى صلى الله عليه وسلم يصيح « يا ابن أم عمارة أمك. أمك. فجاءها ابنها وعاونها عليه حتى قتلته، ثم أغمى عليها، وعندما فاقت سألت على رسول الله فقالوا لها ألا تسألين على أحد من أبنائك ولا زوجك ، فقالت كل مصيبة بعد رسول الله جلل وإن مات النبى عليه الصلاة والسلام ماتت الأمة .