ساعات تفصلنا عن مطلع الشهر الفضيل أعاده الله عليكم بالخير والبركة وتبدأ كتائب التسول فى الشوراع والطرقات وإشارات المرور والمواصلات العامة فى عصر قلوب وجيوب المواطنين الصائمين بمحاولات التأثير عليهم بالصوت الأجش او المستكين بالصورة النمطية او الصورة المحبوكة وقصص عن الغسيل الكلوى والعلاج باهظ التكاليف والفقر المدقع وجميعها حكايات لاكتها السينما المصرية والدراما مع حديث طويل للإعلام عن مافيا التسول واباطرته ولكن ابتزاز مشاعر الصائم الدينية واستغلال الحالة الروحانية التى يكون عليها هى الأقرب للتحقيق من كل التراث الذى يتحدث عن محترفى التسول وصناعة وكتائبه المنظمة. وتشير دراسة اكاديمية الى ان نسبة التعاطى مع الظاهرة تصل إلى 47% من السكان وهذا الرقم ان صح فهو كارثة لأن ما يقرب من نصف المصريين يخضعون للابتزاز العاطفى او الدينى او حتى الإنساني. ويبدو ان الدولة تفتقد الوسيلة لمجابهة الظاهرة، رغم وجود إدارة عامة لمكافحة جرائم الآداب العامة بوزارة الداخلية وفى كل مديرية امن بالمحافظات المختلفة هناك مكتب لمكافحة جرائم الآداب العامة لكن مواجهة الظاهرة تحتاج الى دراسات علمية موسعة وقدرات امنية من حيث الكم والكيف وحلول ناجزة للمقبوض عليهم وليس مجرد تحرير محاضر واعادتهم الى الشارع من جديد. ممارسة التسول نشاط غير مشروع ومجرم قانونا وامر مشوه للشارع والمجتمع المصرى وينقل صورة ذهنية بالغة السوء عن المصريين، وإذا كنا لا نطمع فى شهر كريم بلا متسولين فعلى الأقل الحد من أعدادهم عبر إطلاق خطة لمكافحة التسول. اما التسول المنظم والمقنن الذى تمارسه الجمعيات فى الشهر الفضيل فهو موضوع آخر. لمزيد من مقالات خالد الأصمعى