«4 بنات وضابط» فيلم أبيض وأسود من أولى إرهاصات السينما المصرية قدم خلاله أنور وجدى خبايا وأسرار عالم التسول، وتوالت الأفلام والمسلسلات التى تشرح وتوضح حقيقة هذا العالم الغريب للمتسولين، ورغم استهلاك فكرة التسول دراميا وتقديمها فى صور متنوعة ومختلفة منذ افلام الأبيض والأسود، والدراما تلح على إنها مافيا تديرها عصابات كبرى وحيتان مال تنتشر فى الطرقات والإشارات ووسائل النقل العامة، تبتز عواطف المواطنين وتنشط فى المناسبات الدينية وتمثل اقتصادا عملاقا يدار بالملايين، فإن المواطن الذى يعرف مازال يتفاعل ويتعاطى مع ممارسيها ويخضع للابتزاز ويشارك فى التشويه المجتمعى الحاصل علانية ويخرج من جيبه أموالا لتشويه وجه الوطن. ولأن هذا النشاط غير المشروع هو تشويه وترويج للبؤس المصطنع، فقد فطن المشرع منذ عام 1933 الى تصنيفه على أنه جريمة آداب عامة مخلة بالشرف، وألزم القائم على تنفيذ القانون بإجهاض هذه الجريمة ووضع عقوبة الحبس لممارسيها ، ولكن قبل مسئولية رجل الأمن عن هذه الظاهرة القديمة المستمرة فإن من يدفع هو من يصر على استمرارها. وكل ما هو جريمة مثل السرقة والمخدرات والرشوة يمارس فى السر إلا جريمة التسول هى الوحيدة التى تمارس علانية فى مترو الأنفاق واشارات المرور وعلى الطرقات، ومن يرد ان ينفذ القانون فليتفضل، بخلاف أنها اقترنت بجرائم أخرى أخطرها خطف الأطفال وتجنيدهم فى كتائب المتسولين، وحسب التقارير البحثية تقوم بعض الأسر بتأجير أطفالهم، مقابل الحصول علي رواتب يومية تصل ل 50 جنيها لمن عمره ما بين 5 و 10 سنوات، في حين يتراوح إيجار الطفل المكفوف أو المعاق ما بين 100 و200 جنيه يوميا. لمزيد من مقالات خالد الاصمعى;