شهد الشارع السكندري ثورة عارمة من كل اطيافه من جراء ما حدث لباعة الكتب القديمة بشارع النبي دانيال بمنطقة محطة الرمل بوسط الاسكندرية عندما اقدمت شرطة المرافق بمديرية أمن الاسكندرية علي إزالة الاكشاك الخاصة بهم. ضمن خطة الداخلية والمحافظة في القضاء علي عشوائية الباعة الجائلين بشوارع المدينة المختلفة والتي اصبحت من اخطر وافظع الظواهر السلبية التي يعيشها المجتمع السكندري.. ولان شارع النبي دانيال احد اهم شوارع الاسكندرية نظرا لاهميته التاريخية والدينية حيث يقع فيه مسجد النبي دانيال الذي يشاع ان اسفله قبر الاسكندر الاكبر وايضا اهميته الثقافية لان به المركز الثقافي الفرنسي بالاضافة الي اشهر واقدم باعة للكتب التراثية والتاريخية والثقافية النادرة القديمة.. من هنا جاءت شهرة شارع النبي دانيال والذي اطلق عليه المثقفون والشعراء والادباء سور الازبكية بالاسكندرية.. لذلك كان من الطبيعي عند الاقتراب منه ان تتعالي الصرخات وتنطلق الدعوات بحمايته. وبعيدا عن النبرات الغاضبة استوضحنا الحقائق من الباعة انفسهم بنبرات هادئة وتوالت المفاجآت بالعديد من الاعترافات والحقائق التي تلتها العديد من المطالب لهم وللحياة الثقافية بالاسكندرية.. والاهم أنهم ليسوا المخطئين فقط بل يشاركهم الخطأ السادة المسئولون بالمحافظة!! في البداية كان لقاؤنا مع مجدي رستم الذي بدأ حديثه بقوله.. نحن52 بائعا متواجدا بشارع النبي دانيال او شارع الثقافة كما يطلق الشعراء والادباء والمثقفون نقوم ببيع الكتب القديمة في كافة المجالات الثقافية والدينية والتاريخية والتعليمية والادبية وغير ذلك الكثير ومن أهم مزايا الاسعار التي تباع بها هذه الكتب.. فهناك كتب تباع بجنيه واحد فقط رغم قيمتها التراثية.. وكنا نبيع الكتب والمجلات والصحف القديمة بعد ان نفترشها علي الارصفة بالشارع.. حتي حلول عام2004 عندما قررت محافظة الاسكندرية في عهد اللواء عبد السلام المحجوب تطوير وتجميل شارع النبي دانيال واعلنت عن قبول طلباتنا لتسلم مدرج لوضع الكتب عليه وبالفعل اسرع52 بائعا للكتب بتقديم الطلب وتم قبول48 طلبا فقط وفقا لمساحة الارصفة بالشارع وتم عمل المدرجات المتفق عليها بعد ان علمنا بأن هناك شركة خاصة ستتولي الصيانة الدورية لهذه المدرجات الخشبية. ويعترف حمدي حسب سليم بأنهم قاموا بتقفيل المدرجات ووضع باب من الصفيح علي كل مدرج وذلك لاسباب خارجة عن ارادتهم لحمايتها من العوامل الجوية وتوجهنا الي رئيس مباحث شرطة الكهرباء وطلبنا منه امدادنا بالكهرباء لاننا نواصل عملية بيع الكتب ليلا وللاسف لم يلق طلبنا الموافقة القانونية لاننا غير مرخصين مما اضطرنا الي الحصول علي التيار الكهربائي بطرق غير قانونية ولكننا نقوم بسداد102 جنيه شهريا عن كل مكتبة نتيجة سرقة التيار.. كل هذا تم بمعرفة حي وسط دون ادني اعتراض بل ومباركة اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية, وتجرعنا المرارة لتقنين اوضاعنا كما يقول عم ابراهيم متولي سويلم شيخ باعة الكتب القديمة بشارع النبي دانيال وتقدمنا بطلبات الي حي وسط الاسكندرية للموافقة علي اصدار تراخيص اشغال طريق لنا ولمكتباتنا وقمنا بسداد الرسوم المطلوبة والتي بلغت عدة آلاف من الجنيهات فكانت الصدمة لقد فقد الملف الكامل بطلبات التراخيص.. ضاع من الحي كيف ولماذا ولمصلحة من لا ندري ؟ ويتساءل محمد حسين محمد ان المحافظة تعترف بباعة الكتب القديمة بشارع النبي دانيال.. علي مدي12 عاما ونحن نشترك في معرض الكتاب الدولي حيث تقوم المحافظة بمخاطبة رئيس الهيئة العامة للكتاب وبتوقيع من المحافظ بترشيح اسماء الباعة الراغبين في الاشتراك بالمعرض أيس ذلك اعترافا بنا نحن باعة الكتب القديمة بالاسكندرية ودورنا في الحياة الثقافية؟ ويقول العقيد محمد منير رئيس مباحث شرطة المرافق بمديرية أمن الاسكندرية.. نحن نقوم بإزالة الاشغالات من احياء الاسكندرية المختلفة ومنهم الباعة الجائلون من أجل عودة الأمان للمجتمع السكندري وفيما يتعلق بشارع النبي دانيال فان باعة الكتب به مخالفون نظرا لعدم حصولهم علي تراخيص وبالتالي وضعهم غير قانوني وقد صدر ضدهم من حي وسط قرارات ازالة..