تعتبر قصة كفاح الكاتبة البريطانية الشهيرة جوان كاثلين رولينج دليلا على قوة وإرادة المرأة على النجاح، فقد استطاعت ان تحول ظروفها الصعبة وإمكاناتها البسيطة إلى نجاح باهر يشير له الجميع بالبنان وتصبح «أول كاتبة مليارديرة». بدأت موهبة جوان فى الظهور وهى طفلة فى السادسة من عمرها، حيث كتبت أول قصصها، لكن كان والداها يريان أن من الأفضل أن تنتبه رولينج إلى دراستها وبالتحديد تعلم اللغة الفرنسية لتزيد من فرص حصولها على وظيفة فى المستقبل، وبالفعل وجدت وظيفة كسكرتيرة لدى منظمة العفو الدولية بعد تخرجها، إلا أن الكتابة ظلت هوايتها المفضلة. وفى يوم كانت جوان تنتظر القطار الذى تأخر عن موعده 4 ساعات، فقضت وقتها وهى تتخيل التفاصيل الاولى لقصة «هارى بوتر الشهيرة»، وبدأت بالفعل مع مرور الأيام تكتب أول فصولها، ولكن فى هذه الفترة وبالتحديد عام 1990، واجهت ألم فراق والدتها التى توفيت بعد صراع مع المرض دام 10 سنوات. فتوقفت عن الكتابة محاولة مواصلة حياتها بشكل طبيعي، وسافرت بعد ذلك إلى البرتغال للعمل كمدرسة لغة إنجليزية فكانت تدرس مساء وتقضى الصباح فى الكتابة، وفى البرتغال تعرفت جوان على زوجها الأول، غير أن الزواج لم يستمر إلا عاما واحدا، وفى ذلك الوقت كانت توجه كل طاقتها ووقتها إلى إنهاء روايتها التى بدأتها منذ سنوات، فقد قررت اتخاذها من هوايتها التى تحبها اساسا صلبا لإعادة حياتها من جديد بعد فشلها، وبالفعل نجحت فى الانتهاء من روايتها الأولى «هارى بوتر وحجر الفيلسوف» فى صيف 1995، ومن بعدها بدأت رحلتها الاصعب، حيث رفضت 12 دارًا أن تنشر الرواية، وبعد مرور عام كامل من المعاناة والبحث المستمر، عرض مدير دار نشر «بلومزبرى» الفصول الأولى من الرواية على ابنته ذات السنوات الثمانى فأحبتها كثيرا. مع ذلك لم يكن الناشر متحمسا لرولينج كونها امرأة فطلب منها إخفاء اسمها، والنشر بالحروف الأولى حتى لا ينتبه القراء إلى أن المؤلف امرأة، فاختارت جوان رولينج النشر باسم ج. ك. رولينج. وبعد أشهر من المبيعات المنخفضة، بدأت بشائر النجاح تظهر، والجوائز تنهمر عليها مثل المطر، وتوالت روايات هارى بوتر على مدى الأعوام الموالية، وتحولت إلى أفلام، وحصدت الجوائز، وصارت الكاتبة شخصية عامة صنفت عام 2010 بأنها أكثر النساء تأثيرا فى بريطانيا، وحسب تصنيف «فوربس» لعام 2004 فإن ثروتها تجاوزت المليار دولار، لتكون أول كاتبة مليارديرة.