لم أفاجأ بقرار حكومة حزب المحافظين في كندا برئاسة ستيفن هاربر باغلاق السفارة الكندية في طهران وقطع العلاقات الدبلوماسية مع حكومتها. أعلن وزير خارجية كندا أنه اتخذ هذا القرار لأن طهران تمثل تهديدا للأمن والسلام العالمي, وترعي الارهاب وتساند نظام الأسد القمعي في سوريا. كندا كانت من أوائل دول العالم التي استجابت لجميع قرارات مجلس الأمن بايقاف التجارة مع إيران, وسبق أن خفضت عدد العاملين الكنديين في سفارتها بطهران الي الحد الأدني, وأغلقت منذ سنوات القسم الخاص بتأشيرات الدخول التابع للقنصلية الكندية بطهران, بما يعني في الواقع أنه ليست هناك علاقات تربط كنداوايران علي كل المستويات. رد الفعل الوحيد لقرار حكومة كندا جاء من تل أبيب, فقد عبر بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء اسرائيل عن سعادته الغامرة بقرار حكومة أوتاوا وتوقع أن يفتح الطريق أمام دول أخري لتتخذ نفس الخطوة الشجاعة. لكنني لا أعتقد أن قرار الحكومة الكندية سوف يشجع دولا أخري علي أن تتخذ نفس الخطوة. فهذا القرار ليس أكثر من تعبير عن مزيد من التضامن والود الحميم والحب المشتعل بين حكومة ستيفن هاربر في أوتاوا واسرائيل. كندا وتحت حكم المحافظين كانت أول دولة في العالم تقطع معوناتها عن الفلسطينيين بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية, وأول دولة تعلن حماس منظمة إرهابية وكندا مع الولاياتالمتحدة هما الدولتان اللتان اعتبرتا عدوان قوات إسرائيل علي سفينة المساعدات التي كانت في طريقها الي غزة منذ عامين في مياه المتوسط دفاعا شرعيا علي الرغم من أن معظم دول العالم أدانت هذه الجريمة التي راح ضحيتها عشرة أتراك. يمكننا بعد ذلك أن نقول إنه بما أن اسرائيل تعتبر ايران عدوها الأول, فمن المنطقي أن تعادي كنداايران وتقطع كل علاقات معها تضامنا مع صديقتها.