هل يستطيع مهندس تخرج في كلية الهندسة ان يعمل طبيبا هل يمكن ان ينتسب خريج مدرسة صناعية لنقابة المحامين.. هل يمكن ان يقود طائرة شخص لم يدرس و لم يتعلم اصول الطيران.. أطرح هذه الأسئلة وفي ذهني عشرات الأشخاص الذين يفتون في الدين ويقيمون اللقاءات والمحاضرات ويقتحمون الفضائيات ويشعلون النيران والفتن بين الناس وليست لهم علاقة بالأزهر الشريف حصن الإسلام واقدم جامعاته.. ان تكون لهؤلاء ثقافة دينية من خلال قراءات ومعارف فهذا حقهم اما ان يتحولوا إلي دعاة وعلماء ومشايخ ولم يذهبوا إلي الأزهر في زيارة عابرة فهذا خطأ فادح.. ان معظم الأشخاص الذين يتصدرون الساحة الدينية الآن في الدعوة والفتوي والتفسير والأحاديث والعبادات والشرائع جميعهم من كليات عملية ولم يدرسوا العلوم الدينية في اي وقت من الأوقات.. انهم تخرجوا في كليات الإعلام والزراعة والعلوم والهندسة والطب والآداب ودبلومات الصناعة والزراعة والتجارة ورغم هذا يتصدرون الفضائيات ويتحدثون في كل امور الدين.. إن من بينهم ايضا لا عبين سابقين لكرة القدم وفنانين معتزلين اصابهم الكساد في الفن فاتجهوا إلي الدعوة.. إن الأزمة الحقيقية الآن ان هؤلاء الأشخاص يقف وراءهم طابور طويل من الأتباع الذين غرروا بهم باسم الدين والإسلام والدعوة لا أدري اين الأزهر من كل هذه الظواهر الغريبة و كيف لا يمنع هؤلاء وهو صاحب الحق من ممارسة اعمال الدعوة والفتوي والحديث في الدين لماذا لا توضع قوانين تمنع ممارسة هذه الأنشطة بعيدا عن رقابة الأزهر سواء بإقامة اختبارات لهؤلاء أو إلزامهم بالحصول علي شهادات دراسية معتمدة من الأزهر الشريف هناك شئ يسمي التخصص.. لقد امتلأت الساحة بهؤلاء الأشخاص وكثيرا ما يخطئون في قواعد اللغة العربية ونطق الآيات القرآنية وتشويه الأحاديث النبوية وبجانب هذا فالبعض منهم لا يعرف شيئا يسمي الموعظة الحسنة ويستخدمون كل الوان الشتائم مطلوب قانون يحدد الضوابط التي تقوم عليها اعمال الدعوة الدينية وإنشاء نقابة للدعاة يقتصر الانتساب لها علي خريجي الأزهر.. أعيدوا للأزهر هيبته ومسئولياته. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة