للكتابة عن ثورة 1919 لابد من معرفة الشخصية المصرية,تلك الشخصية التى قامت بالثورة,فلايمكن الكتابة عن حدث دون معرفة عوامل تكوينه. ........................... بتلك الكلمات يبدأ الكاتب خالد ناجح مفتتح عمله الأول «ثورة 1919 وهؤلاء» الصادر ضمن سلسلة كتاب الهلال احتفاءً بمرورمائة عام على قيام ثورة شعب «ثورة 19» تلك الثورة التى تعد من أعظم ثورات التاريخ المصرى والتى قامت ضد الاحتلال الإنجليزى لمصر ضد احتلال الكرامة والوطن، ثورة خرج فيها كل فئات الشعب المصرى فى ملحمة درامية مع خروج المرأة المصرية لأول مرة من أسوار الحرملك لتشارك فى مقاومة الاحتلال بجانب الرجل. يأخذنا «خالد ناجح» داخل أروقة التاريخ حيث يعرض لأهم من كتبواعن ثورة 19 من خلال مقالات ل مصطفى أمين، عباس محمود العقاد، سعد زغلول، رءوف عباس، أمينة السعيد، عاصم الدسوقى، فتحى رضوان، جاك بيرك، د.محمود متولى، د.سليمان نسيم، د.حسين مؤنس.. بعد المفتتح الذى بدأ به كتابه متحدثاً عن ماقدمته الشخصية المصرية حباً فى الوطن يلقى خالد ناجح ضوءا ساطعا يكشف ماقدمته مصر ضد الاحتلال الإنجليزى. يبدأها بمقال لزعيم الأمة وثورة 19 سعد باشا زغلول يتحدث فيه عن كرامة الأوطان ومنح الحريات للأفراد «كل تقييد للحرية لابد أن يكون له مبرر من قواعد الحرية نفسها وإلا كان ظلماً». وتتوالى المقالات فيؤكد عباس محمود العقاد فى مقالين بالكتاب الدور الذى لعبته ثورة 19 فى توحيد أطياف وفئات الشعب المصرى، فى الأول «شباب 19» يتحدث عن مشاركة الشباب المتعلمين لأول مرة فى الحياة العامة مع ظهور الأحزاب السياسية فى تاريخ مصرالحديث لأول مرة بعد حادثة دنشواى المفجعة عام 1906,ويتحدث عن دورهم فى حماية أوطانهم من خلال المشاركة السياسية الفعالة,فكانت ثورتهم عند القبض على زعيم اتفقوا عليه والتفت حوله الأمة كلها.وفى مقاله الثانى تحت عنوان» إذا مات سعد فمبدأ سعدباقٍ لايموت» يقدم فيه العقاد تحليلا شاملا لمواجهات تعرضت لها الحكومة أثناء تولى سعد زغلول رئاستها لإحراجه محاولة الاعتداء على السردار «لى ستاك» باشا عقب عودته من المفاوضات بنحو شهرتقريباً والتى اعتبرها سعد موجهة ضده شخصياً والمواجهة الأخرى هى محاولة اغتيال سعد زغلول. ويجتهد خالد ناجح فى تقديم أبرز مقالات الثورة فيتبع مقالى العقاد بمقال لكاتب سر سعد زغلول الخاص «محمد إبراهيم حجازى» بعنوان حياة سعد القلمية واللسانية, والذى جمع فيه مقالات سعد زغلول فى أجزاء متتابعة ليحيى من خلالها ذكرى زعيم تجاوب معه شعب تحت شعار «الاستقلال التام أو الموت الزوئام», ليهز عرش المملكة التى لاتغيب عنها الشمس. وفى مقال لاحق يتحدث المؤرخ دكتور رءوف عباس عن مذكرات سعد زغلول التى خطها بيده وقلمه فكانت خواطر سياسية يتخذها مرجعاً له عند استرجاع مواقف معينة عندما لاتسعفه الذاكرة, فتلك هى اليوميات بالنسبة للسياسى من وجهة نظر د. رءوف عباس. «فكانت كراسات عديدة سطر عليها سعد يومياته ولكن بخط رديء حتى بمقاييس زمانه بالرغم من أن خطه كان سهل القراءة وطلاسم صعب فكها كأنه أراد الاحتفاظ لنفسه بحق قراءتها».. وتحت عنوان بطولات نسوية ثورة 1919 تتحدث أمينة السعيد فى مقالها عن, المكاسب الاجتماعية التى أحرزتها المرأة والتى لم تأت عفواً، ولم تأت بالعنف مثل ما فعلت الأوروبيات والأمريكيات ولكن من إيمانها بقضايا بلادها فتسرد أمينة السعيد فى ذلك المقال بطولات المرأة المصرية المطالبات بالحرية مروراً بثورة 19 ودورها فى التضحية بنفسها وحياتها من أجل استقلال وكرامة الوطن.. ثم نأتى إلى مقالات الكاتب الكبير مصطفى أمين عن ثورة 19 فيقدم الكتاب مقالين له الأول كتاب مجهول بقلم سعد زغلول, ويستعرض مصطفى أمين فى ذلك المقال كتاب سعد زغلول الذى ألفه فى بداية شبابه وغاب عن أذهان المؤرخين ولم يشر أحد منهم إلى ذلك الكتاب الذى اختفى ولم يعد له أثر وكان يحمل اسم أغرب الوسائل لكسب الفضائل».. والمقال الثانى «أسرار ثورة 1919 والتنظيم السرى للوفد» يتساءل فيه عن حدوث معجزة انتفاض الشعب المصرى مريداً تحطيم أغلاله وقيوده ضد الاستعمار الغاشم, ويكشف خطة سعد زغلول لتشكيل حزب الوفد بطبقات سرية لاستمرار ونجاح الثورة. من خلال عرض مذكرات فخرى عبدالنور التى تروى جانباً من أحداث ثورة 19.. ثم يتحث د. حسين مؤنس عن جيل الثورة وماهية ذلك فى وزن نجاح الثورة فيقول فى بداية مقاله ان البحث فى مبلغ نجاح أى ثورة أو عدم نجاحها هى تعرف الحالة التى كانت عليها البلاد قبل الثورة والحالة التى وصلت إليها بعد الثورة. أمافاروق أبوزيد فيرى فى مقاله ثورة 1919 فى الأغنية المصرية» أن التاريخ دائماً يغفل الربط بين الثورات والأطر الفنية والأدبية المعاصرة المعبرة عن تلك الحركات ودورها التاريخى الأهم فى التغيير الفكرى والأدبى الذى يطال الشعوب على حقبات زمنية متلاحقة.. ويستكمل خالد ناجح عرض مقالات ل عاصم الدسوقى, فتحى رضوان, د. الطاهر أحمدمكى, د. سليمان نسيم, د. محمودمتولى, جاك بيرك. فيأخذنا فى كتابه إلى جولة داخل عالم ثورة19 التى غيرت مجرى التاريخ وكانت أولى خطوات طريق الحرية والكرامة, بأقلام من عاصروها ورؤيتهم.