أكد الدكتور علي أكبر ولاياتي المستشار الأول لقائد الثورة الإيرانية لشئون العالم الإسلامي أن مخاطر تقسيم العالم العربي والإسلامي, والتي تتبناها الامبريالية الأمريكية, والصهيونية العالمية لاتزال قائمة، وأن التحام نظم الحكم في الدول العربية والإسلامية مع شعوبها هو الضمانة الوحيدة ضد مخططات التقسيم. وأشار ولاياتي في رده علي سؤال ل الأهرام حول مخططات تقسيم العالم العربي في عقب قيام الثورات العربية إلي أن مخططات التقسيم باتت واضحة في العديد من الدول العربية, ونري العديد من النماذج لها, ومنها ليبيا التي تسعي أيد خفية لتقسيمها إلي دويلات, كما حدث في السودان التي انفصل عنها الجنوب ليصبح دولة مستقلة, ولن تكتفي الامبريالية الأمريكية, والصهيونية العالمية بذلك, بل سيعملون علي تغذية النزعات الانفصالية في شمال, وشرق السودان, وهم يعملون الآن علي تحريض الجنوبيين للسيطرة علي المناطق النفطية في شمال السودان. وأوضح المستشار الأول لقائد الثورة الإيرانية أن هناك تحريضا مكثفا لبث الخلافات والفرقة بين أبناء العالم العربي والإسلامي من أجل تنفيذ مخططات التقسيم الامبريالية الصهيونية, مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتصرف في باكستان بشكل يمكن أن يجعلها تنجح في تنفيذ مخططات تقسيمها في المستقبل, وإن كانت لم تنجح حتي الآن بسبب تضامن الشعب مع حكومته وقادته في مواجهة مخطط التقسيم. القضية الفلسطينية وحول الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية, قال ولاياتي أن مصر حكومة وشعبا دعمت القضية الفلسطينية طوال عقود, ولا تزال, وأن أهم تهديد هو ما قدمه الشعب المصري ضد أمريكا وإسرائيل خلال الثورة المصرية في25 يناير, وعندما فشلت المخططات الأمريكية الصهيونية في مصر قرروا نقل المعركة إلي دول أخري الثورة الليبية وفيما يتعلق بالثورة الليبية علي نظام القذافي أشار المستشار الأول لقائد الثورة الإيرانية لشئون العالم الإسلامي إلي أن القضية الليبية معقدة, فالشعب الليبي ثار ضد حاكمه, ومن ثم كان له هدف من القيام بثورته, بينما كان للمؤامرة هدف آخر, حيث لم يكن حلف الناتو يريد أن يكون حكم طرابلس بيد الشعب, ولذلك كانت قواته تقصف الشعب والمعارضة الليبية في آن واحد تحت ذريعة أنهم أخطأوا في التصويب, وليس من المعقول أن يتكرر هذا الخطأ7 أو8 مرات بدون قصد, والمؤكد أن الجميع يتابع المؤامرات الغربية التي تعمل علي تنفيذ مخطط تقسيم ليبيا من خلال إشعال الصراعات القبلية. وأشار ولاياتي إلي أن الثورة الإسلامية في إيران واجهت العديد من المؤامرات الداخلية والخارجية, وأن هذه المؤامرات لاتزال مستمرة حتي الآن, وسوف تستمر في المستقبل, لأن الذين كانوا يحكمون إيران, ويسيطرون عليها طوال25 عاما كانت تستخدمهم الولاياتالمتحدةالأمريكية لتحقيق أهدافها ومصالحها, موضحا أن إيران بدأت مواجهة الاستكبار العالمي منذ زمن الإمام الخميني قائد الثورة الإيرانية, وكان لدينا يقين بأن الله عز وجل سوف ينصرنا مصداقا لقوله تعالي في كتابه الكريم إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم', وكان التوكل علي الله, وعلي الشعب عنصرين أساسيين في نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية, وطالما تشبثت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالخط الإسلامي الصحيح فلن تنجح أية مؤامرة في التأثير عليها. وفيما يتعلق بالأزمة النووية الإيرانية, والتهديدات العسكرية بشن حرب علي إيران قال ولاياتي إن هذه التهديدات لا تخرج عن كونها مجرد تهديدات شفهية, لان المغامرات الفاشلة للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان تجعلها تفكر جيدا في تبعات المواجهة قبل أن تقدم عليها, كما أنها لا تمتلك الجرأة للقيام بأي عمل عسكري ضد إيران, ولو كان باستطاعة الولاياتالمتحدة وحلفائها شن هجوم علي إيران لفعلوا, ولاشك أنهم لن يفعلوا شيئا, فإيران هي أهم دولة إسلامية في العالم, ومن ثم فإنهم لابد أن يحسبوا حساباتهم جيدا قبل أن يقدموا علي أي عمل عسكري ضدها.