شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة التحرك العاجل وتكاتف جهود المجتمع الدولى لوقف تدهور الوضع فى ليبيا وتدارك خطورته، مؤكدا أن عامل الوقت حاسم للغاية لتقويض انتشار التنظيمات المتطرفة. وأكد الرئيس خلال استقباله أمس سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، دعم مصر لإعادة بناء المؤسسات الوطنية الليبية وجهود توحيد المؤسسة العسكرية. وتناول اللقاء آخر المستجدات على صعيد القضايا الإقليمية، خاصة تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام، حيث أكد الرئيس فى هذا الإطار الموقف المصرى الثابت بحل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية، الذى يعد الحل الأمثل لإحلال السلام والتهدئة فى منطقة الشرق الأوسط، باعتبار القضية الفلسطينية هى القضية المركزية فى المنطقة بل والعالم، مستعرضاً فى هذا الصدد جهود مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع فى غزة. كما أعرب الرئيس عن مواصلة العمل والتنسيق مع روسيا للوصول إلى تسوية سياسية للأوضاع فى سوريا، وكذلك احتواء خطر العناصر الإرهابية هناك فيما يعرف بالمقاتلين الأجانب والحيلولة دون انتقالهم إلى مناطق إقليمية أخري. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، أكد الرئيس السيسى سعى مصر لترسيخ الشراكة مع موسكو فى المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية، وهو ما تجسد فى بلورة عدد من المشروعات المهمة التى يتعاون البلدان فى تنفيذها داخل مصر، مثل مشروع محطة الضبعة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس، والتعاون فى مجال تطوير منظومة السكك الحديدية. كما أشار الرئيس إلى استئناف حركة الطيران بين المدن الروسية ومدينتى شرم الشيخ والغردقة، وتطلع مصر لقيام الجانب الروسى بالانتهاء من هذه المسألة قريباً. وعلى صعيد الشق الأمنى ومكافحة الإرهاب، تم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز الجهود الثنائية المشتركة لمكافحة الإرهاب، حيث استعرض الرئيس الرؤية المصرية فى هذا الشأن، وخطورة مسألة قيام بعض الجهات والدول بتقديم الدعم والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية، وقد أكد لافروف تأييد روسيا للجهود المصرية الجارية فى مجال مكافحة الإرهاب، وعزمها مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين فى هذا المجال على مستوى الأجهزة والمؤسسات المعنية. وعلى صعيد التعاون الثلاثى فى القارة الإفريقية، شهدت المباحثات استعراض فرص التعاون بين البلدين فى هذا السياق، فى ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقي، ودعوة روسيا لعقد قمة «إفريقيا-روسيا» فى أكتوبر المقبل، والتى يسبقها منتدى الأعمال الإفريقي- الروسي، حيث أكد الرئيس أولويات الرئاسة المصرية تجاه إفريقيا لاسيما فيما يتعلق بالشق التنموى وتطوير البنية التحتية بالقارة الإفريقية، وتحقيق الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى من خلال تنفيذ أهداف أجندة 2063. وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم الرئاسة بأن الرئيس طلب من «لافروف» نقل تحياته للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، معربًا عن اعتزاز مصر بعلاقاتها مع روسيا، والحرص على تطويرها وتعزيزها فى مختلف المجالات، فضلاً عن أهمية تكثيف التشاور والتنسيق حول مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة فى ظل التحديات الراهنة فى المنطقة وجهود البلدين لاستعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط. وأضاف المتحدث الرسمي، أن وزير الخارجية الروسى بالمقابل، نقل تحيات الرئيس بوتين للرئيس السيسي، وتثمينه لما تشهده العلاقات المصرية الروسية خلال السنوات الماضية من تعاون مُثمر تحرص روسيا على تعزيزه والارتقاء به على مختلف الأصعدة. وقد أكد وزير الخارجية الروسى خلال اللقاء، التزام بلاده بتعهداتها التنموية وتنفيذ مشروعاتها فى مصر، وفق اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة الموقع بين البلدين فى أكتوبر الماضي. كما أكد لافروف أن الجهات المعنية فى روسيا بصدد الوقوف على مختلف الإجراءات اللازمة لاستئناف حركة الطيران بين المدن الروسية ومدينتى شرم الشيخ والغردقة. وأشار لافروف إلى اهتمام روسيا بمواصلة التشاور وتبادل الرؤى مع الرئيس بشأن مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وذلك فى ضوء التعاون الوثيق القائم بين الجانبين. كما أكد وزير الخارجية الروسى تثمين بلاده للجهود المصرية فيما يخص مجمل قضايا المنطقة، معرباً عن حرصها على التوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك القضايا بما يسهم فى استعادة الأمن والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط. حضر اللقاء سامح شكرى وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وسفير روسيا الاتحادية بالقاهرة.