لم تقتصر الشكاوي علي عدم وجود سرير بالرعاية المركزة بالمستشفيات, لكنها امتدت إلي انتشار العدوي والميكروبات في بعض أماكن الرعاية المركزة بالمستشفيات الكبري والصغري علي السواء, والخطير في الأمر أن تصل الأزمة إلي مستشفي قصر العيني الفرنساوي. تقول والدة طفلة مريضة: ابنتي تم حجزها بالرعاية المركزة21 يوليو الماضي نتيجة سقوطها علي السلم وإصابتها بنزيف في الأذن وظلت في غيبوبة لمدة9 أيام, وبعد تحسنها فوجئنا بها تصاب بمرض جديد نتيجة ميكروب بالدم, وبعد إجراء تحاليل تم تحديده ولم تكن ابنتي الضحية الوحيدة, حيث إن جميع المرضي بالرعاية مصابون به, وهذا الميكروب يتطلب مضادا حيويا اسمه كلومايسون يتم استيراده وغير متوافر سوي في صيدلية واحدة مفروضة علينا ونشتريه بسعر094 جنيها للعلبة وأضاف رضا عبدالعظيم أن الإهمال الجسيم بغرفة الرعاية المركزة وصل لدرجة أن أجهزة التنفس الاصطناعي المحدودة يتم نقلها بين المرضي دون تعقيم, ويتم إلقاؤها بجوار الحمامات أو المغسلة, وهذا يكشف لماذا انتقل الميكروب بين المرضي بسهولة برغم أن كل منهم في حجرة منفصلة. والأعراض التي تصيب المرضي واحدة, وهي: التهاب شديد بالرئة وبلغم شديد يتزايد مع انتشار الميكروب ونزيف بالرئتين وارتشاح مائي يسبب اختناقا للمريض. ويضيف محمود الرفاعي, نجل أحد المرضي, أن والدته دخلت لإجراء عملية نزيف بالمخ, وتم عرضها علي الدكتور م. أ الذي أكد أن العملية عاجلة وتم حجزها بالعناية المركزة, ودفعنا71 ألف جنيه خلال5 أيام, كما تم تسديد01 آلاف جنيه قبل إجراء العملية مباشرة, ثم فوجئنا بعد إجراء العملية بأن درجة حرارة والدتي مرتفعة بصفة مستمرة, وبرغم ذلك كتب لها الطبيب المعالج علي خروج من المستشفي, ومع استمرار ارتفاع درجة الحرارة ذهبنا إلي طبيب آخر فأكد لنا أن والدتي قد تحتاج أكثر من عملية جراحية تكلفها نحو051 ألف جنيه, نتيجة الإصابة بالميكروب المعدي الذي أصيبت به والدتي من غرفة العناية المركزة. حالة أخري لحالات المرض تتحدث عنها ابنة إحدي المريضات, قائلة: دخلت والدتي مستشفي قصر العيني الفرنساوي وتم حجزها بالعناية المركزة يوم31 يوليو الماضي لظروف صحية, وبعد تحسن حالتها أصيبت بمرض غامض وتم علاجها دون معرفة سبب المرض أو نوعيته, ومعظم العاملين بالعناية المركزة من الشباب حديثي التخرج ويفتقدون خبرة التعامل مع المرضي, مما اضطرنا للذهاب إلي طبيب آخر, الذي أكد لنا أن مستوي الرعاية بالقسم سيئ للغاية, مما سبب لها غيبوبة بين وقت وآخر, بالإضافة لعمليات بذل الدم والماء من الرئتين باستمرار. وأضافت ابنة المريضة أن العاملين بالمستشفي أطباء حديث التخرج وكل منهم يشخص مرضا مختلفا للمريض نفسه. ظاهرة العدوي من جانبه, أكد الدكتور مصطفي الشاذلي, أستاذ أمراض الصدر بمستشفي قصر العيني والمشرف علي الرعاية المركزة بالدور الرابع, أن ظاهرة العدوي بالمستشفي قائمة ومعروفة, فالميكروب المنتشر يكون عادة لديه مناعة عالية ضد المضادات الحيوية ولا تؤثر فيه, لذلك فإن هناك نحو03 نوعا من المضادات ولا يصلح معه سوي مضاد واحد تحدده المعامل, لذلك فإن احتمالات نقل العدوي قوية بسبب استخدامات الآلات وأجهزة التنفس ولا يكون أمام الطبيب حل آخر, فالطبيب مضطر لاستخدام الأجهزة, لأنها ضرورية لحياة المريض, وهذه ظاهرة معترف بها في أنحاء العالم. حدود المسموح الدكتور عمرو جاد, مدير مستشفي قصر العيني الفرنساوي, أكد قائلا: إن نسبة الإصابة بالرعاية المركزة علي مستوي المستشفي في حدود المسموح به عالميا, لا يتعدي ال01% من المرضي, وإن ما يقال عن انتشار ميكروب معدي بين مرضي الرعاية ربما يرجع لشائعات من بعض الممرضات أو الأطباء حديثي التخرج, وإن الإصابات التي تحدث نتيجة ظروف المريض الصحية, ويكفي أن نقول إن المريض في حالة حرجة, خاصة كبار السن, فيسهل مع إصابتهم, الإصابة بالعدوي, وتكون فرصهم أعلي في الإصابة بالعدوي. وأشار مدير المستشفي إلي أن هناك إدارة متخصصة بالمستشفي لمكافحة العدوي, رئيسها وأعضاؤها من أساتذة الطب, وتقوم بمسح شامل لكل أقسام الرعاية المركزة