تخوفات كبيرة وحالة ترقب شديدة بين سكان مدينة الشيخ زايد فجرها إعلان هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التعاقد مع أحد المستثمرين الكبار لتنفيذ مشروع يضم 15 من الأبراج الشاهقة بارتفاع 20 دورا بجوار الحديقة المركزية بالحى ال 12 والذى سيتولى نفس »المستثمر الكبير» حق إدارتها وتشغيلها. أهالى زايد عبروا عن غضبهم الشديد من تلك الأبراج التى رأوا أنها ستشوه مدينتهم التى تعد الأجمل فى مصر حاليا عبر أكثر من اتجاه، فبعضهم اتجه للقضاء لوقف المشروع وآخرون توجهوا برسائل مباشرة لقيادات الدولة ووزارة الإسكان وطالبوهم بالتدخل لإيقاف المشروع وغيرهم استخدموا منصات التواصل الاجتماعى عبر العديد من «الجروبات» والائتلافات للتعبير عن غضبهم من هذا المشروع وتأثيراته المستقبلية السلبية الكبيرة على المدينة. كما تواصل «الأهرام» مع بعضهم ومنهم خالد حسين معد بالتليفزيون وأيمن فرحات مدرس حيث اجمعوا أن المشروع مخالف لاشتراطات البناء بالمدينة التى هى بواقع 4 أدوار فقط مما سيؤدى إلى تشويه شكل المدينة والقضاء على خصوصيتها المميزة وفتح باب الارتفاعات وتحولها إلى عشوائيات كما حدث فى أكتوبر وعدم قدرة البنية الأساسية والمرافق على استيعاب تلك الأبراج التى ستؤدى قطعا إلى زيادة الكثافة السكانية بالمدينة. وتجدر الإشارة إلى ان المشروع ليس جديدا حيث تم طرحه للمشاركة مع القطاع الخاص خلال المؤتمر الاقتصادى الذى عقد بشرم الشيخ منتصف مارس 2015 ولم يتقدم له أحد حتى حصل عليه أخيرا المستثمر الكبير. أحد أساتذة التخطيط العمرانى المطلعين على الموضوع منذ بدايته والذى طلب عدم ذكر اسمه أكد ل «الأهرام» ان المشروع كان فى بدايته عبارة عن منطقة تجارية إدارية وليست سكنية بارتفاعات عادية باستثناء بعض المبانى كانت بارتفاع 8 أدوار ولم تكن بهذا الكم من الابراج الشاهقة، لكن تم تعديله ليضم حديقة حولها مبان تجارية وخدمية وهذا التغيير للأمانة تم لمصلحة سكان المدينة. من جانبه أكد الدكتور وليد عباس معاون وزير الإسكان لشئون هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة أن إجمالى مساحة الأنشطة الاستثمارية بالمشروع (سكنية فندقية تجارية إدارية) تمثل نسبة لا تصل إلى 1% من مساحة المدينة الأصلية بخلاف توسعاتها وبالتالى لن تسبب أى كثافات مرتفعة على عكس ما يُتداول من معلومات وأن الأنشطة المذكورة للمشروع تأتى وفقاً للمخطط الإستراتيجى العام المُعتمد للمدينة والذى يتضمن تباين الارتفاعات وبُناء على ذلك المخطط تم تحديد الاحتياجات الخاصة بالمرافق وإقامتها من حيث التوسع فى طاقة محطة المياه وتوسعة وتطوير محاور الطرق، مضيفا أنه تم إعداد مخطط تفصيلى للمشروع يتضمن إنشاء حديقة مركزية مُحاطة بأنشطة سكنية خدمية إدارية فندقية استثمارية بارتفاعات متدرجة تصل إلى 20 دورا وفقاً لمسطحات بنائية معتمدة تم استيعابها بالفعل ضمن منظومة المرافق الرئيسية وعروض الطرق حيث ان التوسع رأسى وليس افقيا وهو يتوافق مع شئون الدفاع عن الدولة وقواعد وزارة الطيران المدني، كما تمت زيادة المسطحات الفضاء والمساحات الخضراء بالمشروع الذى لن يكون بأكمله أبراج حيث سيلتزم المستثمر بتوفير أماكن لانتظار السيارات بالمشروع. وقال المهندس جمال جريدة نائب رئيس جهاز مدينة الشيخ زايد ان هذه المنطقة كانت مخططة لاستيعاب 450 شقة تم استبدالها لتستوعب 15 برجا بنفس الكثافات مع توسيع المساحات الخضراء وزيادة المناطق الفضاء والخدمات، متابعا انه بالنسبة للحديقة المركزية فقد كان لابد من طرحها لتديرها شركة متخصصة حفاظا عليها ولضمان صيانتها وإضافة مناطق ترفيهية والعاب أطفال على أعلى مستوى لها، كما انها تحتوى على حمامات سباحة ومناطق خدمية مختلفة تستوجب أعلى مستوى من المتابعة.