أعلن أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أن أزمات المنطقة مازالت تنتظر انفراجة تُخفف من عناء الشعوب التى أنهكتها الصراعات، وتستجيب لقلق الرأى العام العربى حيال حالات التفسخ والتفكك التى ضربت بعض الدول العربية، فضلاً عن نهج التربص والانقضاض الذى تنتهجه بعض القوى الإقليمية فى تعاملها مع المنطقة العربية. ولفت أبو الغيط فى كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب فى تونس، الى أن حال العالم العربى على ما فيه من مشكلات وما يمر به من أزمات، ما زالت كلمته مجتمعة على قضايا لا تقبل مساومة، أو تحتمل تجميلاً أو مُداهنة فهو يرفض أن يسمى الاحتلال بغير اسمه، أو أن يُمنح المحتل شرعية لاحتلاله ويؤكد بصوت واضح أن الجولان أرض سورية عربية محتلة بواقع القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن التى رفضت الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان و أن أى إعلان من أى دولة مهما كان شأنها أو كانت مكانتها- يُناقض هذه الحقيقة ولن يُغير من الواقع شيئاً، وليست له حيثية أو أثر قانوني. وأضاف أبو الغيط: إذا كان الاحتلال جريمة كبري، فإن شرعنته خطيئة، وتقنينه عبث بالقانون ومبادئ العدالة .. وإقرار بأن القوة تنشئ الحقوق وتُرتب المزايا.. وليس على مثل هذا المبدأ يتأسس النظام الدولى المعاصر، الذى كانت الولاياتالمتحدة أول من وضع أسسه وروج لمبادئه.. ثم تأتى اليوم لتكون أول من يخرق هذه المبادئ ويضرب تلك الأسس. وأشار الى أن كلمة العرب اجتمعت أيضاً على دعم الفلسطينيين فى نضالهم من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وقال: إن قمتنا الأخيرة بالرياض اتخذت من القدس عنواناً لها فى رسالة لا ينبغى أن يخطئ أحد فهم دلالتها أو يتغافل عن رمزيتها ولا قضية تجمع العرب قدر قضية القدس والأراضى الفلسطينية المحتلة.. ويخطئ من يظن أن أزمات المنطقة صرفت الانتباه عن هذه القضية الجوهرية... إن حالة الاستقواء غير المسبوق التى يسعى الاحتلال إلى تكريسها فى الأراضى الفلسطينية المحتلة؛ قمعاً وحصاراً واستيطاناً». لا يكافئها سوى مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة التى جاءت كلها مخيبة للآمال، ومشجعةً للاحتلال على المضى قدماً فى هذا النهج الذى يضرب استقرار المنطقة، ويضعف من قدرتها على مواجهة رياح التطرف، دينياً كان أم قوميا.