إجراءات واقعية لخفض الكثافات الطلابية وسد عجز المعلمين    محافظ كفر الشيخ: توفير بيئة تعليمية مجهزة بأحدث الوسائل للطلاب    الفريق أشرف عطوة: مصر قادرة على حماية السواحل وقناة السويس    المنظمة العربية لحقوق الإنسان تشارك في اجتماع تشاوري بمجلس النواب    مصر تتصدر دول شمال أفريقيا في تقنيات الذكاء الاصطناعي    بعد تعديل الشروط.. الأوراق المطلوبة لحجز شقق الإسكان الاجتماعي 2024    إسرائيل تقصف منصة إطلاق صواريخ ردا على هجوم من لبنان    دوري الكرة النسائية| 4 جولات وانسحابات بالجملة    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي والعين في إنتركونتيننتال    سيدات الزمالك يهزمن المقاولون العرب بثنائية في الدوري    «3 سيناريوهات تحدد مصيره».. الحكم على اللاعب أحمد فتوح غدا    تأييد الحكم على المتهم بقتل صديقه لخلافات مالية بمدينة بدر    مكتبة الإسكندرية تفتتح معرض "كنوز تابوزيريس ماجنا"    في ليلة "تعامد الشمس".. محافظ أسوان يشهد احتفالية متميزة بأبوسمبل    محاسن الهواري تكتب: في متحف الجريمة    "طلقتها بعد ما خانتنى مع صاحبي ينفع أرجعها"؟.. عضو "العالمي للفتوى" ترد    حكم استخدام المحافظ الإلكترونية؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل    اختفى عن والدته وكلب نهش جثته ..إحالة 5 متهمين في جريمة "مزلقان الفرز" للجنايات    "إير فرانس" تمدد تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت    محافظ الغربية ومدير الأمن يتابعان السيطرة على حريق مصنع بكفر الشوربجي.. صور    إبراهيم دياز يشارك فى مران ريال مدريد الأخير قبل قمة بوروسيا دورتموند    لابيد لسفير الاتحاد الأوروبي: حظر الأسلحة على إسرائيل "لا يغتفر"    محافظ الوادي الجديد يتابع أعمال رفع كفاءة الطرق الداخلية بالخارجة    تقديم خدمات طبية وبيطرية خلال قافلتين سكانيتين بالبحيرة    ندوة بعنوان "أسرة مستقرة تساوى مجتمع أمن" بجامعة عين شمس.. الأربعاء المقبل    عبدالرحيم علي: قراءة ما يدور في رأس نتنياهو يجعلنا نفهم طبيعة الصراع الحالي    بينها السرطان.. أبراج على موعد مع جلب الأموال.. فيديو    ضمن أنشطة "بداية".. الثقافة تنظم قافلة لاكتشاف مواهب المدارس بالمنيا    تصنيف الاسكواش.. علي فرج يحافظ على الصدارة ومصطفى عسل وصيفًا    الشباب والرياضة تفتتح عددا من المعسكرات المجمعة بشمال سيناء    رد مفحم من الشيخ رمضان عبد المعز على منكري وجود الله.. فيديو    النشرة الدينية|7 أعمال ترفع البلاء وتبارك في الأموال..25 مفتاحًا عظيمًا للتفريج عنك في الحال    خالد عبدالغفار: الاعتماد على البيانات الفورية لضمان مرونة الاستراتيجية الوطنية للصحة    مشاركة صحة البحيرة في المؤتمر الدولي الثاني للصحة والسكان والتنمية البشرية    ماذا يحدث لجسمك عند الإفراط في تناول المكملات الغذائية؟    استشارية صحة: النسخة الثانية من مؤتمر للسكان تمثل الإطلاق الحقيقي ل"بداية"    فصائل فلسطينية تعلن مقتل محتجزة إسرائيلية في شمال قطاع غزة    وزير الطاقة الإسرائيلي: اتخذنا القرار بضرب إيران وكل الخيارات مطروحة    ضمن «بداية».. تنظيم بطولة كاراتيه للمرحلتين الإعدادية والثانوية بالمنوفية    منها «قاسم والمكنسة».. أشهر نوات تضرب الإسكندرية فى 2024    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم أتوبيس وسيارة على كورنيش الإسكندرية    عدالة وخدمات| مزايا عديدة من تحويل الدعم من عيني إلى نقدي.. خبير يكشفها    موعد مباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس السوبر المصري    "هيئة البث الإسرائيلية" نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين: لا يمكن أن تكون "اليونيفيل" القوة الوحيدة جنوبي لبنان    12 نافلة في اليوم والليلة ترزقك محبة الله .. 4 حان وقتها الآن    هيئة الاستثمار تبحث مع وفد اقتصادي من هونج كونج فرص الاستثمار بمصر    سيطرة مصرية على المشاركة في تحدي القراءة العربي.. وجوائز العام 11 مليون درهم    الحكومة تكشف حقيقة خفض "كوتة" استيراد السيارات بنسبة 20%    الصحة: 50% من الأفراد يستفيدون من المحتوى الصحي عبر الدراما    مدبولى خلال جولته بمدارس كرداسة : نتأكد من تطبيق الإجراءات على أرض الواقع لتحسين مستوى العملية التعليمية بمختلف مراحلها    وزيرة التضامن الاجتماعي تبحث مع سفير قطر بالقاهرة تعزيز سبل التعاون    أزمة نفسية.. تفاصيل إنهاء عامل حياته شنقا من مسكنه في المنيرة الغربية    ضربات روسية على خاركيف.. ووزير الدفاع الأمريكي في كييف للمرة الرابعة    إيهاب الخطيب: الأسهل للأهلي مواجهة الزمالك في نهائي السوبر المصري    بالفيديو.. استشاري جهاز هضمي: الدولة نجحت في القضاء على فيروس سي بأياد مصرية    المرور تحرر 29 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    وزير العمل : عرض قانون العمل الجديد على مجلس الوزراء نهاية الأسبوع الجارى    تعليق مثير للجدل من نجم الأهلي السابق بعد تأهل الأحمر لنهائي كأس السوبر المصري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عواقب الدفء الغائب بين مصر وليبيا
نشر في الأهرام اليومي يوم 10 - 09 - 2012

قيام حكومة موريتانيا بتسليم عبدالله السنوسي رئيس المخابرات الليبية في عهد القذافي لليبيا‏,‏ وضع الحكومة المصرية تحت وطأة ضغوط أكبر للاستجابة لمطالب القيادة الليبية الجديدة بتسليم أعوان القذافي‏, وتجميد أموال كل من كانت له علاقة بنظامه في مصر. وبرغم اختلاف الوضع نسبيا بين حالة السنوسي المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق مدنيين ليبيين, والمتهم من السلطات الموريتانية بدخول البلاد بأوراق سفر مزورة, وحالة الليبيين في مصر, سواء كانوا أقارب للقذافي, أو من أعوانه, إلا أن مصلحة القاهرة تقتضي التحرك بجدية للبت في المطلب الليبي, وهو ما فهمته نواكشوط فتجاوبت مع مطالب طرابلس.
تسليم السنوسي تم بقرار من محكمة موريتانية, وصدق عليه رئيس الدولة, بينما في مصر لم يتم تقديم أحد من المطلوبين للمحاكمة, وبالتالي لم يصدر أي حكم بشأنه, وبناء عليه لا يمكن تسليمه أو مصادرة ممتلكاته لأن في ذلك مخالفة للقانون المصري, فلابد أن يصدر بشأنه حكم قضائي نهائي وعادل من المحاكم الليبية المختصة, ولا يمكن تجميد ممتلكاته في مصر إلا بقرار من النائب العام المصري, أو بحكم محكمة استئناف القاهرة, وحتي يتم ذلك ستبقي العلاقات المصرية الليبية باردة, والتعاون الاقتصادي والأمني خاملا, وحقوق أكثر من 850 ألف عامل مصري مازالوا في ليبيا بعد الثورة معرضة للخطر, سواء بحرمانهم منها, أو الاستغناء عن عملهم, في الوقت الذي تسعي فيه القاهرة للفوز بنصيب عادل من كعكة إعادة إعمار ما خربته الحرب هناك, وتنفيذ وعود باستقبال 1.5 مليون عامل إضافي مصري إذا سلمت رموز القذافي حسبما قالت مصادر ليبية مطلعة.
تعمل في مصر وفقا لإحصائية صدرت في نوفمبر 2009 نحو 324 شركة يسهم ليبيون بالنصيب الأكبر في رأسمالها, وتعمل في مجالات السياحة, والزراعة, والصناعة, والاتصالات, والإنشاءات, والخدمات, وقدر المجلس الوطني الليبي حجم أموال رموز نظام القذافي في مصر بنحو 11.6 مليار دولار.
وفضلا عن انخفاض حجم العمالة المصرية من مليون و300 ألف قبل الثورة, حسب تصريح لوزير القوي العاملة السابق أحمد البرعي, إلي 850 ألفا فقط بعدها, نجد أن قيمة الصادرات المصرية انخفضت من 1.2 مليار دولار عام 2010, إلي 350 مليونا فقط عام 2011, ومن المتوقع عدم حدوث أي تحسن قبل حسم مسألة أعوان القذافي بالقضاء أو بقرار سياسي.
صحيح أنه ليس سهلا علي مصر أن تتخلي بسهولة عن الاستثمارات الكبيرة فيها في وقت تحاول فيه بكل السبل جذب استثمارات جديدة لدعم الاقتصاد, لكن مصلحة نحو مليون عامل مصري في ليبيا وحقوق المستثمرين والشركات المصرية بمئات الملايين من الدولارات, هناك, وأمن مصر علي الحدود الطويلة مع ليبيا كلها تقتضي التحرك بسرعة من جانب القاهرة لاحتواء الخلاف, وإقناع المسئولين الليبيين بضرورة تطبيق الإجراءات القانونية اللازمة, كما يتطلب الأمر الإسراع باتخاذ قرار سياسي مصري بشأن أعوان القذافي الذين قد يكون لهم دور بشكل أو آخر في نهب أموال الدولة الليبية, أو ارتكاب أعمال يعاقب عليها القانون, فمثل هؤلاء لا يستحقون الحماية مهما يكن حجم أموالهم, وربما تصبح إعادتهم لمحاكمتهم في بلادهم بادرة حسن نية للحكومة الليبية من جانبنا بعد اتخاذ الضمانات التي يكفلها القانونين المصري والدولي لمحاكمة عادلة لهم.
في الوقت نفسه علي السلطات الليبية أن تقدم إلي القضاء المصري ما يثبت عدم شرعية الاستيلاء علي الأموال التي تطالب بإعادتها وارتكاب أصحابها مخالفات قانونيا بشأنها حتي تتجاوب السلطات المصرية معها في مطالبها, أما تجميد مصالح شعبين شقيقين بسبب سوء فهم, أو عدم جدية في التحرك من جانب القاهرة أو طرابلس, فهو أمر غير مقبول لأن العواقب السيئة ستعود علي الطرفين معا, فماذا لو سمحت القاهرة بنشاط لاتباع نظام القذافي انطلاقا من مصر انتقاما لأي تصرف غير مقبول من مسئولين في طرابلس؟
المزيد من مقالات عطيه عيسوى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.