رب ضارة نافعة, فحادث الاعتداء الإجرامي علي جنودنا البواسل في رفح وهم علي موائد الإفطار في شهر رمضان الماضي, نبه إلي خطورة تردي الأوضاع الأمنية في سيناء, خاصة في المناطق الحدودية ووسط سيناء, مما أدي إلي حالة استنفار قصوي لدي القوات المسلحة والشرطة, ليس فقط للتوصل إلي مرتكبي الحادث, ولكن لاستعادة الأمن والاستقرار في هذه البقعة الغالية من أرض مصر. ونجحت العمليات العسكرية الأمنية في ضرب كثير من بؤر الإرهاب في سيناء, وملاحقة العناصر المشتبه فيها, والسيطرة علي كل المحاور هناك. لكن الحملات الأمنية وحدها لن تحقق الاستقرار في سيناء التي أهملناها كثيرا, فأصبحت تعاني من تردي البنية الأساسية, والأحوال المعيشية. لذلك فقد أحسنت الحكومة صنعا بإنشاء وتفعيل جهاز تنمية سيناء, والأهم البدء فورا في تنفيذ الخطط المعلن عنها لتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان هناك, واستغلال الموقع الجغرافي في إنشاء مناطق تجارة حرة تسهل حركة التبادل الاقتصادي بين آسيا وإفريقيا, ومناطق صناعية تستوعب.. ليس أبناء سيناء فقط, ولكن أبناء الوادي أيضا. إن الخطط المعلنة في هذا السياق كفيلة بتحقيق ذلك, وتبقي سرعة التنفيذ حتي نستفيد من أرض الفيروز التي تشكل المستقبل الحقيقي لمصر, والأمل في الخروج من الوادي الضيق, ورافدا مهما من روافد التنمية يستطيع المساهمة في زيادة الدخل القومي المصري, وتحسين الأحوال المعيشية لملايين المصريين, فضلا عن تحقيق مقتضيات الأمن القومي, وتلك هي العودة الحقيقية لسيناء إلي حضن الوطن.