زلزال خطير وضخم يضرب البيوت المصرية بعنف الآن، نتيجة تزايد حالات الطلاق بشكل بشع ومرعب وخطير، وأيضا بشكل أصبح يهدد كيان الأسر المصرية، حتى أصبحت مصر الدولة الأولى عالميا فى معدلات الطلاق. كارثة حقيقية، وخراب بيوت، وتشريد أطفال، وقضايا ومحاكم، ومشكلات لا حصر لها، نتيجة التهور والانفعال، وعدم تقدير المسئولية من الزوجين معا، والغريب أن معظم حالات الطلاق يقع فى سنوات الزواج الأولى، ولم يعد الزواج رباطا مقدسا عند الكثيرين. فى الأسبوع الماضى خرج فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ينتقد فوضى تعدد الزوجات، ويؤكد أن ممارسته دون ضوابط ظلم للمرأة، رافضا التعسف فى استعمال الحق الشرعى والخروج عن مقاصده، وقامت الدنيا ولم تقعد، وشن المتشددون هجوما شديدا على فضيلة الإمام، على الرغم من أنه لم يخالف الشرع، ولم يلغ حق التعدد، لكنه يرفض التعسف فى استعماله، وإساءة استغلاله حفاظا على كيان الأسرة المصرية، التى باتت مهددة بالتشرد والضياع نتيجة ظاهرة الطلاق والجرى وراء الأوهام من كلا الزوجين. معدلات الطلاق فى المجتمع المصرى جرس إنذار خطير يحتاج إلى وقفة هادئة من كل الجهات المعنية، بداية من: رجال الدين، مرورا بوسائل الإعلام والجمعيات الأهلية، وانتهاء بالجهات والوزارات الحكومية المعنية كالتضامن والثقافة. مطلوب عمل منظم، وخطة تشترك فيها كل هذه الجهات لتوزيع الأدوار فيما بينها داخل المساجد والكنائس، وإنتاج برامج ومسلسلات وأفلام خاصة بذلك، ولا مانع من أن تكون هناك حملات توعية إعلانية تتولاها الجمعيات الأهلية بجوار الندوات، وتوفير مكاتب للاستشارات والدعم النفسى للزوجين. أتمنى أن تكون تصريحات شيخ الأزهر، بداية لعمل منظم تستعيد به الأسرة المصرية أمانها واستقرارها بعيدا عن الطلاق وخراب البيوت. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة