فى إحدى قرى مركز الشهداء بمحافظة المنوفية يقوم أحمد جابر بعمل ثورة شاملة فى مجال الزراعة والرى بعد أن نجح فى إدخال الرى بالتنقيط والرش فى أرضه هناك, وربما سوف يبادر البعض بالسؤال: وما الجديد؟!.. فالرى بالتنقيط والرش أصبح موضة قديمة ويستخدم على نطاق واسع داخل مصر وخارجها منذ فترة طويلة. الجديد هو إدخال الرى بالتنقيط والرش فى الأراضى الطينية القديمة التى يتم ريها بالغمر, وكان الكثيرون يحذرون من عدم نجاح فكرة الرى بالطرق الحديثة فيها, لأنها تؤدى إلى بوارها وعدم نجاح الزراعة فيها, وهو التحدى الكبير الذى استطاع المزارع أحمد جابر قهره بالتجربة العملية بعد أن نجح فى إدخال الرى بالتنقيط فى المساحة التى يزرعها هناك, والتى تقدر بنحو 4 أفدنة, وزرعها بالبطاطس, أحد المحاصيل الرئيسية التى يعتمد على زراعتها الكثير من المزارعين, لأنها تدر عليهم دخلا معقولًا يعوضهم عن متاعبهم فى الكثير من المحاصيل الآخرى. نجحت زراعة البطاطس, وكانت المفاجأة ارتفاع إنتاجية الفدان من 10 أطنان إلى 15 طنًا بزيادة 50%, علاوة على التوفير الهائل فى مياه الرى, ولم يقتصر الأمر على زراعة البطاطس وحدها, ولكن امتد إلى بقية المحاصيل التقليدية الأخرى. نجاح أحمد جابر شجع جيرانه من المزارعين على اقتحام تجربة الرى بالتنقيط والرش فى الأراضى القديمة, ووصل إجمالى المساحات المزروعة هناك التى يتم ريها بتلك الطرق الحديثة إلى 260 فدانا, وأعتقد أنه سوف تتم مضاعفة هذه المساحات خلال فترة قصيرة بعد أن شاهد المزارعون واحدا منهم يقوم بالتجربة وينجح فيها ويحقق عدة أهداف دفعة واحدة, أهمها زيادة الإنتاجية, وتوفير مياه الرى, وانخفاض تكاليف الزراعة, وزيادة العائد الإجمالى, وكلها فوائد مباشرة على المزارعين. وللحديث بقية. لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة