ستبقي المعارك السياسية, ولكن ينبغي أن يبقي معها ذلك الإحساس بالمسؤولية والإحساس بأننا شركاء في مركب الوطن, وأن النجاة بهذا المركب هي مسؤولية الجميع وتضامن الجميع وتفاهم الجميع.. لذا لا يجب أن يخسر التيار الإسلامي المكسب المهم الذي ربحه وربحه الوطن كله بالتواصل السياسي مع كل أطياف الوطن السياسية والفكرية التي تناضل من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. طي صفحة نظام مبارك والانتقال الحقيقي لنظام جديد لا يمكن أن ينبني علي' المصالحة' مع الفلول سياسيا واقتصاديا بدعوي الحاجة للاستقرار.. فالانشغال بالمصالحة الوطنية أولا يدل علي التصالح مع الأوضاع التي قامت ضدها الثورة.. أما المطلوب فهو قطع الصلة بالماضي عن طريق استبدال هياكل وقوانين وآليات عمل النظام الساقط الذي قامت ضده الثورة بأخري تتجنب بشكل مؤسسي أخطاء الماضي.. والحق نقول أن الظروف الآن مواتية لإحداث هذه التغييرات, وبدونها تنعدم ضمانات عدم الردة للنظام السابق!! تأمل حولك, فستجد أن الشكوي ترتفع اليوم ليس من المتضررين من التغيير, بل ممن ساهموا في حدوثه, وممن تحمسوا له, وشنعوا بكل من خالفهم الرأي, أو الرؤية! نعم, لقد صفق العالم للثورة المصرية الواعدة بالديمقراطية والحرية والكرامة, ولكن البعض يري أن أزهار تلك الثورة باتت مهددة بالذبول قبل أن تعطي ثمارها! قد لا يكون الخطأ في الأشخاص والأحزاب التي آل إليها الحكم, ولا الناخبين الذين صوتوا بأمانيهم وعواطفهم, وليس علي برامج إصلاحية وإنمائية واجتماعية موضوعية قابلة للتنفيذ!! يحتاج إجلاء الحقيقة أولا لإرادة سياسية, لا يستطيعها من أراد ستر بعضها لتورطه فيه, ولا من يريد استبقاء بعض أدوات السلطة التي طالما استخدمت ضده في يده ليستخدمها وقت الحاجة ضد خصومه ربما فقط لأنه لا يعرف أدوات سواها ! [email protected] المزيد من أعمدة محمود المناوى