في الحقيقة أزمة الكلاب الضالة لم تختف من أساسه، بل على العكس فهي تتفاقم يوما بعد الآخر، حتى وصلت خطورتها إلى حد أنه قد يأتي اليوم وتحل هي محلنا، أما الذي يظهر ثم يختفي فهو مناقشة الأزمة، فالبرلمان مع كل أزمة يناقش ثم تهدأ الأمور فيختفي الاهتمام بها، ثم وعقب وقوع أي حادث آخر جديد يعاود المناقشة مرة أخرى وهلم جرا!. لذا وعقب الهجوم الأخير لأحد كلاب الحراسة على ضابط شرطة، فقد عقدت مؤخرا جلسة للحوار المجتمعي من جانب لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، وذلك لمناقشة أزمة انتشار الحيوانات الضالة خاصة الكلاب والقطط غير المستأنسة على مستوى الجمهورية وتقديم مقترحات لإيجاد حلول للقضاء على تلك المشكلة الخطيرة بما يتوافق مع رأى فقهاء الدين وأحكام الدستور والمعايير الدولية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية. وحضر هذه الجلسة كل من وزراء الزراعة والبيئة وممثل عن وزارة الصحة والتنمية المحلية ومحافظ القاهرة والدكتور أحمد ممدوح، الأمين العام للفتوى بدار الإفتاء، وكل ذلك من أجل وضع خريطة يقرها البرلمان وتلتزم بها الحكومة للتغلب على هذه المشكلة المستعصية. السؤال الذي من المؤكد أن الجميع سوف يطرحونه الآن وماذا بعد كل هذه الاجتماعات والمناقشات والبحث عن حلول؟، ويا ترى وإلى أن نصل لصيغة توافقية "هذا في حال لو اجتمعت واتفقت عليها كل الآراء" وهيهات أن يحدث هذا، كم من وقت سننتظره لكي نصل إلى وضع هذه الصيغة المناسبة؟، وكم من وقت سيمر بعدها لكي يتم تطبيق الحلول على أرض الواقع؟، والأهم كم مسكين سيتم عقره بأنياب الكلاب الضالة المتشردة التي أصبحت تزاحمنا في الشوارع وجميع الأماكن العامة والخاصة؟!. المشكلة فعلا خطيرة وتحتاج إلى حل فورى وسريع وليس مجرد مسكنات ومهدئات مثل باقي مشاكلنا المزمنة الأخرى وآخرها حادث جرار قطار محطة مصر، وبرغم ذلك ما زالت مشكلة السكك الحديد بلا حلول جذرية حتى الآن. نعلم أن أزمة سكك حديد مصر ليست وليدة اللحظة وإنما هي مشكلة قديمة، لكن بالنسبة للكلاب ما هي المشكلة في القضاء عليها؟. أرجوكم دعونا من التبريرات الواهية والعراقيل التي ليس لها طائل سوى تفاقم حجم المشكلة ونحن كمواطنين وخاصة أطفالنا أصبحنا مهددين ولا نستطيع المشي في الشوارع صباحا أو مساء بسبب الكلاب. إذن دعوكم من المناقشات واللجان وكل تلك الإجراءات الروتينية، فالوقت يداهمنا والكلاب تعوى والقافلة أصبحت تعجز عن مواصلة المسير!. [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى