أكد رؤساء الوفد الأمريكي الرفيع المستوي لمسئولين حكوميين ومديري الشركات الكبري أن الزيارة التي تبدأ اليوم للقاهرة تستهدف إظهار مساندة إطلاق مصر لمرحلة جديدة للتنمية الإقتصادية طويلة الأجل. مشيرين الي أن زيارة100 مسئول من خمسين شركة أمريكية من الوزن الثقيل يدعم رغبة الحكومة الجديدة, في منح دور أكبر للقطاع الخاص من أجل أن يصبح جزءا مهما من مستقبل مصر. وقد شاركت الأهرام في حلقة نقاشية علي نطاق محدود في واشنطن مع كلا من توم نايدز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية ومايكل فرومان نائب مستشار الأمن القومي وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشئون الإقتصاد الدولي وليونيل جونسون نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية ومسئول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا. وقد علمت الأهرام أن الوفد الأمريكي يحمل رسائل محددة فيما يخص ضرورة تحسين بيئة القوانين والتشريعات من أجل إعطاء دفعة قوية لمناخ الإستثمار في المدي القصير. وبداية, قال نائب وزيرة الخارجية توم نايدز أعتقد أن ما نحاول القيام به هو العمل من خلال شراكة مع مجموعة واسعة من المصريين لتحقيق الهدف, وخصوصا دعم الوفاء بوعد الديمقراطية, وتحسين الأوضاع الاقتصادية في سائر أنحاء البلاد وتشجيع النمو الاقتصادي الذي يمس حياة المصريين, وايجاد فرص عمل ليس فقط في مصر, ولكن هنا أيضا في أمريكا من خلال مشاركة القطاع الخاص في الولاياتالمتحدة. وقال نايدز أن زيارة الوفد الأمريكي هي إعادة تأكيد علي الأهمية التي توليها الولاياتالمتحدة إلي مصر مشيرا إلي أن مجتمع الأعمال الأمريكي يعلم تماما حجم المشكلات التي تواجه مصر في الوقت الراهن مثلما هو الحال في دول الربيع العربي الأخري. وأوضح لدينا استراتيجية ذات شقين, مساعدة مصر للوصول إلي اقتصاد مستقر, والذي يتضمن مساعدة من حكومة الولاياتالمتحدة, وصندوق النقد الدولي, والبنك الدولي, لاعبين آخرين في المنطقة. والشق الثاني, خاص دور القطاع الخاص في مصر في المدي الطويل, من خلال ايجاد وظائف, وأيضا المساعدة في الاستقرار الاقتصادي. وردا علي سؤال ل الأهرام حول وجود خلاف مع القاهرة والكونجرس بشأن طريقة تقديم الدعم لمصر, قال نايدز أن الرسالة الأكثر أهمية هي وجود دعم قوي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لدعم مصر اقتصاديا وأن هناك دعم من الحزبين لمصر القوية في المنطقة وقال بكل صراحة, لدينا اهدافنا الخاصة بأغراض الأمن القومي.. أننا جميعا نؤمن بإن مصر التي تتمتع بقيادة منتخبة ديمقراطيا هو في مصلحة الشرق الأوسط. وأضاف أن الرسالة القوية لمجتمع الاستثمار أن مصر الآن مستقرة اقتصاديا. وهذا هو واحد من فوائد برنامج صندوق النقد الدولي, بكل صراحة. والشركات الأمريكية تأتي إلي مصر لأنهم يعتقدون أن هناك فرصة في السوق المصرية ومعظم الشركات التي تأتي لديها بالفعل استثمارات كبيرة جدا في مصر, وكثير منهم قد استثمرت بالفعل في البنية التحتية هناك, سواء كان ذلك التصنيع, أومراكز التوزيع والعديد من هذه الشركات تستخدم مصر كنقطة انطلاق إلي دول أخري في المنطقة.كما توجهت الأهرام بإستفسار للمسئولين الثلاثة عن طبيعة الحوافز التي يمكن أن تقدمها الحكومة الأمريكية للشركات التي ترغب في العمل في مصر, فقال نايدز أن الحكومة لا تقدم أي حوافز اقتصادية ولكنها تدعم قدرة الشركات علي النفاذ للأسواق. كما أوضح نايدز أن الرئيس أوباما أعلن في مايو عن إنشاء أول صندوق للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم مشيرا إلي أن الوفد الأمريكي يرافقه الرئيس الجديد للمؤسسة جيمس هارمون, ولديه جدول زمني منفصل بشأن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعد قطاعا مهما جدا لتوفير الوظائف. من جانبه, قال ليونيل جونسون أنه يعتقد أن الإقبال القوي علي السفر إلي مصر هو تصويت حقيقي علي الثقة في مصر جديدة وقال أن البعثة سوف تعمل علي المساهمة في تحسين البيئة المواتية لنمو يقوده القطاع الخاص وستعمل علي سلسلة من التوصيات المتعلقة بالسياسات بالمشاركة مع الحكومة المصرية في ختام الزيارة. وقال أعتقد أن مصر لديها مزايا تنافسية, سواء في المنطقة أو في السوق الدولية. فعلي سبيل المثال, قطاع تكنولوجيا المعلومات, يمكن لمصر أن تلعب دورا أكبر إقليميا ودوليا. وفي مجال الخدمات المالية, وكذلك, هناك فرص للنمو- في التصنيع, وفي مجموعة من المجالات الأخري. كما يمكن أن تسهم الزيارة في إستكشاف طرق إعادة تنشيط صناعة السياحة, وتحسين البنية التحتية لها. من جانبه, قال مايكل فرومان: من منظور أوسع, تواجه مصر وبلدان أخري في المنطقة تحولات وتحديات تريد واشنطن أن تكون داعمة لها, سواء من خلال تحقيق العمل مع صندوق النقد الدولي والبنوك الإنمائية المتعددة الأطراف والجهات المانحة في المنطقة للتأكد من أن لديهم اقتصاد مستقر.