لكل منا تعبيراته المختلفة في المواقف التي نتعرض لها كل يوم، سواء كانت سعيدة أو حزينة؛ وفي نفس الوقت نشترك في تعبيرات أخرى نرددها عند الشعور بالحنين لشخص ما أو لذكرى جميلة تطير بِنَا من أرض الواقع إلى حياة عشناها في الماضي. خلال الأسبوع الماضي فهمت جيداً مصطلح "ريحة الحبايب"؛ عندما قابلت أحد أصدقاء أبي المقربين له فكراً وروحاً وحضوراً أيضاً، وبمجرد أن تبادلنا التحية دار الحديث كله عن أبي وما هي مشاعره إذا كان معنا في تلك اللحظة.. مرت علىَّ هذه اللحظة وما تلاها من ساعات وأيام وكأن أبي عاد من السماء إلى الحياة مرة أخرى.. وما كان ينقصني هو رؤيته رؤى العين. وقد حاول كثيرون تفسير ارتباط العطر بالاشتياق، وأكدوا أن حاسة الشم أهم الحواس الخمسة عند الإنسان، وأنها ترتبط بعلاقة وثيقة مع الحب أو الكره، وأن الشخص يستطيع التمييز بين 5 آلاف إلى 10 آلاف عطر خلال حياته كلها. "ريحة الحبايب" من أكثر المصطلحات استخداماً في قاموس المصريين جميعاً عندما يشتاقون لإنسان فقدوه بالفراق إما بالسفر أو القطيعة أو الوفاة ويحيى ذكراه شخص أو مكان ما. وهذا ما جعل بعض الدول تستخدم أنواعا من الروائح المميزة لتنشيط السياحة، حتى تخلق حالة من الارتباط بين السائح والمكان ليعود مرة أخرى. [email protected] لمزيد من مقالات د.دعاء قرنى