بعد ساعات من الإعلان المفاجئ لاستقالته التى أشعلت التكهنات حول الأسباب، كشف محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، خلال مقابلة نشرتها صحيفة الجمهورية الإسلامية، عن أن الصراع بين الأحزاب والفصائل فى إيران له تأثير «السم القاتل» على السياسة الخارجية. وتشير تصريحات ظريف إلى أنه ربما استقال بسبب ضغوط من عناصر محافظة عارضت دوره فى التفاوض على الاتفاق النووى التاريخى مع القوى الكبرى عام 2015. وقال ظريف فى المقابلة «يتعين علينا أولا أن نبعد سياستنا الخارجية عن قضية صراع الأحزاب والفصائل... السم القاتل بالنسبة للسياسة الخارجية هو أن تصبح قضية صراع أحزاب وفصائل». وقال ظريف للصحيفة إنه اتبع توجيهات المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى خلال المفاوضات النووية. وأضاف أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومستشاره للأمن القومى جون بولتون هما من تقع عليهما اللائمة فى الانسحاب الأمريكى من الاتفاق فى مايو الماضي، وليس الرئيس الإيرانى حسن روحاني. وقال ظريف «لماذا تنددون برئيس الشعب المنتخب وبالسياسة الخارجية بدلا من التنديد بترامب؟ تُرى أى نتيجة قد تنجم عن هذا؟ النتيجة هى أن الشعب سيفقد الأمل فى المستقبل». ومن جانبه أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني بوزير خارجيته محمد جواد ظريف أمس في محاولة لإبقاء الوزير في منصبه في أعقاب استقالته المفاجئة، وأكد مكتبه في ساعة مبكرة من صباح أمس أن الرئيس لن يقبل الاستقالة. وكتب كبير موظفي الرئاسة الإيرانية محمود فايزي على موقع تويتر «بالنسبة للرئيس، هناك سياسة خارجية واحدة ووزير خارجية واحد»، وأضاف أن روحاني يشعر بالرضا عن عمل ظريف وأشاد بالوزير خلال كلمة في البنك المركزي الإيراني أمس، كما ذكر مكتب روحاني عبر صفحته على «إنستجرام» إن ظريف اضطلع بعمله بشجاعة وسيظل يفعل ذلك. ولم تتضح بعد أسباب الاستقالة، التي كتبها ظريف علي موقع انستجرام، إلا أن كثيرين افترضوا أن سببها هو استبعاده من اجتماع روحاني مع الأسد. وفى مقابلة مع صحيفة «جمهورى إسلامي» المحافظة، قال ظريف «كل شيء يذهب سدى حين لا تكون هناك ثقة فى الشخص الذى يدير السياسة الخارجية». وفى الوقت نفسه، قال حليف مقرب من وزير الخارجية الإيرانى إن الخلافات الداخلية فى إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى بين إيران وقوى عالمية أجبرت ظريف على إعلان استقالته. ولم يقبل روحانى رسميا الاستقالة التى أعلنها ظريف على موقع الصور إنستجرام أمس الأول، قائلا إن وزير الخارجية يقف فى طليعة المعركة ضد الولاياتالمتحدة. ووجه الرئيس الإيرانى الشكر لظريف ولوزير البترول بيجن زنجنة ولمحافظ البنك المركزى عبد الناصر همتى على دورهم فى مواجهة واشنطن.وتابع روحانى أن الرئيس السورى بشار الأسد وجه الشكر لوزارة الخارجية الإيرانية فى أثناء زيارة قام بها لطهران، نافيا شائعات أن استقالة وزير الخارجية جاءت بعد زيارة الأسد.