فى شهر إبريل عام 2018، أصدر مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصينى كتابا أبيض بعنوان «سياسة الصين وممارستها حول ضمان حرية الاعتقاد الديني»، أكد على أن الصين تطبق سياسة حرية الاعتقاد الديني، وتسعى لضمان حق حرية الاعتقاد الدينى لمواطنيها، وبناء علاقات دينية إيجابية وسليمة، للحفاظ على الوئام الدينى والتناغم الاجتماعي. والحقيقة أن احترام وحماية حرية الاعتقاد الدينى سياسة أساسية للحزب الشيوعى الصينى والحكومة الصينية، فكل مواطن صينى يتمتع بحرية الإيمان أو عدم الإيمان بعقيدة دينية. ويتمتع المواطنون، سواء معتنقى الأديان أو غير معتنقى الأديان، بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها على قدم المساواة، ولا يكون اختلاف العقائد سببا لعدم المساواة فى حقوقهم. وتحترم الدولة حرية المواطنين فى الاعتقاد الديني، وتحمى النشاطات الدينية الطبيعية؛ ويمارس المواطنون حقهم فى حرية الاعتقاد الديني، على أن لا يعوقوا الحقوق المشروعة للمواطنين الآخرين، أو يجبروا غيرهم على الاعتقاد بدين، أو يعاملوا المواطنين غير المتدينين أو المواطنين المعتقدين بالأديان الأخرى بصورة غير عادلة، أو يستغلوا الدين لعرقلة والإساءة إلى الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين. وينبغى لممارسة حق حرية الاعتقاد الدينى أن تحترم النظام العام والعادات الطيبة، وتحترم التقاليد الثقافية والمبادئ الأخلاقية الاجتماعية. وينص ((قانون مكافحة الإرهاب لجمهورية الصين الشعبية)) على أن الدولة تعارض أى شكل من أشكال التطرف، بما فيها التحريض على الحقد والتحريض على التفرقة ونشر العنف، عبر تشويه التعاليم الدينية، أو سبل أخرى، وتحظر أى سلوك تمييزى تحت مبررات إقليمية أو عرقية أو دينية وغيرها. وتنص ((لوائح الشؤون الدينية)) على أنه لا يجوز نشر التطرف الدينى وتأييده وتمويله، ولا يجوز استغلال الدين لتخريب الوحدة القومية وتشتيت الدولة وممارسة النشاطات الإرهابية. وتتخذ الدولة الإجراءات والتدابير الرامية لكبح بث التطرف الدينى وانتشاره، بينما تولى اهتماما خاصا لتفادى ربط نشاطات العنف والإرهاب والتطرف الدينى بقومية معينة أو دين معين. من نافلة القول إن الأديان الرئيسية فى الصين هى البوذية والطاوية والإسلام والكاثوليكية والمسيحية، وغيرها، ويبلغ عدد مواطنى الصين المتدينين ما يقرب من مائتى مليون فرد، ويبلغ عدد رجال الدين أكثر من 380 ألف فرد. ويبلغ عدد رجال الدين البوذى حوالى 222 ألف فرد، ويبلغ عدد رجال الدين الطاوى أكثر من 40 ألف فرد. ويزيد عدد أبناء الأقليات القومية العشر التى يعتنق أغلبية أبنائها الإسلام، عن 20 مليون نسمة، ويبلغ عدد رجال الدين الإسلامى أكثر من 57 ألف فرد. ويبلغ عدد معتنقى الكاثوليكية حوالى 6 ملايين فرد، ويبلغ عدد رجال الدين الكاثوليكى حوالى 8 آلاف فرد. ويتجاوز عدد معتنقى المسيحية 38 مليون فرد، ويبلغ عدد رجال الدين المسيحى نحو 57 ألف فرد. ويبلغ عدد الجمعيات الدينية فى الصين حوالى 5500، منها 7 على المستوى الوطني، وهي الجمعية البوذية الصينية، والجمعية الطاوية الصينية، والجمعية الإسلامية الصينية، والجمعية الكاثوليكية الوطنية الصينية، وفرقة الأساقفة الكاثوليكية الصينية، واللجنة البروتستانتية الصينية للحركة الوطنية الذاتية الثلاثية، والجمعية المسيحية الصينية. وتقوم الدولة بتسجيل المواقع التى يقيم المواطنون المتدينون النشاطات الدينية الجماعية فيها وفقا للقانون، مع إدراجها ضمن نطاق الحماية القانونية، لضمان ممارسة النشاطات الدينية حسب التحديدات المعيارية وبانتظام. حاليا، يبلغ عدد المعابد البوذية نحو 33.5 ألفا، ويبلغ عدد المعابد الطاوية أكثر من 9000، ويبلغ عدد المساجد الإسلامية أكثر من 35 ألفا، ويبلغ عدد الأبرشيات الكاثوليكية 98، ويبلغ عدد الكنائس وقاعات النشاطات أكثر من 6000، ويبلغ عدد الكنائس المسيحية ومواقع التجمع حوالى 60 ألفا. ويتم طبع ونشر وتداول الكتب الدينية والمطبوعات والمنتجات السمعية والبصرية والكتب الإلكترونية التى تسجل وتشرح وتفسر التعاليم والشرائع الدينية بلغات وطبعات عديدة، الأمر يسد الاحتياجات المتنوعة للمواطنين المتدينين من مختلف القوميات. لقد تم تنظيم ونشر ((التريبيتاكا)) و((سلسلة الكتب الطاوية الصينية)) و((مجموعة مؤلفات لاو تسي)) وغيرها من الكتب والوثائق الدينية القديمة الضخمة. وقد تمت ترجمة كتب إسلامية مقدسة بما فيها ((القرآن الكريم)) إلى اللغات الصينية والويغورية والقازاقية والقرغيزية مع نشرها، وتم تحرير وتوزيع سلسلة من الكتب والمجلات بما فيها ((المجموعة الجديدة لخطب الوعظ)) والبالغ إجمالى عددها أكثر من 1.76 مليون نسخة. وطبعت الصين حوالى 80 مليون نسخة من الكتاب المقدس للكنائس الصينية باللغة الصينية و11 لغة للأقليات القومية إلى جانب طريقة برايل. كما أنشأت كثير من الجمعيات الدينية ومواقع النشاطات، مواقعها الإلكترونية على شبكة الإنترنت، وفتحت الجمعية الإسلامية الصينية موقعها الإلكترونى باللغتين الصينية والويغورية. حتى سبتمبر 2017، بلغ عدد المعاهد والمدارس الدينية التى تم تأسيسها بموافقة مصلحة الدولة للشؤون الدينية 91، منها 41 للبوذية و10 للطاوية و10 للإسلام و9 للكاثوليكية و21 للمسيحية. وتوجد 6 معاهد ومدارس على المستوى الوطني، هى الأكاديمية البوذية الصينية والمعهد الصينى الرفيع المستوى للبوذية التبتية والمعهد الصينى للطاوية والمعهد الإسلامى الصينى والمعهد الكاثوليكى الصينى والمعهد اللاهوتى الاتحادى فى نانجينغ. وبلغ عدد الطلاب الدارسين فى المعاهد والمدارس الدينية أكثر من 10 آلاف فرد، وبلغ مجمل عدد الطلاب الذين تخرجوا فيها أكثر من 47 ألف فرد. وتقيم الأوساط الدينية الصينية علاقات صداقة مع الجمعيات الدينية فى ما يزيد عن 80 دولة على أساس الاستقلالية والمساواة والصداقة والاحترام المتبادل، وتشارك بإيجابية فى المؤتمرات الدولية المتعلقة بالحضارات والعقائد والأديان المختلفة، وتشارك فى النشاطات التى يقيمها الاتحاد العالمى للكنائس المسيحية والاتحاد العالمى للبوذيين ورابطة العالم الإسلامى والمؤتمر العالمى للأديان والسلام، وغيرها من الاتحادات والجمعيات الدولية على نطاق واسع، وتشارك فى اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتشارك فى عدة حوارات ثنائية ومتعددة الأطراف حول حقوق الإنسان. الصين تعتبر الدين جزءا عضويا من الحضارة الإنسانية. وتعد الصين ضمان حرية الاعتقاد الديني، ومعالجة العلاقات الدينية على أحسن وجه، وجعلها تتكيف مع العصر، وكبح التطرف الديني، موضوعا مشتركا يواجه مختلف الدول فى العالم. لقد أخذت الصين التطورات والتغيرات الدينية وأحوال الأعمال الدينية الواقعية، بعين الاعتبار، واستفادت من التجارب الإيجابية، وحتى السلبية، فى داخل البلاد وخارجها، وشقت طريقا ناجحا لضمان حرية الاعتقاد الديني، وتعزيز تناغم العلاقات الدينية، وتوظيف الدور الإيجابى للأوساط الدينية. ويشير تقرير المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى بوضوح إلى وجوب التنفيذ الشامل للمبادئ الأساسية للحزب حول الأعمال الدينية. وستظل الصين تحترم وتضمن حرية الاعتقاد الدينى للمواطنين، وتبذل جهدا كبيرا فى بناء الدولة الاشتراكية الحديثة الغنية والقوية والديمقراطية والمتحضرة والمتناغمة والجميلة.