من بين أهم أهداف الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمتشددة زرع الخوف فى القلوب، واحداث شروخ بين الاخوة المسيحيين والمسلمين عبر القتل وحرق الكنائس وتخريب وتدمير للمنشآت. وواكبت ذلك عمليات تحريض مدمرة ضد الاخوة المسيحيين، وهنا نتوقف بكل التقدير أمام حكمة البابا شنودة التى تمثلت فى قوله «إن مصر وطن يعيش فينا لا مجرد وطن نعيش فيه». وحقق البابا تواضروس لنا الغبطة عندما قال : «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن» هذه الصلابة فى مواجهة المحنة أسهمت بشكل فعال فى إطفاء حرائق الفتنة وحافظت على التماسك الوطنى وكانت قدوة لكل من المسيحيين والمسلمين. وفى إطار الفعل، بدأت عمليات الخطة الشاملة سيناء 2018. وقبل أن يبدأ العام الجديد تمكنت القوات المسلحة والشرطة من كسر العمود الفقرى للقوى والجماعات الإرهابية فى كل من سيناء والوادى ولم يكتف الرئيس السيسى باطلاق العملية الشاملة »سيناء 2018«، بل أقدم على عدة مبادرات كانت بلسما لمصر وللشروخ التى لحقت بتماسك بنيتها الوطنية، منها : إعادة بناء الكنائس التى تم حرقها أو تدميرها. تصحيح الموقف المتجمد من نشاط بناء الكنائس والأديرة وباقى المنشآت المسيحية، وبجانب الموقف التشريعى والقانونى، وافقت الحكومة على تصحيح أوضاع المئات من الكنائس والمنشآت. وكانت مبادرة السيسى بزيارة مبنى الكاتدرائية بالعباسية يوم عيد الميلاد لتهنئة البابا والاخوة المسيحيين عملا لمس كل القلوب، وكان هتاف فى الموجودين «بنحبك يا سيسى» هو التعبير التلقائى للمشاعر التى تفجرت وهم يرون رئيس مصر بينهم فى يوم عيدهم . إعلان الرئيس، أن الحكومة ستبنى الكنائس فى المدن الجديدة مثلما تبنى المساجد فالكل أبناء وطن واحد. وفى زيارته الكاتدرائية فى يناير 2017 أعلن بناء أكبر مسجد وأكبر كنيسة فى العاصمة الإدارية. وعظمة هذا الإنجاز، حملت كثيراً من الرموز والدلالات، منها : أولا : القدرة على المبادرة والانطلاق فى إطار الفعل لأفاق جديدة وغير مسبوقة. ثانياً : تأكيد تماسك البنية الوطنية، وجدية رسالة السلام التى تبعث بها مصر فى كل اتجاه. ثالثاً : إذا كان الإرهابيون ينشطون فى مجال التدمير والتخريب ، فإن مصر تواصل عمليات البناء بجدية وثبات وإصرار. رابعا : إن مصر تبنى هذه الصروح الجديدة والعصرية بعظمة وفخامة، وبأيدى أبنائها. وهذه الصروح الدينية امتداد للإنجازات الهائلة التى تمت وتتم فوق أرض مصر فى إطار خطة تتضمن تنفيذ 15 ألف مشروع عملاق تحقق منها فعلا إنشاء ثمانية آلاف مشروع خلال السنوات السابقة. خامسا: إن تبرعات المصريين تكلفت بتغطية تكاليف إنشاء المسجد والكنيسة، وبما يكشف عن موقف إيجابى لكل المصريين من هذا المشروع العظيم. سادسا: أصبح واضحا أمام الجميع خاصة الإرهابيين والمتطرفين والمتشددين ان مشروع تهجير المسيحيين غير قابل للتطبيق فى مصر، وأن أى احتقان أو شرخ سيجد دائما العقل واليد التى تحاصره وتعمل على انحساره. سابعاً : ارتفاع المآذن والمنارات بكل الخشوع والجلال كان ثمرة من ثمار موجة من موجات الفعل المصرى تحت قيادة السيسى الذى نقل مصر من مرحلة رد الفعل الى مرحلة الفعل يجعلنا نتطلع لموجة أخرى تنهى الاحتلال السلفى لمصر وانتشار بقايا الإخوان هنا وهناك وتطبيق النص الدستورى الذى يحرم إنشاء أحزاب دينية. لمزيد من مقالات عبده مباشر