في إطار الجدل الإسرائيلي الدائر حول ضرب إيران, عقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر أمس جلسة ساخنة لمناقشة البرنامج النووي الإيراني لأول مرة منذ شهور وذلك بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو الذي أوقف ثاني اجتماعات المجلس بشكل مفاجئ بحجة أن أحد المشاركين فيه سرب معلومات حول ما تم تداوله خلال الاجتماع. واستغرق الاجتماع, الذي شارك فيه قادة أجهزة المخابرات الاسرائيلية,10 ساعات وتضمن مناقشات حول جداول زمنية وجدلا حول ما إذا كان البرنامج النووي الإيراني قد وصل إلي منطقة الحصانة النووية وأيضا المزيد من العقوبات التي يمكن أن تطبق من قبل القوي الغربية. وفي ثاني جلسات المجلس, فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي الجميع بقرار إلغاء الاجتماع بسبب غضبه الشديد لقيام أحد المشاركين في أول جلسة بالكشف لإحدي الصحف عن وجود خلافات بين الوكالات المخابراتية حول تقدم البرنامج النووي الإيراني. وكان مسئول رفيع المستوي شارك في الاجتماع قد صرح لصحيفة يديعوت أحرونوت بأن المعلومات التي قدمت في الاجتماع بشأن تقدم البرنامج النووي الإيراني مثيرة للقلق الشديد ولكنها لم تكن مثيرة للرعب. وفي تطور مثير يناقض موقفه السابق الرافض لضرب إيران, حذر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس من أن خيار الضغط بسبل غير عسكرية علي إيران فات أوانه. وفي غضون ذلك, أكد ميك روجر رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي أن إسرائيل لن تضرب إيران قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.ونقلت صحيفة هيل الأمريكية المعنية بأخبار الكونجرس, عن روجر قوله, إنه عاد من زيارته إلي إسرائيل التي قام بها الأسبوع الماضي والتقي خلالها نيتانياهو, وهو متأكد بما لا يدع مجالا للشك من أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تؤثر علي حسابات إسرائيل بشأن التحرك ضد إيران. وعلي الجانب الإيراني, هدد علي فاضافي قائد البحرية بالحرس الثوري الإيراني أن بلاده لا تفرق بين المصالح الأمريكية و الإسرائيلية وأنها سترد بحزم علي الدولتين لو تعرضت لهجوم. وقال فاضافي إن فصل الكيان الصهيوني عن الولاياتالمتحدة ليس له معني, وهدد واشنطن بأنها إذا ارتكبت أدني حماقة في منطقة الخليج فإنها لن تخرج من المنطقة سالمة.