أكد الدكتور علي جمعة, مفتي الجمهورية, أن أعمال البلطجة واستخدام العنف والقوة لترويع الناس أو أخذ ممتلكاتهم, والخطف والاعتداء علي النفس والعرض أو الاعتداء علي المنشآت العامة أو التسبب في تعطيلها, أو قطع طرق المواصلات العامة. أو شل حركة المرافق الحيوية التي تعتبر شريانا لحياة الناس في حراكهم المعيشي اليومي وعجلة حياتهم المستمرة, تحت أي مبرر كان, يعد كبيرة من كبائر الذنوب, وأن انتشارها يقضي علي الأمن والاستقرار الذي حرصت الشريعة الإسلامية علي إرسائه في الأرض, وجعلته من مقتضيات مقاصدها, والتي من ضمنها الحفاظ علي النفس والعرض والمال. وقال الدكتور علي جمعة, أن تلك الأفعال كبيرة من كبائر الذنوب وتدخل في باب الحرابة والذي شدد القرآن الكريم الحد فيها وغلظ عقوبتها أشد التغليظ, وسمي مرتكبيها محاربين لله ورسوله, وساعين في الأرض بالفساد, فقال سبحانه وتعالي: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم, المائدة: 33], بل نفي النبي صلي الله عليه وآله وسلم انتسابهم إلي الإسلام فقال في الحديث المتفق عليه:من حمل علينا السلاح فليس منا رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر وأبي موسي رضي الله عنهم. ومن فداحة هذه الجناية أن الحد فيها لا يقبل الإسقاط ولا العفو باتفاق الفقهاء; لأنها انتهاك لحق المجتمع بأسره, فلا يملك المجني عليه العفو فيها, وقد جعل الشرع للمعتدي عليه الحق في دفع المعتدي ولو بالقتل إذا لم يجد سبيلا غيره, ولا تبعة عليه في ذلك من قصاص ولا دية ولا كفارة. وأوضح أن الإسلام يوجب مساعدة الإنسان لأخيه وإنقاذه من الاعتداء عليه, ومن مات في ذلك فهو شهيد, وعد الشرع الإحجام والنكوص عن النصرة والنجدة لمن يستطيع ذلك- ولو بالإبلاغ عن البلطجية المفسدين- تقاعسا يلحق الوزر بصاحبه, بل وإعانة علي الظلم; حيث جعل النبي صلي الله عليه وآله وسلم المتقاعس عن نصرة المظلوم مع قدرته علي ذلك مشاركا للظالم في بغيه وظلمه, فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال:لا يقفن أحدكم موقفا يقتل فيه رجل ظلما; فإن اللعنة تنزل علي كل من حضر حين لم يدفعوا عنه, ولا يقفن أحدكم موقفا يضرب فيه رجل ظلما; فإن اللعنة تنزل علي من حضره حين لم يدفعوا عنه رواه الطبراني والبيهقي بإسناد حسن كما قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب. وقال المفتي إن الشرع أوجب علي الأفراد والمجتمعات أن يقفوا بحزم وحسم أمام هذه الممارسات الغاشمة وأن يواجهوها بكل ما أوتوا من قوة حتي لا تتحول إلي ظاهرة تستوجب العقوبة العامة, وتمنع استجابة الدعاء, فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم:إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا علي يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده أخرجه أبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه والنسائي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه, وروي الترمذي وحسنه من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله يبعث عليكم عذابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم, وعد النبي صلي الله عليه وآله وسلم- في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الصحيحين وغيرهما- القرية التي لم تأخذ علي يد القاتل وتمنعه من جرائمه قرية خبيثة- وفي رواية مسلم- أرض سوء- يهاجر منها من أراد التوبة.