خلال زيارته السريعة إلي طهران عقد الرئيس محمد مرسي اجتماعا مع محمود نجاد ذكرت الأنباء أنه تركز علي القضايا المشتركة بين البلدين. ولأن الحديث بين الرئيسين قد جري بإشراف المترجم الإيراني من العربية إلي الفارسية لذلك نرجو أن يكون المترجم قد نقل بأمانة ما قاله مرسي, لأن تحريف ترجمة خطاب الرئيس المصري أمام مؤتمر قمة عدم الانحياز في تليفزيون طهران أمر يثير الشكوك في سلامة الترجمة الفورية في إيران. وهي سابقة فريدة أن يتحدث فيها رئيس دولة إلي العالم ويوضح سياساته وأفكاره من خلال مؤتمر دولي, ثم يقوم المترجم بتغيير ما يقوله الرئيس عمدا ويضع علي لسان المتحدث عكس ما يقصده تماما, بل أكثر من ذلك يغير في علاقات مصر مع الدول كما فعل المترجم الإيراني في ثلاث أو أربع عبارات من الخطاب. ومن ذلك وضع كلمة البحريني بدلا من السوري في قول مرسي إن الشعبين الفلسطيني والسوري يناضلان من أجل الحرية والكرامة واستبدال عبارة مرسي إننا نتضامن مع الشعب السوري ضد الظلم والقمع وجعلها المترجم نتضامن مع الشعب السوري ضد المؤامرة الموجهة ضد سوريا دعك من المقدمة التي تجاهلها المترجم عندما بدأ الرئيس مرسي خطابه بتحية الخلفاء الراشدين وذكرهم بالاسم, وهي للحقيقة بداية ليست موفقة لأنها تمس موضوعا متعلقا بعقيدة الشيعة تجاه الخلفاء بعد وفاة الرسول. وما يتصل بالعقائد, أمر يجب احترامه ولا يتصور استخدامه بالطريقة العابرة التي تحدث بها الرئيس. ولكنني أشير إلي الأخطاء العمدية التي ارتكبها المترجم وجعل مصر تحابي النظام السوري علي حساب شعبه وتعادي دولة البحرين المعروف أن إيران لها مطامع فيها. وسوف تكون الدلائل أكبر بالتأكيد لو كان خطاب مرسي قد أودع أمانة المؤتمر مقدما, وبالتالي كان التحريف الذي حدث فيه هو تحريف دولة لا مترجم, والأدهي ألا نسمع عن احتجاج رسمي لمصر علي ما حدث بينما احتجت دولة البحرين! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر