رغم المنافسة التاريخية الشديدة، بين قطبى الرياضة المصرية - والعربية - كنا نحافظ دائماً على شعرة معاوية بين الأهلى والزمالك. وكانت المنافسة بينهما محصورة داخل الملاعب وفى المدرجات، لكنها أبداً لم تنحدر إلى مستوى التراشق اللفظى الجارح. ثم أتى علينا زمان - لعله آخر الزمان - حيث شهدنا تلك التجاوزات الفجة عبر الفضاء الإليكترونى والتى لا تعبر مطلقاً عن أخلاقيات نتمناها لرياضيى وجماهير، وإدارة، القلعة البيضاء! زمان كنا كلاعبين فى المنتخب الوطنى نعيش داخل جدران نادى الزمالك، إبان توقف النشاط الكروى المحلى بسبب الحروب فى معسكر شبه دائم، عندما كان الراحل العظيم المهندس محمد حسن حلمى رئيساً لنادى الزمالك ومديراً للمنتخب فى الوقت نفسه، ولم يكن أحد يجد فى ذلك غضاضة أو خشية تجاوز أو تحيز . رسالة ثقة وطمأنة واضحة من جانب الدولة المصرية، تلك التى بعث بها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى من خلال زيارته التفقدية لاستاد القاهرة، رفقة وزير الشباب الدكتور أشرف صبحي، مفادها أن مصر حكومة وشعباً ومؤسسات رياضية، سوف تكون كالعادة عند حسن ظن الأشقاء الأفارقة. وفى هذا السياق نبارك اختيار اتحاد الكرة نجم الأهلى السابق محمد فضل، مديراً تنفيذياً للبطولة، من منطلق قدراته وكفاءته وخبراته السابقة، فضلاً عن إجادته التامة اللغتين الإنجليزية والفرنسية. لم أسعد كثيراً بعودة الشاب الموهوب رمضان صبحى من رحلة احتراف لم تكتمل فى أوروبا إلى بيته القديم فى الأهلى .. وأتمنى أن تكون مجرد فترة لالتقاط الأنفاس وتصحيح الأخطاء واسترداد الثقة، قبل الانطلاق من جديد إلى مرحلة أفضل -يستحقها - فى الكرة العالمية. الحل لا يكمن فى ذبح العجول والتبرك بدمائها وتوزيع لحومها!! نقولها للاعبى الأهلى وغيره من الأندية.. فليس هناك ما يسمى (نحس) بقدر ما يكون هناك تقصير يتعين الاعتراف به والعمل على تداركه، سواء من جانب اللاعبين، أو الإدارة. لمزيد من مقالات عصام عبد المنعم