هل هناك حاكم اهتم بصحة أهل بلده بنفس الدرجة التى اهتم بها الرئيس السيسي؟ وانه لأمر منطقى أن يولى الحكام اهتماما بصحة المواطنين، وأن تختلف درجة الاهتمام بين دول ينتشر فيها التأمين الصحى وأخرى لم تصل بعد إلى هذا المستوي، وبين دول متقدمة وأخرى تسعى من أجل اللحاق بالمتقدمين، ولكننا نتحدث عن درجة الاهتمام البالغ والراقى للرئيس السيسى بأهل مصر. فقد اقتحم الرجل هذا المجال بإنسانية عالية ورائعة وبقوة بقرارين: الأول: اجراء جراحات مجانية لكل المرضى المسجلين بقوائم الانتظار بالمستشفيات الحكومية. فقد آلمه جدا أن يوجد بين أهل مصر من يتطلع لجراحة تنهى عذابه، ولأنه لا يملك ما يكفى لدفع تكاليف هذه الجراحة بالمستشفيات الخاصة، فلم يكن أمامه سوى الانتظار حتى يحل دوره، وكم من حالات انتهت حياتها قبل أن يحل هذا الدور وعاشت الأيام والأسابيع والشهور والسنين وهى تعيش عذاب المرض وعذاب الانتظار. وناقش الرئيس الأمر مع وزيرة الصحة وتم توفير التمويل لمن هم على قوائم الانتظار الذين لم يكن عددهم يصل إلى 20 ألف مريض. وفى إطار خطة شاملة وواسعة النطاق اشتركت مئات المستشفيات الحكومية والجامعية والخاصة فى هذا المشروع الجرئ الذى ينهى آلام وعذاب آلاف المرضى من أصحاب الحالات المرضية الحرجة التى تتطلب جراحات عاجلة. ويجب أن نشير هنا إن أن هناك مرضى قرروا تسجيل أنفسهم كحالات حرجة عندما تأكدوا من مجانية وفورية هذه الجراحات ، وخلال أسابيع قفز الرقم إلى أكثر من أربعة أمثال الذين كانوا على قوائم الانتظار. وحتى لحظة كتابة هذه السطور تم اجراء أكثر من 75 ألف جراحة. وعندما أحيط الرئيس علما بالأرقام الجديدة قال، عند الاختيار بين أن نأكل أو نجرى الجراحات لكل هؤلاء المرضي، فإننى أختار اجراء الجراحات لهم. والثاني: قراره العظيم بعلاج المرضى بفيروس سى الكبدي. وكمرحلة أولى تم علاج كل المسجلين على قوائم الانتظار. واعتقد أنها المرة الأولى التى تقوم فيها سلطة على علاج كل مرضى الكبد المسجلين. بعدها بدأ العمل من أجل اكتشاف كل المصابين بفيروس سى فى مصر وتطلب الأمر وضع خطة شاملة لفحص أكثر من 50 مليون مواطن لاكتشاف المرض وعلاجه مجانا. وبجانب الفحص الخاص بفيروس سى يتم إجراء الكشف على الأمراض غير السارية أى السكر وضغط الدم والسمنة. ويقينا فإن هذا الفحص الشامل لكل مواطنى الدولة، أمر غير مسبوق، ويعد عملا رائدا وعظيما. لقد أراد الرجل وطنا خاليا من المرضى الذين هاجم فيروس سى أكبادهم، أراد مجتمعا يتمتع أهله بأفضل الفرص للشفاء من هذا المرض الكبدى الذى ساعدت بعض العوامل على انتشاره خلال العقود الأخيرة. بعدها التفت الرئيس السيسى لانتشار حالات الإصابة بالانيميا والتقزم بين التلاميذ الذين لا يأكلون جيدا ولا يمارسون الرياضة، وكانت هناك أجراس انذار عندما يتم إجراء الكشف الطبى على من يحصلون على شهادة اتمام الدراسة الثانوية ويتطلعون لاستكمال دراستهم كانت نتائج الكشف الطبى كاشفة لانخفاض اللياقة البدنية والصحية بجانب بروز ظاهرة الإصابة بالأنيميا والتقزم والسمنة. وبعد سنوات من أجراس الانذار يأتى الرئيس السيسى ويتوقف أمام هذه الظاهرة، ويأمر بعلاجها وبأن تصبح الرياضة البدنية جزءا من المنهج الدراسي. هذا الوجه الإنسانى للرئيس السيسى هو الذى يميز الرجل بجانب سجله العظيم فى مجالات الإنجازات الأخرى التى نقلت وتنقل مصر إلى دولة تدير ظهرها لسنوات التخلف. لمزيد من مقالات عبده مباشر