عيار 21 الآن فى المملكة العربية السعودية وأسعار الذهب اليوم الاثنين 21 أكتوبر 2024    لمحدودي الدخل.. موعد شراء كراسات شقق الإسكان 2024 وخطوات التقديم (رابط مباشر)    ملخص مباراة برشلونة ضد إشبيلية 5-1 في الدوري الإسباني    13 غارة إسرائيلية تستهدف فروع جمعية "القرض الحسن" التابعة لحزب الله ببيروت    تحذيرات من جيش الاحتلال باستهداف بعض المناطق بلبنان    عضو بمفاوضات الجات: مصر تسعى للاستفادة من إصلاحات منظمة التجارة العالمية والبريكس    فلسطين.. الاحتلال يداهم بلدة إذنا وجبل الرحمة بمدينة الخليل    برشلونة يكتسح إشبيلية بخماسية ويبتعد بصدارة الليجا    المتحدث الرسمى لنادى الزمالك: أمين عمر اختيار غير موفق بالنسبة لنا فى النهائى    صراع متجدد بين جوميز وكولر.. «معركة جديد علي حلبة أبوظبي»    حبس المتهمين بإلقاء جثة طفل رضيع بجوار مدرسة في حلوان    الطقس اليوم الإثنين.. الأرصاد تحذر من 3 ظواهر جوية تؤثر على القاهرة والإسكندرية    البحوث الفلكية: عام 2024 شهد 3 مرات ظهور للقمر العملاق.. وقمر أكتوبر الأكبر والألمع    ضغوط العمل تؤثر على صحتك.. توقعات برج الجدي اليوم 21 أكتوبر 2024    دراما المتحدة تحصد جوائز رمضان للإبداع.. مسلسل الحشاشين الحصان الرابح.. وجودر يحصد أكثر من جائزة.. ولحظة غضب أفضل مسلسل 15 حلقة.. والحضور يقفون دقيقة حدادا على روح المنتجين الأربعة    مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية: مصر ستظل الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية    تامر عبد الحميد: مباراة الأهلى وسيراميكا بطابع أوروبى وبيراميدز استسهل لقاء الزمالك    طبيب الزمالك يكشف موقف عمر جابر ودونجا من نهائي السوبر.. وموعد عودة الونش    رسميا بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 21 أكتوبر 2024    مستعمرون يحرقون غرفة سكنية في مسافر يطا جنوب الخليل    ملخص مباراة روما ضد إنتر ميلان في الدوري الإيطالي.. فيديو    ضبط المتهم بقتل شخص فى عين شمس.. اعرف التفاصيل    النيابة تصرح بدفن جثة طفل سقط من الطابق الثالث بعقار في منشأة القناطر    إصابة 5 أشخاص إثر انقلاب سيارة ملاكى بمحور الضبعة الصحراوى    التصريح بدفن جثة عاطل عثر عليه مشنوقًا داخل مسكنه بمدينة 6 أكتوبر    نجم الأهلي السابق: تغييرات كولر صنعت خلل كبير أمام سيراميكا.. وحكم الزمالك وبيراميدز «مهزوز»    مباراة الترسانة مع أسوان بدوري المحترفين.. الموعد والقنوات الناقلة    إنتر ميلان يهزم روما بهدف لاوتارو ويلاحق نابولي على صدارة الدوري الإيطالي    النيابة العامة تأمر بإخلاء سبيل مساعدة الفنانة هالة صدقي    الملك سلمان للإغاثة يختتم المشروع الطبي التطوعي لجراحة التجميل للمتضررين من الحروق بتركيا    نشرة منتصف الليل| حريق مطعم صبحي كابر.. وطقس الساعات المقبلة يشهد انخفاض الحرارة    وزير الزراعة: توجيهات مشددة بتسهيل إجراءات التصالح في مخالفات البناء    نائب محافظ قنا يشهد احتفالية مبادرة "شباب يُدير شباب" بمركز إبداع مصر الرقمية    قوى النواب تنتهي من مناقشة مواد الإصدار و"التعريفات" بمشروع قانون العمل    وفود السائحين تستقل القطارات من محطة صعيد مصر.. الانبهار سيد الموقف    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 21 أكتوبر 2024.. استمتع بخدمة الآخرين    عمر خيرت يمتع جمهور مهرجان الموسيقى العربية فى حفل كامل العدد    حدث بالفن| حالة أحمد سعد الصحية ومطرب يزور الكينج وفنانة تكشف سبب إجراءها عملية جراحية    ترحيب برلماني بمنح حوافز غير مسبوقة للصناعات.. نواب: تستهدف تقليل الضغط على العملة الصعبة    استشاري الاستثمار: لا بديل لدينا سوى توطين الصناعة المصرية    جاهزون للدفاع عن البلد.. قائد الوحدات الخاصة البحرية يكشف عن أسبوع الجحيم|شاهد    بروفات لطيفة استعدادا لحفلها بمهرجان الموسيقى العربية    «شوفلك واحدة غيرها».. أمين الفتوى ينصح شابا يشكو من معاملة خطيبته لوالدته    أهم علامات قبول الطاعة .. الإفتاء توضح    هبة قطب تطالب بنشر الثقافة الجنسية من الحضانة لهذا السبب    مدير مستشفى عين شمس: القضاء على الملاريا في مصر إنجاز عظيم    رمضان عبد المعز: الإسلام دين رحمة وليس صدام وانغلاق    للوقاية من أمراض القلب وتصلب الشرايين.. 6 نصائح عليك اتباعها    مجلس جامعة الفيوم يوافق على 60 رسالة ماجستير ودكتوراه بالدراسات العليا    فريق القسطرة القلبية بمستشفى الزقازيق ينجح في إنقاذ حياة 3 مرضى بعد توقف عضلة القلب    أستاذ تفسير: الفقراء يمرون سريعا من الحساب قبل الأغنياء    تمارين صباحية لتعزيز النشاط والطاقة.. ابدأ يومك صح    تكاليف السولار تضيف 1.5 مليار جنيه لأعباء السكك الحديدية    جامعة الزقازيق تعقد ورشة عمل حول كيفية التقدم لبرنامج «رواد وعلماء مصر»    رد الجنسية المصرية ل24 شخصًا.. قرارات جديدة لوزارة الداخلية    ماذا يحدث فى الكنيسة القبطية؟    هل يجوز ذكر اسم الشخص في الدعاء أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب    5548 فرصة عمل في 11 محافظة برواتب مجزية - التخصصات وطريقة التقديم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوريا.. ومناورات ترامب السياسية!

حالة من الصدمة والتخبط عاشها العالم خلال اليومين الماضيين، فى محاولة لاستيعاب قرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من سوريا، بزعم أنه قضى على تنظيم «داعش» الإرهابى وأنهى مهمته هناك.. وكما هى عادة ترامب، فإن القرار جاء مفاجئا لإدارته وحزبه كما كان لحلفائه وأعدائه على حد السواء.
وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأمريكى من السذاجة، حتى إنه سيسلم سوريا بهذه البساطة لروسيا وإيران، أو حتى لحلفائه- المفترضين- فى أوروبا وتركيا. الإجابة ببساطة،لا.. فالمتابع للأحداث يعلم جيدا أن ترامب ليس ذلك الشخص الذى يمكن أن يستسلم بسهولة، ولكنه فى الوقت ذاته مفاوض غاية فى الذكاء.
ويهدف إلى تحقيق المزيد من المكاسب سواء على المستوى المحلى أو الدولي.. فعلى الجانب المحلي، هذه المناورة السياسية التى أغضبت الكونجرس وربما دفعت وزير دفاعه جيمس ماتيس للاستقالة قد يستخدمها ترامب كورقة تفاوض للحصول على الموافقة على بناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك. أما على المستوى الدولي، فربما تهدف إلى الحصول على المزيد من التنازلات والمكاسب من حلفائه.. من الصعب تحديد ما يدور فى عقل ترامب، ولكن الأكيد أنه لن يخرج مهزوما. وفى هذا الملف سنستعرض المواقف الدولية والأمريكية إزاء قرار ترامب وما قد ينجم عنه.

* الانسحاب الأمريكى وآفاق التسوية
كتبت - أمنية نصر
واقع جديد على الأرض فرضه قرار مفاجيء للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا باغت كل الأطراف المرتبطة بالأزمة السورية وكان له أثر سلبى مباشر على أكراد سوريا، و أثر معاكس على دمشق..
القرار الأمريكى أثار دهشة المتابعين للعلاقة التى بدت فيما مضى قوية ووثيقة بين واشنطن وقوات سوريا الديمقراطية(قسد) ،التى تشكل قوات حماية الشعب عمودها الفقري، فالولايات المتحدة بذلت جهوداً مكثفة لإنشاء الكيان الكردى فى شرق الفرات وأسست قوات عسكرية وعملت على تدريب عناصرها واستقدمت الكوادر الأمريكية لتدريبهم. ثم قدمت ،ليس فقط، المساعدات اللوجستية لدعمها، وإنما أيضاً استخدمت جميع المنابر الإعلامية والسياسية لإكسابها الشرعية وبناء حائط صد لمنع الجيش السورى من القضاء على الكيان غير الشرعي،و بقرار الانسحاب تتخلى واشنطن عن الكيان الكردى الذى اعتبر القرار بمثابة « طعنة فى الظهر،وخيانة لدماء الشهداء الأكراد»..
والحقيقة أن وضع «قسد» وعلاقتها مع دمشق مسألة غاية فى التعقيد، ففى وقت تبدو فيه منطقة شرق الفرات دولة شبه مستقلة تغرد خارج مبدأ وحدة الأراضى السورية وتمتلك قوات لحمايتها، واقتصادا قائما على البترول، والأهم من كل هذا دعم واشنطن غير المشروط، لكن بعد التهديدات التركية التى تعززها أنباء عن صفقة بين أنقرة وواشنطن، أدرك الطرف الكردى أنه الحلقة الأضعف، الأمر الذى دفعه للتفكير فى بدائل تمكنه من مواجهة الجيش التركى المتربص دوماً. ومن أهم البدائل المطروحة التوجه إلى دمشق وحثها على حماية الأكراد.
وقد بدا القرار الأمريكى وكأنه يمنح أنقرة الضوء الأخضر لتبدأ حربا دموية تتخلص خلالها من صداع الأكراد، وهو ما إستبقته أنقرة على لسان وزير دفاعها خلوصى آكار بقوله «سندفن المسلحين الأكراد فى خنادقهم».
الوضع الكردى الصعب فى مواجهة أنقرة دفع المتحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطية للتلميح بأن الأكراد على أتم الاستعداد للعمل مع دمشق لحماية الأراضى السورية، وأكد أن أكراد سوريا يملكون مشروعا وطنياً لكل سوريا.
على الجانب الآخر، تبدو دمشق وقد حققت تقدماً لا يستهان به على الصعيد السياسى لا يقل أهمية عن نجاحاتها على الأرض، فبينما شكلت «قسد» شوكة فى ظهر الحكومة السورية بسيطرتها على أجزاء من التراب الوطنى السوري، كان تخلى واشنطن عنها فرصة كبيرة أمام دمشق ربما لاتسمح لها فقط ببسط سيطرتها على منطقة شرق الفرات وإنما أيضاً فى التوصل لتفاهمات مع الأكراد، قد تصل ، حسب بعض المراقبين، إلى انضمامهم للقوى المتحالفة مع دمشق، ومن ثم تقديم نفسها إلى العالم بصورة الدولة القوية القادرة على استيعاب جميع فئاتها على اختلافاتهم،وفرض واقع جديد على الأرض، يؤسس لمرحلة جديدة فى الأزمة السورية.

* انقلاب الكريسماس
كتبت - يسرا الشرقاوى
يبدو قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب «الكامل والسريع» من سوريا وكأنه نزل كالصاعقة على أكثر من طرف، ولا استثناء للكونجرس والمؤسسات الأمريكية من حالة «الصدمة» و«الارتباك» التى أحدثها الرئيس الأمريكى بآخر قراراته التنفيذية التى طالما ما أدارت الرؤوس.
ولكن هذه المرة، فإن «انقلاب الكريسماس» له تبعات جدية وتفوق أغلب ما سبق من قرارات الانقلاب «الترامبية».
مبدئيا، القرار استدعى انتقادات واسعة فى الأوساط السياسية والإعلامية بالولايات المتحدة. فمشرعو الحزب الجمهورى سارعوا بإدانة القرار، على غرار ما صرح به السيناتور ليندسى جراهام، الحليف التقليدى لترامب، والذى وصف القرار ب «وصمة العار» و«الكارثة بالنسبة للأمن القومى الأمريكي»، وشاركه الاحتجاج زميله السيناتور الجمهورى بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والذى وصف القرار ب «بالغ السوء».
أما وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، فقد التزمت بتصريحات «مقتضبة» ومؤكدة لما أعلنه ترامب حول أن العملية العسكرية فى سوريا دخلت «مرحلتها الثانية». وسارعت وزارة الخارجية الأمريكية بإلغاء مؤتمرها الصحفى اليومي، بعد دقائق من إعلان ترامب والذى يبدو أنه باغت الجميع دون استثناء والأزمة أن حديث ترامب عن انتهاء المهمة والانتصار على تنظيم «داعش» الإرهابي، الذى أكد أنه كان السبب الرئيسى وراء بقاء القوات الأمريكية بسوريا خلال رئاسته، ليس سليما بشهادة الجميع، ووفقا لكل المؤشرات المتوافرة.
فالبنتاجون نفسه أكد قبل أسابيع قليلة أن «داعش» يسعى جاهدا لاستعادة معاقله فى سوريا والعراق بتفعيل تكتيكات «حرب العصابات». وقد أكد بريت مكجورك المبعوث الرئاسى الخاص للتحالف الدولى لمحاربة «داعش» قبل أسبوع واحد فقط أن «مقاتلى داعش لن يختفوا، ويجب البقاء ميدانيا للحفاظ على الاستقرار».. كما أن مكافحة «داعش» لم تكن أبدا السبب الرئيسى وراء استمرار القوات الأمريكية فى سوريا. فهناك المسعى الدائم لحماية المصالح الجيو- سياسية لأمريكا بالمنطقة، ولكن الخروج الأمريكى الآن، يعنى ترك الساحة السورية مفتوحة أمام إيران، والأهم أمام روسيا. وقد تتقاطع هذه الخطوة بشكل أو بآخر مع الشكوك والتحقيقات الدائمة داخل أمريكا حول طبيعة العلاقة بين ترامب وأعوانه من جانب، وموسكو من جانب آخر. لماذا إذن المغامرة المكلفة سياسيا وأمنيا؟ فى الأغلب، أن «انقلاب الكريسماس» جاء فى جانب منه تماشيا مع توجهات قطاع من مؤيدى ترامب والذين يميلون لرفض استمرار خوض الولايات المتحدة ل «حروب الغير». كما أن الترضية تبدو مثالية، فموسم أعياد الميلاد يستحق أن يعلن ترامب قرار عودة شباب العائلات الأمريكية.


* روسيا.. فى انتظار وضوح الرؤية
كتب - محمد عبدالقادر
«ترحيب وحذر».. هكذا يمكن تلخيص رد الفعل الروسى «الرسمي» على إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا بحجة إتمام مهمة القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.. وفى أول تعليق له على القرار الأمريكي، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن «روسيا بشكل عام متفقة مع تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول الانتصار على داعش الإرهابى فى سوريا، لكن القرار الأمريكى الأخير غامض وغير واضح».
وأضاف بوتين خلال مؤتمره الصحفى السنوى أن «الولايات المتحدة الأمريكية لطالما ادعت انسحابها من دول كثيرة ومنها أفغانستان، حيث ما زالت القوات الأمريكية موجودة هناك منذ 17 سنة»، مشيرا إلى أنه «حتى الآن لا أرى مؤشرات على انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، لكننا نفترض أن هذا أمر ممكن، لاسيما أننا نسير فى طريق التسوية السياسية».
وربما يمكن تفسير الموقف الروسى المرحب والحذر فى الوقت نفسه هنا من خلال الآتي:
أولا: إنهاء الوجود غير المشروع للولايات المتحدة فى سوريا، ذلك أن روسيا طالما نادت بانسحاب القوات الأمريكية فى سوريا، نظرا لعدم وجود أى سند شرعى لوجودها، مشيرة إلى أنه عائق خطير فى طريق التسوية. ثانيا: صحة الرؤية الروسية للحل، ذلك بما يعنيه الانسحاب الأمريكى من التسليم لفشل خطط إزاحة الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة.
ثالثا: غموض القرار، ذلك أن الولايات المتحدة لم تحدد حتى الآن شكل الانسحاب العسكرى من سوريا أو بمعنى آخر هل تنسحب من كل قواعدها ال 13 فى سوريا بشكل كامل أم ستبقى على بعضها؟.
كذلك، فإن الجدول الزمنى للانسحاب ما زال يكتنفه الغموض أيضا، حيث أعلن مسئول أمريكى أن آخر الوحدات العسكرية للولايات المتحدة ستغادر سوريا بعد إنجاز المرحلة النهائية للعملية الأخيرة ضد «داعش» على الأراضى السورية!. ومن جهته، أوضح مصدر أمريكى آخر أنه لا يمتلك أى معلومات بخصوص الجدول الزمنى لذلك، حيث لاتزال وزارة الدفاع «البنتاجون» تعكف حاليا على دراسة النقاط اللوجيستية والجدول الزمنى الخاص بقرار سحب القوات من سوريا.
رابعا: المرحلة الجديدة، حيث أعربت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية عن حاجة بلادها لفهم ما تعنيه الولايات المتحدة ب «المرحلة الجديدة من الحملة» فى سوريا، التى أعلن عنها البيت الأبيض بعد انسحاب القوات الأمريكية.
خامسا: ضرب التحالف مع تركيا، حيث جاء إعلان بدء الانسحاب الأمريكى عقب إعلان الرئيس رجب أردوغان عن إطلاق عملية عسكرية جديدة فى سوريا، ما يطلق يد أنقرة فى الشمال السورى الذى تسكنه الغالبية الكردية، ذلك فى تحول بالمواقف الأمريكية على طريق استعادة الحليف التركي.
وتزامن ذلك مع موافقة الخارجية الأمريكية على إمكانية بيع مجموعات صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ إلى تركيا، ردا على شراء أنقرة منظومات صواريخ «إس-400» المضادة للطائرات والصواريخ من روسيا. هذه العوامل ربما تفسر الموقف الروسى الحذر حتى الآن تجاه الإعلان الأمريكى بالانسحاب من سوريا، ذلك انتظارا لما قد تحمله الأيام المقبلة.

* ضربة جديدة لأوروبا
كتبت - ياسمين أسامة فرج
«القرار الأمريكى المنفرد يجعلنا نفكر أكثر فى الحاجة إلى الاستقلالية فى صنع القرار والاستقلال الإستراتيجى فى أوروبا».. تصريح غاضب ردت به فرنسا على قرار الانسحاب الأمريكى من سوريا، ويحمل فى طياته تهديدا مبطنا بأن الصبر الأوروبى على السياسات الأمريكية «الخلافية» اقترب من النفاد بعد سلسلة قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى تسببت فى شقاق كبير مع حلفائه الأوروبيين اختتمها بقراره بشأن سوريا والذى كان له وقع الصدمة عليهم.
فقد عارضت كل من بريطانيا وفرنسا بشدة الخطوة الأمريكية. وأعلنا تمسكهما بالبقاء العسكرى فى سوريا، مؤكدين أن تنظيم داعش الإرهابى لم يهزم خلافا لما قاله ترامب. واعتبر كبار المسئولين فى البلدين أن التنظيم لا يزال يمثل تهديدا حتى وإن كان قد خسر أكثر من 90% من أراضيه فى سوريا. وأكدوا أن داعش انتقل إلى العمل السرى والقتال على طريقة حركات التمرد بعد أن فقد الخدمات اللوجيستية.
ويحذر المراقبون من أن الانسحاب الأمريكى من سوريا من شأنه تعميق الخلافات مع أوروبا، قد يصل إلى حد خسارة واشنطن لأوروبا كحليف عسكرى خاصة فى ظل تصاعد الدعوات التى تقودها فرنسا لإنشاء جيش أوروبى موحد ومنفصل عن حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، وهى الدعوة التى لقيت ترحيبا غير معلن لدى ألمانيا.
وكتب رئيس وزراء بلجيكا السابق جاى فيرهوفشتات على تويتر «كعادتها تترك الولايات المتحدة الأوروبيين فى وضع أكثر صعوبة، ويظهر أنه من الخطأ تماما عدم امتلاكنا قوة دفاعية قادرة على المساعدة فى إقرار الأمن فى الدول المجاورة». فهل يفعلها الأوروبيون حقا ويشكلون جيشا موحدا؟ الإجابة لم تتضح بعد ولكن المؤكد أن الأوروبيين قد ضجوا من قرارات ترامب الأحادية المفاجئة. والخطير فى قراره الأخير بشأن سوريا أنه قد يعرض أوروبا لمزيد من المخاطر الأمنية، إذ يرى المسئولون الأوروبيون أن الانسحاب الأمريكى قد يسمح لداعش بإعادة بناء قواته واستعادة ما خسره من أراض وهو ما يصعد من مخاطر وقوع هجمات إرهابية فى أوروبا، خاصة فى ظل وجود الآلاف من أنصار داعش الذين يتغلغلون بين الأوروبيين.
وفى مقابل الغضب الأوروبي، نجد حليفا آخر تعامل مع القرار الأمريكى بالكثير من الحذر ألا وهو إسرائيل. فعلى الرغم من موقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو المعلن بأن الانسحاب الأمريكى من سوريا لن يؤثر على إسرائيل إلا أن العديد من الخبراء والمسئولين الإسرائيليين اعتبروا أن القرار الأمريكى خبر سيىء لإسرائيل لعدة اعتبارات سياسية وعسكرية، أبرزها أنه يعنى تقديم هدية لروسيا وإيران لتوسيع نفوذهما فى سوريا، وأنه يعطى انطباعا بأن أمريكا تركت حلفاءها يواجهون مصيرهم بأنفسهم، لا سيما الأكراد، فضلا عن التسهيل على الإيرانيين مهمة إقامة قواعد عسكرية لهم داخل الأراضى السورية. واعتبر رون بن يشاى الخبير العسكرى فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الانسحاب سيشعر إيران بأن عقبة كبيرة قد أزيلت من أمامها لبقاء قواتها فى سوريا وفتح جبهة قتالية جديدة ضد إسرائيل. وأضاف أن القرار يظهر كما لو أن الولايات المتحدة لا تنظر بعين الحرص على مصالح حلفائها فى الشرق الأوسط.
وفى المقابل، يرى البعض أن الانسحاب الأمريكى من شأنه تعزيز نفوذ إسرائيل نفسها فى المنطقة، والتوسع ربما عسكريا بحجة حماية نفسها من هجمات إيران. وربما يرجح هذا الرأى ما قاله نيتانياهو عندما أكد أن إسرائيل ستصعد معركتها ضد القوات المتحالفة مع إيران فى سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية، وأن إسرائيل لا تعتزم تقليص تحركاتها بل ستكثفها بتأييد ودعم كاملين من الولايات المتحدة.

* تركيا وفرصة ذهبية محفوفة بالمخاطر
كتب - سيد عبدالمجيد
حالة من السعادة تعيشها النخبة التركية الحاكمة حاليا ، مراقبون وصفوها بأنها ربما وصلت لما هو أبعد من الغبطة الطاغية، حتى وإن جاهد الساكن فى قصره الرئاسى بالعاصمة أنقرة على عدم إظهارها كى لا يكشف تلهفه الشديد لتحقيق تلك الخطوة التى كان ينتظر إعلانها رسميا على أحر من الجمر ، منذ أن أبلغه بها نظيره الأمريكى دونالد ترامب.
ورغم توجيهاته الرئاسية هكذا قال متابعون بتوخى الحذر والتمهل وعدم إبداء ردود الفعل التصعيدية ، إلا أن مساعديه خالفوا أوامره و سارعوا بالإدلاء بتصريحات توعدت بسحق الإهاربيين فى الشمال السوري، وها هو وزير الدفاع خلوصى أكار يهدد بدفن المسلحين الأكراد فى خنادقهم بشرق الفرات فى «الوقت المناسب» الذى يبدو أنه صار قريبا جدا.
إذن فقرار البيت الأبيض بالانسحاب من كل سوريا بدا وكأنه جاء على طبق من ذهب للأتراك ، وفى غمرة النشوة ذهب موالون لأردوغان للتفاخر بأن واشنطن لم تكن لتتخذ تلك الخطوة إلا بعد التصعيد العسكرى الذى قام به الرئيس رجب طيب أردوغان طوال الأيام العشرة الأخيرة فى عملية تستهدف تطهير منبج من أعداء تركيا فى إشارة إلى الميليشيات الكردية التى تشكل امتدادات لمنظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية.
المفارقة أن أردوغان ، لم يدر بخلده امكانية حدوث جلاء وشيك للقوات الأمريكية التى طالما انتقد وجودها ودعمها لأعداء بلاده ،خاصة وأن بريت ماكجورك مبعوث ترامب لمكافحة «الإرهاب» أكد ،قبل يومين فقط من قرار رئيسه ، أن الأمريكيين سيبقون لوقت طويل فى سوريا وقال «حتى لو باتت نهاية سيطرة الخلافة على الأراضى فى متناول اليد الآن، فإن القضاء التام على تنظيم الدولة الإسلامية سيستغرق وقتا أطول بكثير» لأن «هناك خلايا سرية» و»لا أحد بالسذاجة لدرجة القول إنها ستختفى بين عشية وضحاها».وهو ما سيؤكده لاحقا قائد الوحدات الكردية « سيبان حمو « حينما شدد على أن «تنظيم داعش لم ينتهِ، وبالتالى لم تنته المعركة، فالتنظيم لديه نقاط تمركز جغرافية واضحة، ولديه خلايا نائمة عديدة، تقريبا فى كل المواقع التى تم تحريرها من قبضته». ومن ثم فما حدث هو مفاجأة بكل المقاييس حتى وأن زعم صاحب المفاجأة بغير ذلك، ولكن هذا التطور لا يعنى أن تركيا نالت مبتغاها، والدليل على ذلك هو أن ماوراء تخومها مازال محفوفا بجملة من المخاطر العاتية وخصومها مازالت اسحلتهم الثقيلة فى أيديهم كذلك لديهم الكثير من أوراق الضغط التى يستطيعون إشهارها لا فى وجه المجتمع الدولى فحسب بل فى وجه تركيا بالخصوص.
فقيادة قوات سوريا الديمقراطية أكدت أنه فى حال بدء العملية العسكرية التركية، التى يجرى التلويح بها فى الشريط الحدودى ما بين نهرى دجلة والفرات ومنطقة منبج، فسوف تقوم بسحب جميع مقاتليها من الجبهات مع تنظيم «الدولة الإسلامية». وحدات حماية الشعب بدورها قالت إنها فى الأساس تتعامل بجدية مع التهديدات التركية من البداية، وقبل صدور قرار سحب القوات الأمريكية،مشيرة إلى أن هناك أمورا وتفاهمات وقوات دولية لا تزال موجودة بالمنطقة، وهذا صحيح فالخارجية البريطانية نوهت إلى أنه «لا يزال هناك الكثير الذى ينبغى عمله، لضمان الهزيمة التامة لهذا التنظيم، ومن ثم فالعمل سيتواصل مع شركائنا الإقليميين فى سوريا وخارجها»، وفى ذات السياق، أوضحت الوزيرة الفرنسية للشئون الأوروبية ناتالى لوازو أن بلادها ستبقي «ملتزمة عسكريا فى سوريا». أما النقطة المفصلية التى ركزت عليها تلك الوحدات وهى تعلن إصرارها على المضى قدما فى الحفاظ على مكاسبها هى وجود المكون العربى فى «تل أبيض»، وهو من شأنه تعزيز صمودهم أمام ما يصفونه ب « المشروع التركى الذى يستهدف التهام الأراضى السورية تدريجيا، سواء أكان الكرد موجودين أم لا» ؟!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.