إثر فضيحة «كامبريدج أناليتيكا» التى تعد أكبر عملية تسريب للبيانات فى تاريخ التكنولوجيا، تواجه «فيسبوك» أول دعوى قضائية ضدها فى ساحات القضاء الأمريكى نظرا لفشلها فى حماية بيانات نحو 87 مليون مستخدم. و أعلن مكتب الإدعاء العام فى مقاطعة كولومبياالأمريكية أنه قد تم رفع دعوى قضائية ضد «فيسبوك» بسبب فضيحة «كامبريدج أناليتيكا»، متهماً فيسبوك بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق للخصوصية. وأكد المدعى العام فى بيان:«فشلت فيسبوك فى حماية خصوصية مستخدميها، وخدعتهم بشأن إمكانية الوصول إلى بياناتهم وكيفية استخدامها، مما وضعهم فى خطر التلاعب من خلال السماح لشركات مثل كامبريدج أناليتيكا وتطبيقات الجهات الخارجية الأخرى بجمع البيانات الشخصية دون إذن من المستخدمين». وأضاف البيان:» تهدف الدعوى القضائية إلى جعل فيسبوك تفى بوعدها بهدف حماية الخصوصية لمستخدميها، وتطوير بروتوكولات جديدة لحماية بيانات المستخدمين، ونأمل أن ترسل هذه الدعوى رسالة إلى المنصات الأخرى فى مجال التكنولوجيا على نطاق أوسع»، مؤكدا أن «فيسبوك» أساء تمثيل قدرة مطورى الطرف الثالث فى الحصول على البيانات، ومن ثم انتهك قانون إجراءات حماية المستهلك، ويجب توقيع عقوبات مدنية ضده. وتشكل الدعوى القضائية الجديدة المرفوعة فى المحكمة العليا أول إجراء حكومى كبير يتم اتخاذه فى الولاياتالمتحدة ضد «فيسبوك» بسبب الحادثة . ومن جانبها ، قال المتحدث باسم شركة فيسبوك:«نحن نراجع الشكوي، ونتطلع إلى مواصلة مناقشاتنا مع الادعاءالعام فى مقاطعة كولومبيا وأماكن أخري». وكانت فضيحة «كامبريدج أناليتيكا»، التى تم نشر تفاصيلها مطلع العام الحالي، قد كشفت قدرة الشركة البريطانية على اختراق بيانات ملايين الناخبين الأمريكين على الموقع الأشهر فى مجال التواصل الاجتماعي، لمصلحة حملة ترامب الانتخابية عام 2016. واستخدمت الشركة تلك المعلومات فى بناء برنامج قوى للتنبؤ بتوجهات الناخبين، والتأثير على خياراتهم فى صناديق الاقتراع، وبالتالى فإنها ساعدت ترامب بشكل غير مباشر على الفوز بطريقة غير مشروعة.