مع استمرار أزمة الطاقة العالمية والتى كان أبرز تداعياتها فى الأسابيع الماضية تلك المظاهرات العارمة التى اندلعت فى باريس احتجاجا على زيادة الضرائب على الطاقة، مازال البحث جاريا عن مصادر جديدة للطاقة تجعلها فى متناول الجميع دون أن تشكل عبئا على الاقتصاد. وبينما يعقد مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية تغير المناخ فى بولندا والذى يبحث أيضا عن حلول لإنقاذ اتفاق باريس حول تغير المناخ وتفعيل الاتجاه لنشر تطبيقات الطاقة النظيفة، أصدرت وكالة حماية البيئة الأمريكية تقريرا صادما للمتحمسين لما يسمى بالفحم النظيف وهو الفحم المعالج كيميائيا ليصدر انبعاثات أقل ذات أضرار محدودة على المناخ والصحة العامة، وهذا النوع من الفحم تتوسع فى استخدامه الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول. التقرير أثبت صراحة أن ما يسمى بالفحم النظيف أكثر خطورة على البيئة، إذ يتسبب فى زيادة انبعاثات أكاسيد النيتروجين بنسب تتراوح بين 33% و 75%، وأن مادة بروميد الكالسيوم إحدى المواد الكيميائية المستخدمة فى تنقية الفحم، قد وصلت إلى نهر وبحيرات قريبة حيث تم تحليل العينات فى ولاية كارولينا الشمالية مما رفع مستويات المواد المسرطنة فى إمدادات المياه، وأنه فى 22 من أصل 56 محطة، كانت انبعاثات أكاسيد النيتروجين أعلى فى عام 2017 أثناء حرق الفحم المكرر أكثر مما كانت عليه عند استخدام الفحم الخام فى عام 2009. وهذا التقرير يجعلنا فى أشد الحاجة إلى مراجعة التوسع فى الاعتماد على الفحم، الذى تقلصت حجم التجارة العالمية فيه إلى 50%، باعتباره أحد مصادر التلوث الكبرى، كما أنه لم يعد مناسبا أن نتوسع فى الطاقة النظيفة والفحم فى وقت واحد. لمزيد من مقالات فوزى عبد الحليم