أعلن أحد مصانع الأسمنت عن حاجته إلى كمية كبيرة من الفحم، وبحسابات كيميائية نجد أنها ستطلق إلى الجو نحو نصف مليون طن من ثانى أكسيد الكربون وهو أحد الغازات الدفينة المسبب للاحتباس الحرارى وتغيير المناخ ورفع درجة حرارة الجو والفحم من أشد مصادر الطاقة تلويثا للبيئة حيث ينفث عند حرقه العديد من الأكاسيد منها أكسيدا الكبريت والنيتروجين التى تجعل الأمطار حمضية تتسبب فى دمار الأرض والبحيرات، كما تصدر عنه نسبة من الزئبق فى الجو فتؤدى للأمراض الخطيرة والمشاكل التنفسية التى تنتج عند حرق الزئبق أو نقله وتخزينه وكذلك استخراجه. أما عن تكنولوجيا الفحم النظيف وهو عبارة عن اصطياد ثانى أكسيد الكربون ثم دفنه فى باطن الأرض فهى عملية مكلفة للغاية والدول الكبرى لم تستطع حتى الآن تطبيق هذه التقنية، ويستخدم الفحم فى مصر حاليا لقلة الغاز الطبيعى مع اتجاه الدولة إلى انتاج الكهرباء عن طريق المفاعلات النووية نحو 4٫8 جيجاوات، ولابد من استراتيجية واضحة، وقد جاء فى تفاهم مؤتمر باريس الأخير ضرورة التخلى تدريجيا عن هذين المصدرين بعد فترة مناسبة واستبدالها بنسبة كبيرة باستغلال الطاقة المتجددة وأهمها الشمس والرياح والطاقة الحيوية التى تملكها مصر بإمكانات غير محدودة وتعتبر الأعلى قدرة فى العالم. اقترح إنشاء أكاديمية للطاقة المتجددة تختص بمجالاتها العلمية والبحثية المتعددة وتكون لها الريادة فى العالم مع توظيفها لإنتاج الكهرباء عن طريق الخلايا الشمسية وتوربينات الرياح المصنعة محليا، وكذلك توفير مدارس فنية لتخريج عمالة مدربة للقيام بهذه المهام تصنيعا واستخداما، وأن تتجه الحكومة إلى منح امتيازات ميسرة للاستفادة من أسطح وواجهات المبانى لإنتاج الكهرباء وتغذية المتوافر منه للشبكة الرئيسية. جمال سعيد جامعة الفيوم