عن مسرح الطفل يقول الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف: من خلال الدراما يمكننا إرساء مفاهيم وأفكار وإعطاء دروس، فعندما يكون لدينا فريق قوى فى المسرح نملك عدة «فنون» يمكن تقديمها للطفل. لكن المشكلة أن المسرح المدرسى مجرد «شكل» بلا جوهر، ويعتمد على فكرة المسابقات، نحتاج إلى تحويل المسرح المدرسى إلى نشاط فعلى اسبوعى وليس لدينا مسرح مدرسى جيد لان مفهومه غير واضح فى أذهان المسئولين عنه، والمخصصات المالية ضعيفة جدا، كما ليس لدينا «أخصائى مسرح» ولا معلم «مدرَّب» مؤهل لأداء دور الأخصائى، ولا بنية مسرحية تحتية، ويجب الاهتمام بذلك فى المدارس الجديدة ، وليس لدينا مسارح للطفل فى الأقاليم!. لحل مشكلات مسرح الطفل يجب أن نعالج هذه القضايا، وعلينا تشغيل المسارح الموجودة أولا. وعن «قصور الثقافة» يرى ناصف أنها تؤدى دورها لكن يدا واحدة لا تصفق، ويتساءل : لماذا لا تقوم الجهات الأخرى بدورها: وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع قصور الثقافة ووزارة الشباب بتكامل هذه الجهات الثلاث يمكن تقديم مسرح جيد للطفل وهذا هو الأمل. ويضيف ناصف: شركة صوت القاهرة لا تنتج دراما للطفل لأنه لا ميزانية، ولا نفهم لماذا؟ وكذلك قطاع الإنتاج بالتليفزيون، ومدينة الإنتاج الإعلامى. وهذه الشركات عليها إعادة الإنتاج للأطفال والكبار أيضا. فنحن فى حاجة إلى رؤية اقتصادية جديدة لإعادة تدوير هذه الشركات. ويقول الأديب وكاتب الأطفال محمد السيد عيد: ليست لدينا خطة لبناء الطفل باعتباره اللبنة الأساسية لبناء المستقبل، وينبغى وضع خطة يشارك فيها كل من المجلس القومى للطفولة ووزارة الثقافة ووزارة التعليم بحيث نضمن أن يكون هناك عمل ثقافى فى المجالس والمواقع الثقافية، وفى البيت الفنى للمسرح، وهذا كفيل بتغيير وضع الثقافة والطفل معا فى المستقبل. محمد السيد عيد ويحدد عيد ملامح هذه الخطة فى الاهتمام بالفنون باعتبارها وسيلة للتثقيف والترفيه، وكشف المواهب وصنع الفنانين والأدباء من الأطفال. مضيفا: عندنا مسرح عرائس واحد ل 97 مليونا، ومجلات الأطفال محدودة جدا، وهذا لا يليق. ولم تعد موجودة تقريبا وسائل إظهار مهارات ومواهب الأطفال . ورغم وفرة الكتابة للطفل فإن جهات النشر محدودة. عبده الزراع ويقول الشاعر وكاتب الأطفال عبده الزّرّاع : هناك معوقات كثيرة تواجه أدب الطفل فى مصر والوطن العربى، أولها قلة فرص النشر، فالناشرون لا يقبلون على نشر كتب الأطفال لأنها تتكلف الكثير بينما تقبل على نشر الروايات التى تجد اهتماما من القراء والنقاد، إضافة إلى قلة عدد مجلات الأطفال فى مصر والوطن العربى، فهى لا تزيد على عشر، الأمر الذى يحرم ملايين الاطفال من حقهم فى التوعية والتثقيف، مع تزايد أعدادهم يوما بعد يوم. ويضيف الزرّاع : ثانى المعوقات عدم الاهتمام اللائق بمسرح الطفل رغم انه من أهم الفنون التى تؤثر فيه وتحرك خياله ووجدانه، فدور مسرح الطفل أهم فى تقديرى من دور المدرسة، وغياب المسرح المدرسى الذى كان يدرب الأطفال على الشجاعة والإقدام والثقة بالنفس، ويضيف : لمواجهة هذه المعوقات وحلها يجب أن تهتم الدولة بزيادة عدد سلاسل نشر كتب الأطفال من خلال المؤسسات الثقافية، ودعم كتاب ومجلة الطفل، وإنتاج عدد أكبر من العروض المسرحية من خلال هيئة قصور الثقافة والمسرح القومى للطفل ومسرح العرائس .. حتى نستطيع النهوض بثقافة الطفل.