تكتسب زيارة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان مصر ومحادثاته مع الرئيس السيسى أهمية كبيرة فى إطار الشراكة الإستراتيجية الراسخة فى العلاقات بين البلدين فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، والتى تمثل نموذجا رائدا لما ينبغى أن تكون عليه العلاقات العربية العربية. الشراكة المصرية السعودية تمثل صمام الأمان للعالم العربى فى مواجهة التحديات والمخاطر المتزايدة، والعواصف التى تهب على المنطقة وتشكل تهديدا لأمنها واستقرارها فى ظل استمرار العديد من الأزمات والصراعات فى بعض الدول العربية، وفى ظل تزايد أدوار القوى الإقليمية والدولية وتدخلها فى المنطقة فى إطار صراع المصالح والأجندات التى لا تتوافق مع المصلحة العربية وتزيد من تعقيد أزماتها. ولذلك يمثل التعاون بين البلدين والتنسيق والتشاور المستمر والتوافق فى الرؤى والمواقف حول القضايا العربية ومواجهة التحديات, أساسا راسخا للحفاظ على النظام الإقليمى العربي. العلاقات بين البلدين شهدت طفرة كبيرة على مختلف المستويات، سواء الاقتصادية فى التعاون بينهما فى فتح مجالات جديدة للاستثمارات والمشروعات المشتركة، خاصة فى منطقة البحر الأحمر من أجل توظيف ثرواته فى خدمة مصالح شعبى البلدين، وفى إطار التشابك بين رؤيتى المملكة ومصر 2030 التى تفتح آفاقا واعدة للتعاون الاقتصادى بينهما, أو على المستوى العسكرى الذى عكسته مناورات «درع العرب» لتبادل الخبرات وتأكيد جاهزية القوات المسلحة للبلدين لمواجهة خطر الإرهاب أو أى مخاطر خارجية, أو على المستوى السياسى والتوافق على ضرورة التسوية السياسية للأزمات والصراعات العربية فى إطار الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها الشرعية ومواجهة خطر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف. العلاقة بين مصر والسعودية هى علاقة عضوية تفرضها وحدة المصير والتحديات المشتركة، وهى علاقات متشابكة على جميع المستويات السياسية والشعبية وفى مختلف الأصعدة من التعاون المتنامى الذى يجسده حجم التبادل التجارى بين البلدين والاستثمارات المشتركة والاتفاقيات العديدة الموقعة. ولذلك فإن زيارة ولى العهد السعودى مصر تضع لبنة جديدة فى بناء التحالف الإستراتيجى المصرى السعودى فى اتجاه مستقبل أكثر ازدهارا للبلدين ولمصلحة أمن واستقرار المنطقة. لمزيد من مقالات رأى