حول تفاعلات المركبات الدوائية المختلفة مع الكبد دارت الجلسة العلمية للجمعية المصرية لدارسة الكبد الدهنى ومضاعفاته بالاشتراك مع المجموعة المصرية لدراسة الجديد فى أمراض الكبد. أشار د. حسنى سلامة استاذ الكبد بطب القاهرة ورئيس الجمعية، إلى أن هناك أكثر من 900 مركب دوائى وعدد من الأعشاب والمواد السامة تم تسجيلها لإحداث إصابات بالكبد. وتعتبر الأدوية بمفردها مسئولة عن إحداث ما بين 20% و 40% من حالات الالتهابات الكبدية. وهناك نحو 75% من تفاعلات الأدوية غير المتوقعة تؤدى لفشل الكبد أو الحاجة لزرع كبد أو الوفاة. وتعتبر إصابات الكبد الناتجة عن الأدوية من أكثر الأسباب شيوعا التى تؤدى إلى سحب العقاقير المختلفة بعد الموافقة على تداولها وإقرارها من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. وأوضح أنه أعراض الإصابة الكبدية الناتجة عن الدواء تتراوح بين ارتفاع فقط فى وظائف الكبد دون أى اعراض مصاحبة لها، وصولا إلى التهاب كبدي مشتعل والفشل الكبدي. وتعتبر معرفة الادوية المسببة لهذه المشاكل الكبدية مع مداومة الانتباه لحدوث التهابات بالكبد من اهم العوامل للتشخيص المبكر والعلاج فى الوقت المناسب. أما عن معدل حدوث الوفيات والإصابات الناتجة عن الأدوية فتشير نتائج الاحصاءات الأمريكية الحديثة كما اوضح د.سلامة إلى حدوث 2000 حالة فشل كبدى سنويا فى الولاياتالمتحدة. تمثل الأدوية نسبة 50% منها، كما كان عقار باراسيتامول مسئولا بمفرده عن 39% من هذه الاصابات حيث يمكن الحصول عليه فى امريكا دون حاجة لوصفة طبية. كما تمثل الأدوية نسبة تصل لنحو 5% من حالات الإصابة بالصفراء المحجوزة بالمستشفيات، بجانب 10% من حالات الالتهاب الكبدى الحاد. ومع ذلك لا توجد إحصاءات عالمية أخرى لمعدلات إصابات الكبد من الأدوية. ويستطرد الدكتور سلامة: أن الأمثلة على المركبات الدوائية التى تم سحبها عديدة ومن أهمها بعض مسكنات الألم ومضادات الالتهاب مثل فايوكس، وروولين وبعض أدوية السكر مثل تروجليتازون، ودواء «كافا كافا» الذى كان يستخدم فى ألمانيا، وكذلك دواء آخر لعلاج الغدة الدرقية تم سحبه بعد إجازته من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. وقد تم سحب تلك الأدوية بعد 3 سنوات من التداول عقب حدوث 90 حالة إصابة للكبد. من جانبها استعرضت د. رباب فؤاد استاذ الكبد بطب القاهرة دور عقار سليمارين فى حماية الكبد، نظرا لدوره فى الحفاظ على تماسك جدار الخلية الكبدية وتقوية مخزون الجلوتاثيون وهو مركب مهم للتعامل مع الذرات النشيطة والتى تدمر الخلايا الكبدية. وعن المواد الخام والتى تستورد من الخارج وتستخدم فى صناعة الادوية، اكد د.أحمد السواح استاذ علم الدواء، ضرورة الاهتمام بالمصدر المورد لها واعادة تحليلها بمصر قبل التصريح باستخدامها حتى لا تكون بها شوائب تؤدى لإحداث مشكلات باعضاء الجسم المختلفة وأهمها الكبد. وعن استعداد المرضى لمخاطر الأدوية على الكبد أوضح د.عمر هيكل استاذ الكبد، اهمية عوامل العمر والجنس والأمراض المصاحبة مثل السكر والضغط والكلى والتى قد تعرض المريض بصور مختلفة الى مخاطر الادوية. أما علاج مثل هذه الحالات فأشارت د. إيمان مدحت أستاذ ورئيس قسم الكبد بطب القاهرة، إلى انه يجب وقف جميع الأدوية المسببة لتلك المشكلة، مع ضرورة إعطاء المريض الأدوية التى تحمى الخلايا والتوصية بمنع تداول الادوية إلا بروشتة من طبيب فى التخصص نفسه للحد من الآثار السلبية للأدوية على الكبد.