بعد نشوة الانتصار فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، وفرحة السيطرة على أغلبية مقاعد مجلس النواب، ينشغل الديمقراطيون الآن بالتعامل مع تحديات الفوز. وأول هذه التحديات العاجلة تسمية زعيم الأغلبية فى المجلس ونائبيه، أما التحدى الأكبر فهو الاستعداد لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة. فبعد الفوز بمجلس النواب، بدا منطقيا أن تعود النائبة الديمقراطية المخضرمة نانسى بيلوسى 78 عاما للمقعد الذى شغلته من قبل كزعيمة للأغلبية فى المجلس، ويعود معها نائباها ستينى هوير وجيم كلايبيرن. ويمثل هؤلاء أقوى ثلاث شخصيات فى الحزب الديمقراطى على مدى السنوات الست عشرة الماضية. غير أن هناك تذمرا لم يرق بعد لدرجة المعارضة القوية لاستمرار القيادة القديمة فى شغل هذه المقاعد. ومن غير المتوقع أن يطيح الديمقراطيون بنانسى لجملة من الأسباب، أولها المكانة الأدبية التى تحظى بها باعتبارها أول سيدة فى تاريخ أمريكا تصير زعيمة للأغلبية فى مجلس النواب، فضلا عن المهارة التى اكتسبتها من طول فترة اشتغالها بالسياسة، وقدرتها على مواجهة الجمهوريين ومهادنتهم فى آن واحد. ومع انضمام ديمقراطيين جدد لعضوية مجلس النواب، وتنامى التيار اليسارى التقدمى داخل الحزب، يرى كثيرون أن هذه الفترة تقتضى وجود نانسى لتوحيد صفوف الديمقراطيين وتعظيم قوتهم. يضاف لذلك أنها أعلنت عزمها التقاعد فى المستقبل القريب، بما يبعث فى نفوس المتطلعين لمقعدها بارقة أمل بأنها لن تشغل المنصب للأبد. المؤيدون لاستمرارها كزعيمة للأغلبية، يعتقدون أن مايمكن عمله كحل وسط لاحتواء تذمر القيادات الصاعدة، وهو التخلى عن أحد نائبيها واتاحة مقعده لوجه جديد. غير أن التحدى الأكبر الذى يواجه الديمقراطيين فى اللحظة الراهنة هو الاستعداد لانتخابات الرئاسة 2020. ويكشف استطلاع حديث أجرته مجلة بوليتيكو عن أن جو بايدن الذى شغل منصب نائب الرئيس فى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما يتصدر أكثر الشخصيات شعبية بين الديمقراطيين لخوض سباق الرئاسة المقبل. وفى المرتبة الثانية يأتى بيرنى ساندرز الذى نافس هيلارى كلنتون فى انتخابات الرئاسة 2016 ، لكنه لم يفز بترشيح الحزب. أما المرتبة الثالثة، فقد احتلها ديمقراطى شاب يدعى بيتو أورورك الذى خاض انتخابات مجلس الشيوخ الماضية منافسا للسيناتور تيد كروز فى ولاية تكساس، لكنه خسر الانتخابات رغم صعوده المفاجئ كنجم ديمقراطى واعد. ومع أن اسم هيلارى كلينتون لم يرد فى هذه القائمة، لكنها من المرجح أن تقفز على السباق. هذا ما تكهن به مستشارها السابق مارك بن والسياسى السابق أندرو ستاين، حيث يتوقعان أن تعيد هيلارى تقديم نفسها كمرشحة ليبرالية وتخوض انتخابات الرئاسة القادمة فى محاولة ثالثة للوصول للبيت الأبيض. ومن وجهة النظر تلك، فإن الناخبين سيفاجأون بهيلارى جديدة تعود للساحة فى مرحلة متأخرة نسبيا من السباق. تستند تلك التكهنات إلى ماهو معروف من أن لدى هيلاري، التى تنفى حتى الآن عزمها خوض سباق الرئاسة، تطلعات محمومة لأن تصبح رئيسة للولايات المتحدة. تلك التوقعات بعودة هيلارى تمثل بالتأكيد أخبارا سئية لفصيل لايستهان به من الديمقراطيين ممن يرغبون فى تجديد دماء حزبهم، لكنها بدت أخبارا سارة للجهموريين. فقد رحبت كاليان كونواى مستشارة ترامب فى تغريدة لها على توتير بعودة هيلاري، باعتبار أن منافستها لدونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة القادمة ستضمن حتما نجاحه فى هذا السباق.
