أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن النجاح الذى حققه مرشحو حزبه الجمهورى فى مجلس الشيوخ »مهم جدا«، ذلك فى أعقاب إعلان عن النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى أجريت أمس الأول الثلاثاء. وقال ترامب فى مؤتمر صحفى إن «نجاحنا بالحصول على 55 مقعدا فى مجلس الشيوخ هو الأكبر من نوعه خلال المائة عام الماضية». وأضاف أن «المرشحين الجمهوريين الذين دعمتهم حققوا نجاحا باهرا»، واصفا ترامب نتائج الانتخابات النصفية بأنها «يوم كبير» للجمهوريين. وتابع ترامب: «الجهود التى بذلناها منعت حدوث موجة زرقاء من الديمقراطيين. لقد حققنا النجاح رغم انحياز الصحافة ضدنا». وأوضح «أحترم ما قالته نانسى بيلوسى عن ضرورة العمل المشترك بعيدا عن الحزبية، ما يؤكد أن هناك فرصة لتحسين العلاقة بيننا وبين الديمقراطيين». وأشار ترامب إلى أنه «علينا مواصلة العمل سويا داخل الكونجرس. علينا أن نواصل تأمين الحدود ودعم الجيش». وكشفت النتائج الأولية عن اكتساح ما تم وصفه ب «الموجة الزرقاء» للحزب الديمقراطى لمجلس النواب، الذى تم طرح إجمالى مقاعده ال 435 للتصويت، حيث سيطر مرشحوه على 222 مقعدا، متجاوزين ال 218 مقعدا اللازمين لتحقيق الأغلبية، بعد اقتناصهم حوالى 30 مقعدا من الجمهوريين. ولكن فشلت «الموجة الزرقاء» فى اجتياح مجلس الشيوخ، الذى تم طرح ثلث مقاعده فقط للتصويت، وحافظ الحزب الجمهورى على أغلبيته بإجمالى 51 مقعدا مقابل 45 مقعدا لمصلحة الحزب الديمقراطي. وينال الحزب الديمقراطى بموجب هذه النتائج الأغلبية بمجلس النواب لأول مرة منذ ثمانى سنوات، ظلت أغلبية النواب بين أيدى الحزب الجمهوري. وفى تعليق سابق له على نتائج الانتخابات، غرد ترامب مؤكدا «لم يحدث إلا خمس مرات خلال ال 105 أعوام الأخيرة أن نجح رئيس فى الفوز بمجلس الشيوخ خلال انتخابات التجديد النصفي» وأضاف مادحا نفسه» لدى السيد ترامب سحره الخاص، هذا الرجل لديه سحر ينبعث منه. إنه بارع فى الفوز بالأصوات، وإجراء الحملات.» وتجاهل ترامب أى إشارة إلى انتصارات الحزب الديمقراطى بالنواب. كما ألقى ترامب بثقله وراء الديمقراطية البارزة نانسى بيلوسى قائلا إنها ينبغى أن تكون رئيسة مجلس النواب. وكتب ترامب فى تغريدة على «تويتر»: «بكل إنصاف، تستحق نانسى بيلوسى أن يختارها الديمقراطيون رئيسة للمجلس. إذا جعلوها تواجه وقتا عصيبا ربما نضيف لها بعض أصوات الجمهوريين. لقد نالت هذا الشرف العظيم». فى الوقت نفسه، حذر الرئيس الأمريكى فى تغريدة أخرى الديمقراطيين من استغلال «الأغلبية» فى بدء تحقيقات جديدة حول سياسات إدارته، مشيرا إلى أن لديه عدة طرق للرد إذا بدأت تلك التحقيقات. وقال ترامب إنه: «إذا كان الديمقراطيون يعتقدون أنهم سوف يضيعون أموال دافعى الضرائب على إجراء تحقيق يتعلق بنا فى مجلس النواب، عندها سنضطر كذلك إلى النظر فى التحقيق معهم بشأن كل تسريبات المعلومات السرية، وغير ذلك الكثير، على مستوى مجلس الشيوخ. يمكننا الرد بالمثل».
من جانبها، احتفت نانسى بيلوسي، زعيمة كتلة الديمقراطيين بمجلس النواب، والذى من المتوقع أن تستعيد زعامته والتى تولتها طيلة أربعة أعوام منذ 2007. وأكدت خلال كلمة أمام أنصار الحزب الديمقراطى «بفضلكم، غدا سيكون يوما جديدا بالنسبة لأمريكا.» وتعهدت بيلوسى بعدم شن حرب ضد الحزب الجمهوري، وأكدت تجاوزها فكرة الانقسام التى هيمنت على سياسات الولاياتالمتحدة خلال العامين الأخيرين. وأشارت إلى أن هدفها سيكون التركيز على «إصلاح الضوابط والمحاسبة التى ينص عليها الدستور بمواجهة إدارة ترامب». وشددت على ضرورة التوصل إلى ما «يجمع» الحزبين، مشددة «سئمنا جميعا الانقسامات».
