* ترامب يحذر من نهاية «الازدهار» الأمريكى .. وأوباما : هوية الولاياتالمتحدة فى خطر تنطلق انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى اليوم، وسط استمرار السجال الانتخابى وحشد اللحظة الأخيرة بين الرئيس الجمهورى دونالد ترامب وسلفه الديمقراطى باراك أوباما اللذين تبادلا اللكمات الانتخابية العنيفة، بينما بدأت الميليشيات غير النظامية والتابعة للجماعات اليمينية بالتوجه إلى حدود أمريكا الجنوبية فى استجابة لتحذيرات ترامب من خطورة « الغزو» المتمثل فى قافلة المهاجرين غير المشرعيين والوافدة من دول أمريكا الوسطي. ففى آخر الجولات الداعمة لفرص حزبيهما، شارك ترامب فى تجمعات انتخابية بولايتى جورجيا وتينيسي، بينما توجه أوباما إلى ولايات إنديانا وإلينوي. وخرجت تصريحات الزعيمين وكأنها جزء من مناظرة مباشرة يشاركان بها، حيث تعمدا تفنيد مواقف بعضهما. وركز ترامب فى آخر تصريحات انتخابية له على الإشارة إلى المكاسب الاقتصادية التى تحققت منذ توليه الرئاسة وإحكام الحزب الجمهورى السيطرة على مجلسى الكونجرس قبل عامين، محذرا من نهاية ما وصفه بالازدهار الأمريكي. وحذر فى الوقت نفسه من خطر الهجرة غير المشروعة، مشيرا إلى ما تم إنجازه فى عهده من مد خطوط الأسلاك الشائكة لإغلاق المناطق الحدودية، مؤكدا أنه لن يسمح لقافلة المهاجرين غير المشروعين التى تبعد أميالا عن الحدود الأمريكية ب«غزو بلادنا»، على حد تعبيره. وطالب ترامب الجمهوريين بالحرص على التصويت فى اقتراع اليوم، مؤكدا أن تجاهلهم للتصويت سيضعه « فى موقف سيئ» بعد كل الدعم الذى منحه المرشحين الجمهوريين. ترامب يرحب بمؤيديه عند وصوله إلى مطار ولاية جورجيا [صورة من رويترز] ومن جانبه، حذر أوباما خلال تصريحاته الأخيرة، مع الالتزام بتوجهه القائم على عدم ذكر اسم ترامب، من سياسات « إثارة الخوف» التى يعتمدها الجمهوريون والتى تركز خلال هذه الدورة الانتخابية على قضية المهاجرين، مذكرا بإثارتهم المخاوف بشأن مرض « الإيبولا» قبيل انتخابات التجديد النصفى عام 2014. وأكد أوباما أن سياسة الحزب الجمهورى تقوم على إبعاد أنظار الناخبين عن القضايا الفعلية مثل زيادتهم الضرائب لمصلحة فئة الأثرياء والنيل من نظام الرعاية الصحية الذى يراعى أصحاب الحالات الصحية المزمنة والسابقة على التسجيل. وأشار أوباما إلى أن الحزب الجمهورى تعهد بمكافحة الفساد، لكن عناصره تلاحقهم لوائح اتهامات تكاد تملأ « إستادا لكرة القدم»، محذرا من أن هوية الولاياتالمتحدة فى خطر. وحول مجريات السباق الانتخابى أيضا، أعلن بريان كيمب، مسئول العلاقات الخارجية بحكومة ولاية جورجيا والمرشح الجمهورى للفوز بمنصب حاكم الولاية ، بدء تحقيقات فى اتهاماته للحزب الديمقراطى بمحاولة القرصنة على سجلات الناخبين بالولاية. ولم يتقدم كيمب الذى يواجه المرشحة الديمقراطية ذات الأصول الإفريقية ستيسى أبرامز فى المنافسة على منصب الحاكم، بأى أدلة على اتهاماته. وكان كيمب الذى يعانى محدودية فارق التأييد مع منافسته أبرامز، قد واجه اتهامات متكررة بمحاولة تحييد تصويت الأقليات، خاصة عبر الدعوى القضائية الخاصة بتعديل عناصر نظام « مطابقة التصويت» للتأكد من صحة عملية التصويت، التى رفضها القضاء الفيدرالى بوصفها « عبئا لا داعى له». وكان ترامب قد حاول دعم كيمب بتأكيد أن منافسته غير مؤهلة لتولى منصب الحاكم، وأنها ستحول جورجيا إلى «ملاذ آمن للمجرمين الوافدين من خارج البلاد». وفى الوقت نفسه كشفت تقارير الإعلام الأمريكى عن استعداد مجموعات من المواطنين التابعين لجماعة «رجل اللحظة» اليمينية للتوجه إلى منطقة الحدود الجنوبية لوقف تقدم قافلة المهاجرين الوافدة من دول أمريكا الوسطي. ونقلت عدة صحف من بينها «واشنطن بوست» عن شانون ماكجولي، رئيس فرع الجماعة بولاية تكساس، أن العناصر التى ستتوجه إلى الحدود مسلحة ومجهزة بنظارات رؤية ليلية وطائرات مراقبة يتم توجيهها عن بعد ومجهزة بمجسات لاستشعار حرارة الجسم البشري. ورجحت مصادر محلية بتكساس أن يصل عدد أفراد مجموعة «رجال اللحظة» التى تستعد حاليا للمغادرة إلى منطقة ريو جراند الحدودية، إلى نحو 200 شخص. ويرجع تاريخ تأسيس «رجال اللحظة» إلى عام 2004، حيث تقوم على فكرة تولى المواطنين الأمريكيين بشكل ذاتى مسئولية حماية الحدود الأمريكية أمام أفواج الهجرة الوافدة، وذلك بشكل منفصل ودون التنسيق مع الأجهزة الرسمية، حيث تعتقد عناصر الجماعة اليمينية أن السلطات الأمريكية فشلت فى حماية الولاياتالمتحدة من المهاجرين الأجانب. وتلتزم الجماعة بالتنسيق الدائم والتواصل بين فروعها بمختلف الولاياتالأمريكية، لكنها تتحرك فى حالة استشعار أزمة فعلية على حدود الولاياتالمتحدة. وجاء التحرك الأخير من جانب «رجال اللحظة» إثر تصريحات الرئيس الأمريكى بشأن تشكيل قافلة المهاجرين المثيرة للجدل «غزوا» للأراضى الأمريكية، وأنها تضم عناصر إرهابية واردة من دول الشرق الأوسط وأخرى محسوبة على التشكيلات العصابية. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» قد أعلنت أنها لن تنفذ ما أشار إليه ترامب بشأن نشر ما يصل إلى نحو 15 ألف جندى لحماية الحدود الجنوبية أمام القافلة المنتظر وصولها. ونقلت مجلة « نيوزويك» عن مستند داخلى بالقوات الأمريكية أن القيادات العسكرية قلقة إزاء انتشار عناصر غير نظامية ومسلحة عند الحدود، وخاصة فى ضوء وقائع سابقة حول استيلاء هذه العناصر على معدات وأسلحة تابعة لقوات حرس الحدود الأمريكي.