سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حديث الصراحة.. ورسائل القوة السيسى يتحدى الإرهاب فى شمال سيناء..
قراءة فى خطاب الرئيس بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة: إذا كان الجيش فعلها وانتصر فى 73 فإنه يستطيع النصر فى كل مرة
* معركتنا مع الإرهاب لم تنته والعدو موجود بيننا ومن داخلنا * على المصريين الوعى بحقيقة الواقع لاستكمال ما ننجزه اليوم
فى واحد من أقوى وأهم وأوضح خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه المسئولية، جاءت كلمات الرئيس، خلال الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة أمس الأول، لتقدم إجابات لأسئلة كثيرة كانت تشغل أذهان المصريين، خاصة أبناء الأجيال الجديدة من الشباب، الذين لم يعايشوا معركة الفخر التى خضناها فى السادس من أكتوبر 1973. ولعل ما أثار الانتباه أكثر من غيره فى كلمات الرئيس القوية الحازمة تأكيده أن معركة الشرف هذه فى 1973 أوصلت إسرائيل إلى الاقتناع بأنه إذا كان الجيش المصرى قد فعلها مرة وانتصر عليها، فإنه بالتأكيد قادر على فعلها فى كل مرة، وشرح الرئيس أن تلك القناعة الإسرائيلية أتت فى أعقاب الخسائر الفادحة التى تكبدها الجيش الإسرائيلي، بين قتيل وأسير وجريح.. وهكذا أدركت إسرائيل أنه لا بديل عن السلام مع مصر، حيث لم تعد الأسر الإسرائيلية على استعداد لتكرار حرب كهذه من جديد. هذا التغيير الذى طرأ على العقلية الإسرائيلية، حسبما أوضحت كلمات الرئيس السيسي، لم يأت من فراغ، بل كان مرجعه تلك المعجزة التى حققها أبناء مصر من القوات المسلحة فى هذه المعركة الخالدة. وقال الرئيس إن الفارق فى حجم ونوعية القوات كان كبيرا جدا بيننا وبين الخصوم، ومن ثم فإن الحسابات كلها كانت تشير إلى أن النتائج لن تكون فى مصلحة مصر، وتحدثت وسائل الإعلام العالمية عن استحالة عبور الجندى المصرى إلى الجانب الشرقى لقناة السويس، بل وذهبت إلى حد القول بأن خط بارليف يتطلب قنبلة ذرية لتدميره. وهنا يجيب الرئيس السيسى عن سؤال: وكيف حقق الجيش المصرى هذا الانتصار العظيم إذن؟ حيث قال الرئيس إن القوات المسلحة بذلت الدماء، وقدمت التضحيات من أجل استرداد الكرامة. كما أوضح الرئيس أن القيادة السياسية حينئذ تعاملت مع المعركة وفق قدرة مصر الحقيقية، اعتمادا على الأسلوب العلمي، وأدركت أن إمكاناتنا لم تكن تسمح بالدخول لأكثر من 20 كيلو مترا فى عمق سيناء. وكان النجاح الأهم، حسبما تحدث الرئيس السيسي، هو أن العدو ذاق خسائر لم يكن أبدا يتوقعها، ومن ثم عرف ثمن الحرب، نعم، الثمن الحقيقى للحرب، ولفت الرئيس إلى أن آلاف الضحايا لدى العدو هى التى أجبرت إسرائيل على تسليم الأرض، والموافقة على القرار الإستراتيجى بإبرام اتفاقيات السلام معنا، وعدم العودة إلى محاربتنا، وتساءل الرئيس: هل تكررت خسائر الحرب من يومها حتى الآن؟. وشدد الرئيس السيسى على أن إسرائيل باتت تعرف بعد انتصار أكتوبر المجيد أننا نستطيع أن نحاربها، ونتفوق عليها كل مرة، وكان ذلك بسبب الإرادة والدم والمخاطرة من جانب أبطالنا أبناء القوات المسلحة فى 1973. علاوة على ذلك، كان لافتا جدا لهجة التحدى فى صوت الرئيس السيسي، وهو يتحدث عن إصراره على مقاومة الإرهاب فى سيناء إلى أن نجتث جذوره. وأكد الرئيس أن الإرهابى لا يمكن أن يتساوى مع البطل الشهيد، فهشام عشماوى كان ضابطا مع الشهيد أحمد المنسى فى وحدة واحدة إلا أن الفارق بين الاثنين كبير، حيث إن «عشماوى» انحرف إلى طريق الشر، و«منسى» ناضل من أجل بلده حتى النفس الأخير. الشهيداحمد المنسى - الإرهابى هشام عشماوى وفى هذا السياق، نبه الرئيس إلى أن معركتنا مع الإرهاب لم تنته، وقال إننا نخوض هذه المعركة منذ 6 سنوات، والأمور لم تهدأ بعد، وأن أدوات المعركة، قد اختلفت عما كان عليه الوضع فى 73، حيث كانت المعركة أيامها واضحة المعالم، ونعرف الخصم والعدو، وكنا نواجه عدوا نعرفه ويعرفنا، أما الآن فالعدو يوجد بيننا، وقد غير وضعه ليصبح من داخلنا. الرئيس السيسى أشار إلى أن العدو الآن هو «الإرهاب»، وقال إن المشكلة هى عدم اكتمال الوعي، وتساءل: هل لدى الكثيرين منا الوعى الكافى بالصورة الكلية للواقع المصرى الحالي.. أم أن جرعات الوعى اللازم غائبة عند الكثيرين من المثقفين والقادة لحشد الفهم الصحيح للواقع الحقيقي؟. وأكد الرئيس أن ما يتم تحقيقه اليوم من إنجازات سوف يضيع فى حال عدم وجود هذا الوعى الحقيقي.. وهنا طالب الرئيس جموع المصريين بضرورة استيعاب الواقع الذى تواجهه الدولة حتى نستطيع معا إنجاح القرارات المطلوبة.