ما يحدث في سيناء الآن تأخر ثلاثين عاما هي السنوات العجاف من تاريخ مصر.. كانت الصرخات تنطلق في كل مكان لإنقاذ سيناء ولم يتحرك أحد وكانت هناك مؤامرة كبري علي مستقبل سيناء.. إهمال للمرافق والسكان والإقتصاد والأمن والرعاية.. انفصلت سيناء تماما عن الوطن الأم حتي زاد حجم الإشاعات والتأويلات عن اسباب هذا الإهمال.. البعض قال إنها مؤامرة للتنازل عن جزء منها.. والبعض قال ان الهدف كان دائما السعي لإرضاء إسرائيل.. وان سيناء كانت ضحية علاقة مريبة بين النظام السابق وإسرائيل.. والآن تحرك الجيش المصري من اجل تحقيق أمن سيناء ومطاردة فلول الإرهاب من كل ربوعها.. كانت زيارة الرئيس مرسي وتناوله الإفطار مع قواتنا علي الحدود.. ثم كانت زيارة الفريق أول السيسي وزير الدفاع ولقاء مثمر مع شيوخ القبائل ثم كان قرار القوات المسلحة بتخصيص مليار جنيه لإقامة مشروعات إنتاجية في سيناء والآن مازال جنودنا البواسل يخوضون معركة شرسة ضد فلول الإرهاب في سيناء وكل قلوب ومشاعر المصريين معهم في هذه المهمة الوطنية.. لاينبغي ان تدخل سيناء سراديب الإهمال مرة أخري بعد هذه الصحوة التي تأخرت سنوات طويلة.. يجب ان ينتقل مليون مواطن علي الأقل من الدلتا إلي سيناء وتسمح الدولة بتمليك الأراضي إلي اهالي سيناء هل يعقل ان يتملك الأجانب الأراضي علي شاطئ النيل في قلب القاهرة وفي كل ربوع المحروسة ثم نحرم اهالي سيناء من تملك الأراضي التي يزرعونها منذ عشرات السنين وورثوها عن اجدادهم.. هل يعقل ان يبقي المواطن السيناوي مواطنا من الدرجة الثانية وهو يعيش علي ارض آبائه واجداده.. إن ما يحدث في سيناء الآن عملية إصلاح بأثر رجعي إنها إصلاح منظومة امنية إختلت سنوات طويلة.. وهي عملية إنقاذ لجزء عزيز من الوطن تركناه للإرهاب وهي قبل هذا كله تأكيد علي ان المصريين لن يفرطوا في حبة رمل واحدة من تراب سيناء فمازالت دماء الشهداء تحتضن كل شئ في هذا التراب. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة