مزارعو شرق القناة الذين أنهكتهم مشاكل تقنين الأوضاع ونقص الأسمدة وغش المبيدات دخلوا مرحلة جديدة من التحدي فيما يسمي بالحرب ضد الجفاف الذي سببته لهم مناوبات الري الجديدة التي أصابت الزرع بالعطش. فقد بات نقص مياه الري ونظام المناوبات من الأمور التي أصبحت محل شكوي من مزارعي أراضي شرق قناة السويس, وذلك بسب طول فترات انقطاع المياه والتي لا تتوافق مع طبيعة الأراضي الرملية في هذه المناطق والتي تحتاج الي مياه الري بصفة مستمرة حفاظا علي المزروعات من الموت عطشا. يقول المهندس ابو شامة علي ابو شامة من أصحاب المزارع: إن وزارة الري لجأت الي نظام المناوبات في شرق قناة السويس التي وصلت في بعض المناطق الي انقطاع المياه لمدة11 يوما متصلة وأقل فترات انقطاع تصل الي8 أيام بالرغم من أن طبيعة الأرض رملية شديدة النفاذ وهو ما أدي بالمزارعين الي الانقطاع عن زراعة الخضر والمحاصيل الحقلية التي تساعد في الانفاق علي الأرض, باعتبارها من المحاصيل ذات العائد السريع الي حد ما. ويضيف أن نظام المناوبات دفع المزارعين الي حفر آبار ارتوازية بالرغم من تكلفتها العالية وحاجتها الي العديد من الاجراءات في الري والكهرباء, كما لجأ البعض الآخر الي عمل خزانات بيارات لتخزين المياه ليتمكن من ري الأرض في اثناء فترات انقطاع المياه, ويحدث ذلك بالرغم من أن الكثير لا يملك المبالغ المالية اللازمة لحفر الخزانات كما أن الأراضي مزروعة بأشجار البساتين, والعطش يؤدي الي انخفاض المحصول ومن ثم العائد المالي وهي مشكلة نعاني منها طوال السنوات الثلاث الماضية. ويضيف أبو شامة انه من المشكلات التي تواجه المزارعين بشرق قناة السويس الاسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية وانتشار الأدوية المغشوشة, مطالبا الإدارة الزراعية بشرق البحيرات بتوفير المبيدات السليمة وبالسعر الرسمي وبالمعدلات التي تضعها الادارة, باعتبارها تمتلك حصرا بجميع المساحات المزروعة ويشير الي نقص مياه الشرب التي يرتبط وجودها بوجود المياه في الترع مما يدفع المواطنين الي نقل المياه من الاسماعيلية الي شرق القناة. ويختتم حديثه عن مشاكل المزارعين بشرق القناة قائلا: اعلنت الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية عن اجراءات تقنين وضع اليد لكل من قام بالزراعة عام2006 وهي إجراءات لا تتم سوي في القاهرة بالرغم من وجود منطقة تابعة للهيئة العامة للمشروعات بالاسماعيلية مطالبا بتشكيل لجنة لمعاينة الاراضي المنزرعة علي الطبيعة وبرسوم بسيطة تخفيفا علي المزارعين من مشقة السفر الي القاهرة. ويشير احمد محمود هريدي صاحب إحدي المزارع بمنطقة المروة بقرية العبور الي ان نقص وعدم كفاية المياه في الترع يدفع المزارعين الي الاعتماد علي مياه الآبار الارتوازية التي تصل اعماقها احيانا الي30 مترا وهو ما يلحق اضرارا كبيرة بالاشجار وبالمزروعات وهو ما يحدث في مناطق التقدم والابطال والعبور وترعة العودة. ويؤكد محمد ابو سالم مزارع بشرق قناة السويس الي المعاناة في الحصول علي المياه ويؤكد ان له قطعة من الارض علي ترعة السلام الا انه لا توجد مياه في الترعة علي الاطلاق موضحا ان الامر الغريب ان المياه انطلقت في الترعة لفترة ثم تم اغلاقها مرة اخري وهو ما دفعنا الي الاعتماد علي الآبار للري حيث انه لا يستطيع زراعة سوي10 قراريط فقط من اجمالي مساحته بسبب نقص المياه معتمدا علي ماكينة مياه