موعد صرف الضمان الاجتماعي المطور لشهر نوفمبر 2024    النفط يخسر 7% في أسبوع بسبب الصين وتوترات الشرق الأوسط    جيش الاحتلال يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل    عاجل- وفاة يحيى السنوار تفتح باب التساؤلات: من هو الخليفة الذي سيقود حماس في المعركة القادمة؟    فلسطين.. طائرات الاحتلال تقصف منزلًا لعائلة "شناعة" في مخيم المغازي وسط قطاع غزة    عاجل - مباراة النصر ضد الشباب: فوز صعب وتعزيز للموقع في دوري روشن السعودي    مواجهات الجولة الثالثة بدوري المحترفين.. الموعد والقنوات الناقلة    ترتيب مجموعتي القاهرة بعد انتهاء مواجهات الجولة الثانية.. النصر والإنتاج يتصدران    «الأهلي مش بيدلع ويطبطب».. تعليق مثير من إبراهيم سعيد على جلسة محمد رمضان مع بيرسي تاو    موعد مباراة أرسنال ضد بورنموث في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    إجراء تحليل مخدرات للسائق المتسبب في دهس شخصين بكورنيش حلوان    لم يُبعد عينه عنها.. نظرات حب ورومانسية تامر عاشور مع زوجته نانسي في حفل الأوبرا    خلي بالك من النظافة.. 10 صفات فى النساء ينفر منها الرجال    8 نصائح لتغيير شخصية طفلك الخجول    عمرو أديب عن واقعة الكلب على قمة الهرم: نازل كإنه بيتحرك في حقل برسيم    رهاب الطيران..6 طرق للتغلب عليها    نور الدين يتحدث عن التعديلات الجديدة.. محاضرة أندية السوبر.. وإسناد النهائي لأمين عمر    قفزة خيالية في أسعار الذهب اليوم السبت في مصر.. عيار 21 يسجل أرقاما غير مسبوقة    تطابق ال«DNA» لجثة مجهول مع شقيقه بعد 30 يومًا من العثور عليها بالتبين    أكتوبر يرفع الراية الحمراء.. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد تُناشد: «توخوا الحذر»    أشرف عبد الغني: الرؤية العبقرية للرئيس السيسي حاضرة وقوية وتدرك المتغيرات    ارتفاع سعر الحديد وتراجع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 19 أكتوبر 2024    أسعار السمك والكابوريا بالأسواق اليوم السبت 19 أكتوبر 2024    جميل عفيفي: تطابق بين وجهات النظر المصرية والسعودية في كل قضايا المنطقة    انتصار وظهور أول.. عمر فايد يشارك في فوز بيرتشوت على أندرلخت بالدوري البلجيكي    فرانكفورت يحسم الجدل حول بيع عمر مرموش في الشتاء    وزير الخارجية: مصر ليست ضد حق دول حوض النيل في التنمية    31 أكتوبر.. انطلاق مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز    رئيسة وزراء إيطاليا تعتزم إجراء محادثات مع «نتنياهو» بعد زيارتها للبنان والأردن    نقابة الصحفيين تنعى يحيى السنوار: اغتيال قادة المقاومة لن يُوقف النضال ضد الاحتلال    منها الإغماء المفاجئ.. حسام موافي يكشف علامات التهاب البنكرياس (فيديو)    إصابة شرطي سقط من قطار بمحطة البدرشين    5 مصابين في حادث سيارة ملاكي أعلى "بنها الحر"    حبس عاطلين لسرقتهم المنازل بالزيتون    التعليم التبادلى    مئات الزوار يتوافدون على ضريح إبراهيم الدسوقي للاحتفال بذكرى مولده -صور وفيديو    إجازات الجنود خدعت العدو.. ومازلت أشم رائحة النصر    وزير الخارجية: مصر حذرت في وقت مبكر من خطورة اتساع رقعة الصراع في المنطقة    أحمد الطاهري: كلمة مصر تعني الحكمة والعقل والقوة.. والزمن لاطالما يثبت صحتها وصدقها    وزير السياحة يبحث التعاون مع رئيس شركة صينية كبرى في شغيل وإدارة البواخر    حميد الشاعري ينعى الشاعر أحمد علي موسى    وزير الخارجية: مصر ليس لديها مشكلة مع دول حوض النيل باستثناء إثيوبيا    زيادة المرتبات وساعات حضور أقل| مفاجآت بمشروع قانون العمل الجديد يناقشها البرلمان    بهذه الكلمات.. رامي صبري ينعى وفاة الشاعر أحمد علي موسى    جامعة دمياط تحتل المركز الرابع محليا في تصنيف تايمز    باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد.. جراحة متطورة تعيد الشكل الطبيعي لجمجمة فتاة    الصحة: جراحة متطورة تعيد الشكل الطبيعي لجمجمة فتاة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد    ضبط 239 سلاحًا ناريًا ومئات المخالفات.. الداخلية تشن حملة أمنية بالمحافظات    ماذا نصنع إذا عميت أبصاركم؟.. خطيب الجامع الأزهر: تحريم الخمر ثابت في القرآن والسنة    الأمين العام لحلف الناتو يعلن أن الناتو سيعزز تواجده على الحدود الروسية    عالم أزهري: الإسلام تصدى لظاهرة التنمر في الكتاب والسنة    دعاء الشهداء.. «اللهم ارحمهم وجميع المسلمين واجعل الجنة دارهم»    غير صحيحة شرعًا.. الإفتاء تحذر من مقولة: "مال أبونا لا يذهب للغريب"    تحرير 21 محضرًا ضد مخابز مخالفة في 3 مراكز بكفر الشيخ    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    ارتفاع أسعار مواد البناء: زيادة ملحوظة في الأسمنت والحديد    وزير الصحة والسكان يؤكد أهمية تقييم التكنولوجيا الطبية في تعزيز الوضع الصحي    أسعار الذهب اليوم 18-10-2024 في مصر.. كم يسجل عيار 21؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بليغ لحن شرقى مسكون بالشجن
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 09 - 2018

منذ يومين، مرّ ربع قرن على رحيل الموسيقار «بليغ حمدى»؛ هذا البحر المتلاطم بالنغم الشجى الرائع، والزاخر بالأصالة الخلاقة القادرة على منحنا السعادة والنشوة. بليغ هو الوحيد القادر على أن ينتقل بك من كرنفالات الفرح الصاخبة إلى غيابات الحزن الهامس، ومن حسية الحب إلى صوفية العشق الإلهى ببساطة وسحر. بليغ؛ ذلك العبقرى الذى كتب شيكا على بياض على نفسه لمصر؛ تلك الفاتنة التى سحرته فحول حبه إلى نغمات ساحرة تليق بعظمة محبوبته. وقد كانت حقبتا الستينيات والسبعينيات هما فترة الغزارة والتنوع اللحنى فى حياة الموسيقار بليغ حمدى، حتى إن البعض قال عنه إنه بين أغنية وأغنية لبليغ توجد أغنية أخرى له. بليغ الذى قالت عنه سيدة الغناء العربى أم كلثوم إنه «كالنهر المتدفق فى حاجة إلى بعض السدود حتى يتوقف تدفقه الهائل»، وقال عنه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب إنه مزيج بين أصالة النغم الشرقى والتجريب والتجديد فى الموسيقى المصرية، ووصفه الشاعر كامل الشناوى بأنه «أمل مصر فى الموسيقى»، وقال عنه توفيق الحكيم: «لقد عبّرت موسيقاه عن روح الوطنية ونبضت بكم هائل من الشجن فى ألحانه الفولكلورية والدرامية والعاطفية».
السر فى «الموت»
هذا التدفق اللحنى، وتلك الغزارة فى الإنتاج، كان وراءهما سر لا يعلمه الجميع ونكشف هنا عنه لأول مرة، وهذا السر كشف عنه بليغ بنفسه دون أن يدرى للكاتب الصحفى اللبنانى جورج إبراهيم الخورى. ففى أحد الأيام من عام 1973 أرخى بليغ رأسه على كتف الكاتب الخورى وهو يقول له: أنا سأموت! يومها شعر الخورى بأن بليغ قد أفرط فى الشراب، فربت على كتفه وهو يقول له: كلنا سنموت يوما ما. فرد بليغ: هذا صحيح ولكنى أعرف تماما متى سأموت وهذا سر عذابى. فرد عليه الكاتب اللبناني: أنت واهم يا صديقى. بليغ: بل أنا صادق يا رفيقى، فقبل أن أنام أصلى إلى الله أن يجعل مثواى الجنة لأنى أشعر بأنى لن أقوم من نومى، لهذا عندما أفتح عينى عند الصباح أو الظهر أحس بأنى سعيد، سعيد لأنى عشت يوما آخر، عشت يوما جديدا من أجل فنى. الخوري: هذا الشعور ينتاب كل فنان يختزن فى صدره موسيقى لم يفجرها بعد على الدنيا، هذا الشعور انتاب الكثيرين من قبلك ولكنهم لا يزالون أحياء يرزقون. قال الملحن بشغف: أما أنا فأريد أن أملأ الدنيا موسيقى وغناء، إننى أشرع بالتلحين الكثير لأنى أحب أن أستبق الموت، وإنى لأرجو ألا يفاجئنى الموت قبل أن أعزف سيمفونيتى الكبرى للعالم. الخورى: لا تخف ستعزفها فى يوم من الأيام. بليغ: لقد درست جميع أنواع الموسيقى وأصبحت ممتلئا منها، أمامى طريق طويل يجب أن أمشيه، وأمامى اتجاه يجب أن أعممه، عندى مدرسة يجب أن يزداد عدد خريجيها، أنا صاحب دولة موسيقية خاصة اسمها دولة بليغ حمدى، ولكن الرهيب العظيم الذى اسمه "الموت" يترصدني! هنالك قال جورج: ابعد هذا الشبح عن وجهك فأنت بخير يا بليغ. بليغ: ولكن أبى مات وهو فى الخامسة والأربعين، وأنا اليوم فى التاسعة والثلاثين ولن أعيش أكثر مما عاش أبى. جورج مداعبا: على فرض أن حدسك صادق لا سمح الله فمن سيكون بليغ الثانى من بعدك؟ بليغ بإشراق وتفاؤل: أخى.. فأنا عندى أخ ضابط فى الجيش، ولكنه موسيقى فذ وسيحمل المشعل من بعدي". غير أن المفارقة أن شقيقه الذى تحدث عنه فى الحوار هو الذى مات فى سن صغيرة بعد حديث بليغ مباشرة، بينما عاش بليغ حتى سن الثانية والستين بالتمام والكمال. فى هذا الملف نقدم صفحات من حياته المفعمة بالقصص والحكايات التى تكشف كيف ارتبطت ألحانه العذبة بحياته الشخصية عبر مفارقات إبداعية غاية فى الرقة والإتقان.

ننفرد بتفاصيل زواجه من آمال تحيمر
منذ بدأ قلب بليغ حمدى يتفتح وهو يشبه قطرة "الزئبق" التى من الصعب أن تقبض عليه يد، ومهما حاولت تسللت من بين أصابعك. هذه الطبيعة هى التى جعلته بطلا لمغامرات عاطفية عديدة، لم تصل أى منها إلى نهاية المطاف، وأشهر هذه المغامرات كانت خطبته السريعة القصيرة للفنانة سامية جمال، لذا بدا غريبا أن يتزوج بليغ وأن يدوم زواجه، وكان للزوجة الأولى قصة شكلت حنجرة سيدة الغناء العربى أم كلثوم لتكون بمثابة مذكرات شخصية لبليغ يحكى من خلالها بألحانه وكلمات أغانيه أوجاعه وأفراحه، فتعالوا بنا نعرف قصة الزواج الأول لعبقرى النغم:
عام 1960 فى ضاحية الزمالك الهادئة والراقية معا، استأجر "أنور منسي" عازف الكمان الشهير شقة أنيقة فى العمارة رقم 17 بشارع يحيى إبراهيم، حاول أن يجعل منها شرنقة تلتف حول أحزانه وضمادة تجمع قلبه الذى تناثرت شظاياه، فالخيط الذى كان يربطه بالفنانة صباح الزوجة الحبيبة تمزق، ومعه تمزق وتر السعادة فى كمانه، الأنغام المرحة التى كانت تخرجها آلته تحولت إلى أنين، وصراخ مكتوم، وعويل خفيض، وبقدر ما يكون الجرح عميقا بقدر ما تكون بلسمته صعبة، وجراح "أنور" كانت أكثر من عميقة، كانت غائرة، أشبه بمغارة نرى لها مدخلا ولا نعرف لها مخرجا، وفى الحب الكبير نستعذب حتى الأحزان.
وبمرور الأيام بدأ العازف الحزين يفتح باب شقتة، وباب قلبه، وفى أحد الأيام دخلت "آمال حسن تحيمر"؛ هذه الساحرة الصغيرة من باب الشقة، وتمنى لو أنها دخلت من باب القلب، وفى آحد الأيام وآثناء جلوسهما معا فجأة رن جرس الباب فتوقف أنور عن العزف، وغاب دقيقة أو أقل وعاد ومعه شاب قصير ممتليء القوام، أسمر وقال لها: ده صديقى الملحن بليغ حمدى.. ودى آمال يا بليغ أو ميمى بنت صديق لى، قالت آمال: تشرفنا، طبعا عارفاه.. وبسمع ألحانه الجميلة، وراح بليغ يقلب الاسم على شفتيه كأنه يختبر رنين حروفه وقال وهو سرحان ميمى.... ميمى.
آمال تحيمر
مع زوجته الأولى آمال تحيمر فى صورة نادرة
كانت البسمة مستقرة على شفتى بليغ أكثر من الكلمات، وغاب أنور عن ضيفيه دقائق أكمل خلالها ارتداء ملابسه، وعاد إلى الصالون ليجد الألفة قد استقرت فى النفسين، كان يناديها: "ميمى"، وكانت ترد: " بلبل"، واندهش أنور مما حدث وقال ببساطة: أنا رايح معهد الموسيقى العربية فى رمسيس توصلينى يا آمال؟، وردت آمال: طبعا، ثم سألت: معاك سيارة يا بلبل؟ وأجاب: لا، فأضافت: إذن اتفضل معانا. ثم وهما فى الطريق تكلم بليغ كثيرا وهو سعيد، ودندن بأغنيته الجديدة " حب أيه اللى أنت جاى تقول عليه / إنت عارف قبله معنى الحب إيه لما تتكلم عليه"، ووصلت السيارة إلى معهد الموسيقى العربية، وقبل أن ينزل بليغ من السيارة سألته آمال أغنية مين دى يا بلبل؟ رد عليها بنشوة وسعادة: أغنية الست، كان بليغ قد تخطى الأسوار العالية، الأسوار التى عجز عن تخطيها الكثير من العمالقة، ووصل بمجهوده وأنغامه التى تبعث فى القلب رعشة إلى ذلك الصوت السماوى الذى تعجز الكلمات عن وصفه. كان بليغ قد لحّن لأم كلثوم بعد أن لحّن لعبد الحليم حافظ وصباح وشادية.
وفى اليوم التالى بحث عن رقم تليفون منزل آمال وهاتفها وقال لها: طمنينى. فسألته: على أيه؟ وأضاف: على اللحن اللى سمعته ليكى امبارح فى السيارة، فقالت بصدق: جنان يا بلبل، وغاب صوته لحظات ثم عاد يقول: إنتى أول واحدة تسمعه، شعرت آمال يومها بأنه أهداها القطفة الأولى من ثمار فنه، وتكررت الاتصالات التليفونية بين العاشقين.
ابعدى عن بليغ
فى أحد الأيام، تلقت آمال مكالمة من صديقة لها تحدثتا فيها عن الموضة والأزياء وتسريحة شعر فاتن حمامة الجديدة، وبعدها رن جرس التليفون فاعتقدت أن صديقتها نسيت أن تقول لها شيئا، فإذا بها تجد صوتا نسائيا يسألها: إنتى آمال، فقالت لها: نعم، حضرتك مين؟ فردت: أنا واحدة يهمها مصلحتك، أنت تعرفى بليغ حمدي؟! آمال: ده صديق عزيز. المتحدثة: أحسن تبعدى عنه. آمال: مين معايا؟ المتحدثة: واحدة سبقتك واتعذبت وعاوزة ترحمك من العذاب! آمال: شكرا على نصايحك، ولكنى لا أعتقد إنى فى حاجة لها. وأغلقت المتحدثة التليفون وهى تقول لها: بكره هتندمى!
وحكت آمال لبليغ ما حدث معها، فنظر إليها وقال لها: قبلك يا آمال عرفت ستات كتير بس انتى أول حب حقيقى فى حياتى، وصحبها فى نفس اليوم إلى بيت أسرته ورحب بها الجميع، ووجدت فى حرارة الترحيب ما أنساها بعاد أسرتها التى تعيش فى الإسكندرية، وبعد أن تناولت معهم وجبة الغداء، أوصلها بليغ لمنزل خالتها وذهب هو إلى مسرح " البالون" حيث كانت تجرى بروفات أوبريت "مهر العروسة"، وقرب الفجر دق جرس باب الشقة، ودخل بليغ وسط ذهول ودهشة آمال وخالتها، وقال لها " تتجوزينى يا آمال"؟!! وسافرا العاشقين للإسكندرية واستقبلتهما الأسرة بفرحة كبرى، و شعرت الأم أن ابنتها سعيدة، وأن صانع سعادتها هو ذلك الشاب القصير الذكى العينين الذى جاء معها، وانتهت الأمور الشكلية بسرعة، ورنت الزغاريد، وبسرعة تم الزواج، كان الهناء عنوان العام الأول من زواج العاشقين، والقلق والطلاق عنوان العام الثانى للزواج، والعودة والرجوع والمتاعب حصيلة العام الثالث، وكل هذا بسبب "مود" بليغ الفنى، ونجاحه الكبير وعدم استقراره.
وفى وسط كل هذا النجاح والصخب أتت لآمال مكالمة مجهولة يقول صاحبها: أتريدين معرفة أين بليغ الآن؟ قالت طبعا، وهمس صاحب الصوت المجهول: إنه يقضى وقتا ممتعا، وأضاف ببرود: هذا شىء يسعدنى، وضحك المتحدث ضحكة صفراء خبيثة وقال: لا أظنك ستكونين سعيدة لو أنك توجهت إلى شارع عدلى رقم كذا..
الخيانة
أملاها المتحدث المجهول رقمين، وليس رقما واحدا، الأول رقم العمارة، والثانى رقم الشقة، ثم اندفعت إلى العنوان المحدد. أمام العمارة توقفت واكتشفت وهى تغادر السيارة أنها حافية القدمين، وصعدت درجات السلم بسرعة، ولم تنتظر وصول المصعد، ودقت الباب بعصبية وجنون، وفتحوا لها بعد لحظات بدت لها دهرا وجدت الزوجة الصغيرة أمامها مشهدا لم تنسه أبدا، كان بليغ يجلس مع شاعر غنائى معروف، وسط فتاتين فائقتى الجمال، وأمام الجميع كانت مائدة عامرة، ووسط المائدة زجاجتا خمر.
لم تقل آمال شيئا، فالكلمات كانت عصية على لسانها وشفتيها، ولم يتكلم أى من الحاضرين، وحين عادت إلى منزلها وهى لم تدر أبدا كيف فعلت ذلك كانت الحمى قد أنشبت مخالبها فى جسدها، وحين أفاقت من غيبوبة طويلة وجدت شقيقتيها حول سريرها، وقالت لها أختها "صافي" أن بليغ لم يجئ ولم يتصل، ورفعت "آمال" جفونا أثقلتها الحمى وأذبلتها الأحزان، وقالت: أنا اتخذت قرارا، وسألتها شقيقتها الصغرى "هدي": خير يا أبله، فقالت المريضة الشاحبة اللون: مافيش غير الطلاق.
وتم الطلاق، وسافرت المطلقة الحزينة إلى لندن لعلها تذيب أحزانها فى ضباب العاصمة الإنجليزية، أما بليغ فقد ابتلع مأساته، وعصر كل عذاباته فى أغنية جديدة للست أم كلثوم بعنوان " أنا وأنت ظلمنا الحب بإيدينا".
وبعد سنوات ما بين لندن وبيروت ومصر رجعت آمال إلى مصر بشكل نهائى وفى طريق العودة عرجت على بيروت وفوجئت بعبد الحليم حافظ يتصل بها فى الفندق الذى تنزل فيه، ويرحب بها ويدعوها لقضاء سهرة فى بيت أسرة صديقة بالأشرفية ليسمع الجميع أغنية أم كلثوم الجديدة "فات الميعاد"، وليلتها استمعت آمال إلى مرثية حبها، أحست بكل حرف فيها وقد تحول إلى إبرة مسنونة تنغرس فى جسدها المضنى، وحين وصلت أم كلثوم إلى المقطع الذى يقول: إن كان على الحب القديم / إن كان على الجرح الأليم / ستاير النسيان نزلت بقى لها زمان". هنا لم تستطع آمال أن تقاوم المزيد من وخز الذكريات.
ذوبان الشمعة
وعادت آمال إلى القاهرة، وعلم بليغ بعودتها فاتصل بها وقال لها: يا حياتى مازلت أحبك، الطلاق انفصال جسدين، وليس قلبين، وفى يوم ثانى يقول لها: كيف تتهميننى بحب غيرك، وقد أعطيتك حب الأمس واليوم والعمر كله. وفى هذه الفترة تقدم لآمال عريس دبلوماسى من بلد عربى ووافقت على الخطوبة منه، وفى أحد الأيام قابلت بالمصادفة بليغ، وما أن مد يده إليها حتى تبخرت فكرة الزواج من الدبلوماسى، وفى عز سعادتهما دخل فجأة الميدان وحش مفترس، بدأ عود آمال يذبل ويذبل تحولت إلى شمعة تذوب بسرعة حتى مع اللهب الصغير، وكشف عليها الدكتور "فتحى طمارة" طبيب العائلة وقال لها بأسي: سرطان!.. رقدت فى الفراش وبدأت الشمعة الذائبة تفقد المزيد من هالات نورها، وفوجئت وهى فى الفراش بزيارة عبد الحليم حافظ، وحين انصرف وجدت تحت وسادتها مصحفا من ذهب وهدية قيمة، وفوجئت ببرقية من السعودية تصل إلى المستشفى ويغطى صاحبها نفقات العلاج كله، ودمعت العينان الذابلتان فقد كانت البرقية من زوجها الأول الأمير "ف"، وعادت المريضة المعذبة إلى أرض الوطن، سافرت يحدوها الأمل فى الشفاء وعادت حطاما آدميا، وأحاط بها الجميع وطلبت أن ترى بليغ وجاء بليغ وبكى بشدة عندما رأها، فمسحت دموعه بكفيها.. وقالت له: غنى لى يا بليغ أغنية فغنى لها "من أجل عينيك عشقت الهوى " قصيدته الجديدة التى يلحنها لأم كلثوم.
وذات صباح كئيب من يوليو 1972 انطفأ السراج تماما، ماتت "آمال حسين تحيمر" الزوجة الأولى لبليغ حمدى، وماتت معها أجمل الذكريات.

هو.. وغادة السمان
بعد انتهاء علاقة الزواج الأولى التى ربطت بين بليغ حمدى وزوجته الأولى "آمال حسن تحيمر" ارتبط بقصة حب عنيفة مع الأديبة السورية غادة السمان، وقد نشر مؤخرا الزميل "أيمن الحكيم" بعض الخطابات العاطفية بينهما. هذه القصة تناولتها الصحف اللبنانية والعربية فى وقتها كل على حسب حريته، حيث كتبت مجلة " الشبكة" اللبنانية خبرا كان عنوانه "غادة السمان تتزوج بليغ حمدي"، وجاء فيه: ينتظر أن يتم فى نهاية الشهر الحالى زواج الأديبة السورية غادة السمان من الملحن المعروف بليغ حمدى.. وكانت غادة قد سافرت إلى القاهرة منذ شهرين استعدادا لنيل الدكتوراه من جامعتها، وأكدت الأخبار أنها أقامت فى منزل بليغ حمدى. لكن آخرين تناولوا القصة بحذر، كما جاء فى مجلة "الموعد" اللبنانية التى كتبت خبرا بسيطا لكنه حمل الكثير من الدلالات.. حيث نشرت تقول: غادة السمان تهدى الملحن المصرى بليغ حمدى أحدث ديوان للشاعر الكبير نزار قبانى بعنوان "قصائد متوحشة"، وبليغ يختار منه قصيدة "أحبك جدا" ليلحنها وتغنيها الصوت الجديد عفاف راضى.
فى هذه الفترة طلب بليغ من صديقه الشاعر محمد حمزة كتابة أغنية تعبر عن قوة حبه لغادة السمان تقول كلماتها " مافيش أحلى من الحب"، وتركه حمزة وبعد أيام رجع بكلمات الأغنية التى يقول مطلعها:
"الحب أحلى منه مافيش / وعن عذابه ما تقوليش / ده لولا الحب حد يعيش / مافيش".
وأمسك بليغ بعوده ولحن الأغنية فى ساعتين، وبدأ يرددها فى جلساته الخاصة وأعجب بها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، لكن بليغ رفض إعطاء الأغنية لأى مطرب، لأنها تجربة خاصة به، وهذا اللحن موجود منه كوبليه على الإنترنت بصوت بليغ، ونفس الكوبليه بصوت عبد الحليم حافظ، أما قصيدة "أحبك جدا" لعفاف راضى فهى القصيدة التى أرسلها لغادة السمان لتكون أول مستمعة لها لأنها تعبر عن حالته معها وتقول بعض أبياتها:
أحبك جدا، وأعرف أنى تورطت جدا
وأحرقت خلفى جميع المراكب
وأعرف أنى سأهزم جدا برغم ألوف النساء
الجدير بالذكر أن هذه القصيدة اختفت تماما بعد تلحينها، وغناء عفاف راضى لها ولم تذع سوى مرات قليلة جدا!

أحمد الحفناوى زوج كوكب الشرق تدخل لحل الأزمة و«ثومة» رفضت التراجع
يحولنا النجاح أحيانا إلى بالونات، يقلل من ثبات خطواتنا على أرض الواقع، يعرضنا لأن نطير، وبليغ حمدى طار فترة، وساعده فى هذا أن أكثر من صديق كان يسهم فى نفخ البالون حتى كاد البالون أن ينفجر، لكن لأنه يحمل الأصالة والموهبة فسرعان ما رجع لقواعده سالما، والحكاية ببساطة وكما جاءت أحداثها فى المجلات المصرية واللبنانية أنه بعد النجاح الكبير الذى حققته أغنية "الحب كله" لأم كلثوم عام 1971، عهدت إليه "الست" بتلحين قصيدة جديدة من كلمات الأمير عبد الله الفيصل، بعنوان "من أجل عينيك عشقت الهوى"، وتحمس الملحن الشاب للقصيدة، خاصة أن الكلمات داعبت خياله وألهبت جذوة الحب بداخله، وبدأ التلحين فعلا وعلى مدى شهور، لكن نجاحه الكاسح وكثرة الطلب على ألحانه- فضلا عن ظروفه العاطفية- جعلته يتأخر فى تلحين القصيدة.
وليس هذا فقط ولكنه انشغل بتحقيق حلمه القديم وهو السينما الغنائية، حيث طلبت منه شادية أن يلحن أغنيات فيلمها الغنائى الجديد "أضواء المدينة" القائم على الغناء، الذى يتضمن العديد من الأغنيات منها "المينى أغنية"، فضلا عن الأغنية الحوارية التى يشترك فيها الأبطال جميعا، إضافة للموسيقى التصويرية.
كما أصرت صباح أن يقف بجانبها ويساندها فى تجربتها الفنية والغنائية الأولى مع ابنتها هويدا فى فيلمهما الجديد " نار الشوق"، ولجأت إليه صديقته نجاة الصغيرة ليلحن لها بعض أغنيات فيلمها " ابنتى العزيزة"، وليس هذا فقط ففى المساء كان يقود الأوركسترا لعمل مسرحى غنائى مهم وهو "ياسين ولدى" لفرقة تحية كاريوكا إخراج كرم مطاوع، والبطولة الغنائية لأحدث اكتشافاته الغنائية عفاف راضى ومحمد رءوف. وطلبته "الست" فى البيت أكثر من مرة، لكنها لم تستطع العثور عليه، وانقطع عن المواعيد التى يضربها لسيدة الغناء العربى - على عادته فى خلف المواعيد - حيث لم يكن يتصور أن الإخلال بالمواعيد أمر يستحق "الزعل"، وطبعا غضبت الست، وعرف زوجها الدكتور "أحمد الحفناوي" بهذا، ونظرا لحبه لبليغ ولنجاحه مع زوجته ذهب إليه وقال له: يا بليغ ما يمكن أن تفعله مع أى فنانة لا يليق أن يحدث مع الست أم كلثوم، فاحتد بليغ عليه وقال له: "أنا حر!"، فقال له الحفناوى: لاتنس أن للست فضلها عليك، فقد أعطتك فرصة ما كانت تتاح لك لولا إنها تحب تشجيع المواهب الشابة. فأغتاظ بليغ من كلام الدكتور الحفناوى وقال له: لولا إنها كانت بحاجة إليّ لما أعطتنى ما تسميه أنت "فرصة"!
بليغ يعتذر والست ترفض!
آثر الدكتور الحفناوى ألا يطيل الحديث بعد أن عرف أن بليغ يتحدث من دون وعى، وذهب وحكى للست أم كلثوم ما دار بينه وبين بليغ، فاتخذت أم كلثوم قرارا ونفذته، حيث طلبت الموسيقار رياض السنباطى وعهدت إليه بالقصيدة، خاصة أنه صاحب الروائع معها، وعلم بليغ حمدى بما فعلته الست فجن جنونه، وطلب الست فى تليفون المنزل أكثر من 100 مرة لكنها لم ترد عليه، وذهب لمقابلة الدكتور أحمد الحفناوى الذى قابله بروح الأب، وسأله بود وحب: كيف تفعل هذا يا بليغ مع السيدة التى يتمنى كل الملحنين رضاها؟!، فرد الملحن الشاب بندم: أنا آسف أنا أخطأت، وسأله الحفناوي: هل أنت مستعد للاعتذار للست، إننى أستطيع أن أتدخل عندها لتقبل الاعتذار، فقال بليغ بحماس: ياريت مستعد طبعا، وذهب الحفناوى للتحدث إلى السيدة أم كلثوم فى الموضوع فغضبت أشد الغضب وقالت: خلاص الموضوع انتهى وأنا ورياض هنبدأ البروفات غدا.
ليلة الحفل
بعد شهور قليلة انتهى السنباطى من تلحين القصيدة، وأعلنت الجرائد عن موعد الحفل، وليلة الحفل استقبلت الجماهير الأغنية بالتصفيق الحار، وأسدل الستار فى سينما قصر النيل التى أقيم على مسرحها الحفل لتفتح فى نفس الليلة ستارة أخرى فى بيت الفنانة "مها صبري" وزوجها اللواء "على شفيق" ومجموعة من الأصدقاء ضمت المطرب "ماهر العطار"، والصحفى "عصام بصيلة"، وأحد الصحفيين اللبنانيين، وبينما الكل منتشون وسعداء بعد سماع الأغنية دق جرس الباب ودخل بليغ على الجميع فسألوه عن رأيه فى الأغنية، فرد بغضب: لحن عادى ولم يأت فيه السنباطى بجديد!، وسأله الصحفى اللبناني: هل هذا رأيك يا بلبل أم أنك حزين لعدم غناء أم كلثوم لحنك لنفس الأغنية، فأجاب: لا.. هذا رأيى وأنا فى كامل وعى، وبخبث شديد استغل الصحفى صراحة بليغ وسأله عن رأيه فى الملحنين الموجودين على الساحة الفنية، فأجاب إجابات أظهرت غروره الشديد وتعاليه، وهنا حاولت "مها صبري" منعه من تكملة حواره مع الصحفى إلّا أنه أصر على استكمال الحديث والكل ينظر إليه فى دهشة واستغراب من جرأة إجاباته.

السنباطى: بليغ معذور!
عاد الصحفى اللبنانى إلى بلده ومعه سبق صحفى، ونشر ما قاله الملحن الشاب تحت عنوان: «معركة حول قصيدة الشاعر المحروم فى ليلة أم كلثوم»، وكان العنوان الفرعى «بليغ حمدى يهاجم السنباطى، ويهدم المعبد فوق كل الرءوس»، وهكذا اشتعلت النار فى الهشيم، واتهم الجميع بليغ بالغرور والتطاول على الملحنين المصريين الكبار. بعدها أجرى الكاتب الصحفى «مجدى فهمى» مراسل مجلة «الشبكة» فى القاهرة حوارا مع العملاق «رياض السنباطى» يهنئة فيه بلحنه الجديد «من أجل عينيك عشقت الهوى» ويسأله عن رأيه فيما قاله بليغ حمدي؟!، فيتكلم السنباطى بهدوء شديد بعد صمت ثلاثين عاما ويقول: إن لبليغ حمدى عذره معه لأن أم كلثوم رفضت أن تغنى لحنه، وفضلت عليه لحنى أنا، وأضاف السنباطى: حتى لوكنت بيتهوفن وحدث لبليغ ما حدث لكان من حقه أن «يفش غله» فى، ويسبنى ويهاجمنى.
نشر الحوار تحت عنوان: رياض السنباطي: بليغ حمدى بُرعم قد يكون له مستقبل»، كما طلب الملحن محمد الموجى الرد، ونشرت له المجلة رده على بليغ حمدى أيضا، وشعر الملحن الموهوب بالخطر خاصة بعد أن «زعلت» منه شقيقته «صفية» نظرا لجرأته الشديدة فى أرائه التى نشرت وأغضبت منه الجميع، ويطير بليغ حمدى إلى لبنان ويقابل صديقه الكاتب الصحفى الكبير «جورج إبراهيم الخورى» صاحب مجلة «الشبكة» ويطلب منه إجراء حوار للمجلة يعتذر فيه عن بعض الآراء التى قالها فى لحظة غضب وأغضبت منه بعض الأصدقاء الأعزاء عليه، وبالفعل يجرى الخورى الحوار معه وكان أول سؤال سأله: يا بليغ أنت مغرور؟ فيجيب: لست مغرورا والله يا حياتى، إننى حتى هذه اللحظة أدرس الموسيقى، واسمع وأعيد النظر فى كل ما قدمته، وقبل أن أصل إلى بيروت كنت أعيش فى الإسكندرية مع موسيقى سيد درويش والأخوين رحبانى وباخ، والشاعر التركى ناظم حكمت فى ديوانه «أغانى المنفى»، ومع شكسبير بأشعاره الخالدة التى ترجمها أخى وصديقى مرسى سعد الدين أستاذ الأدب الإنجليزى. ويسأله الخورى: ألم تقل إن السنباطى «مُحنط»؟ فيسارع بليغ إلى الرد: لا لم أقل هذا الكلام لأن للسنباطى اتجاها خاصا قد اختلف معه فكريا، ولكننى لا أستطيع إنكار مجهوده فى تطوير الموسيقى العربية وعمل صولجان للقصيدة، إنه أول من وضع القصيدة فى مكانها اللائق بالغناء العربى، ولولا السنباطى لما حفظنا قصائد شوقى على حنجرة أم كلثوم، وهذا الفخر يكفيه. وهنا تطرق الحوار إلى أم كلثوم وسر الجفاء بينهما ومع باقى الملحنين، وفى نهاية الحوار طلب بليغ من الجميع أن يسامحوه لأن الحياة قصيرة لا تحتاج للحزن أو الغضب أو الزعل، وسامح الجميع «بلبل» لأنهم جميعا يعلمون أنه طيب القلب وإن كان سريع الغضب.

نسيم الروح
كانت حياة بليغ حمدى الثرية وعبقريته الفنية مصدر إلهام لعدد كبير من مبدعى عصرنا الحالى، سواء من الأدباء أو المخرجين أو الفنانين. وتنوعت هذه الأعمال ما بين الراوية والفيلم التسجيلى والمسلسل الإذاعى والمسلسل التليفزيونى على النحو التالي:
كانت البداية مع المخرج السورى عبد اللطيف عبد الحميد الذى كان يعشق موسيقى بليغ حمدى، حيث قدم عام 1997 مرثية حزينة فى فيلمه " نسيم الروح" لمشهد وفاة بليغ حمدى، فقام بعرض مقتطفات من بعض ألحانه الشجية بصوته مثل " بودعك"، " القمر مسافر"، " طفيت شمعة ميلادي"، " أى دمعة حزن لا"، "أحضنوا الأيام" وغيرها. الفيلم بطولة بسام كوسا، سولاف فواخرجى، فارس الحلو، سليم صبري"، وتدور أحداثه حول قصة حب تنمو بين شاب وفتاة فى الوقت الذى يحب شخص ثان نفس الفتاة ويحاول من أجلها شنق نفسه، فيقرر العاشقان أن يضحيا بالحب والسعادة لإنقاذ روح بشرية، فتتزوج الفتاة من الرجل الذى لا تحبه، وبهذا تكون قد رفعت حبل المشنقة عن عنقه كى تلفه حول عنقها هى.
لحن الشجن
كان ثانى الأعمال الفيلم التسجيلى " بليغ لحن الشجن" الذى قدمه المخرج الشاب أشرف خليل عام 2009 ويعرض فيه لمدة 75 دقيقة قصة حياة الموسيقار الكبير بليغ حمدى بطريقة غير تقليدية، حيث تدور أحداثه عن فتاة لا تستمع إلا للموسيقى الغربية، وبالصدفة تستمع لأحد أعمال بليغ حمدى، وتأسرها موسيقاه، لتبدأ رحلة البحث عنه وعن أعماله وتاريخه الموسيقى والإنسانى، ويقدم الفيلم نبذات عن حياة الموسيقار بليغ حمدى وعلاقته بكبار مطربى عصره. والفيلم من تأليف وإخراج أشرف خليل، وشارك فيه الكاتب الراحل مرسى سعد الدين، والملحن الكبير حلمى بكر، والإعلامية سلمى الشماع.
الناى الحزين
ثالث الأعمال كان من خلال الإذاعة المصرية حيث قدم المخرج ثروت رضوان مسلسلا عنه عام 2012 بعنوان « الناى الحزين» تأليف مصطفى جمعة، بطولة مدحت صالح الذى جسد دور «بليغ»، والمطربة السورية وعد البحرى التى جسدت دور «وردة الجزائرية»، وشارك فى البطولة ليلى طاهر، ندى بسيونى، أشرف عبد الغفور، سمير صبرى، وإيناس جوهر، وتمت إذاعته على راديو الشباب والرياضة ومحطة الأغانى إف إم، وتناول العمل الإذاعى سيرة بليغ حمدى، ونشأته وكيفية تعلقه بالموسيقى، وارتباطه بكبار نجوم زمن الفن الجميل.
هو والأدب
لم تقتصر قصة حياة بليغ على الأعمال الفنية فقط، لكننا فوجئنا العام الماضى بصدور رواية بعنوان «بليغ» تحدث فيها الكاتب الشاب «طلال فيصل» عن الموسيقار والملحن بليغ حمدى، حيث لملم تفاصيل صغيرة من الشوارع والوثائق التاريخية، ومن حكايات من عاصروا الموسيقار الكبير وقصة حبه الشهيرة لوردة، وكذلك نهايته المأساوية، ليصنع منها بنيانا روائيا محكما يتعرض فيه لحياة بليغ وتقاطعها مع حكاية الراوى الذى يكتب عنه، مطاردا بين الهوس ومحاولة تقصى أثر سيرة هذا الموسيقار العظيم، ودارت الكثير من أحداث الرواية بين باريس ومصر، ليخرج لنا المؤلف رواية تنتمى للوقائع الحقيقية وللبحث التاريخى، بقدر ما تنتمى لخيال كاتبها ورؤيته.
مداح القمر
أما مسلسل "مداح القمر"، الذى كتبه الكاتب الصحفى الراحل محمد الرفاعى، وكان من المقرر أن يخرجه المخرج مجدى أحمد على، ويحكى قصة حياة بليغ حمدى، فهو مسلسل يحتاج لمسلسل آخر يتكلم عن كواليسه والمشاكل التى تعرض لها منذ كان فكرة تقدم بها الفنان ممدوح عبد العليم لمدينة الإنتاج الإعلامى، وبعد خلافات بين ممدوح والمدينة انسحب لترشح المدينة الفنان هانى سلامة الذى طلب أجرا عاليا مما جعل الجهة المنتجة تستبدله بالفنان محمد نجا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.