على مدى العقد الماضي، أسست أوروبا اتجاهًا جديدًا للغذاء سلكه معظم الشباب المتعلم خاصة فى ألمانيا، بعد أن أصبحوا على بينة من استهلاكهم الضخم للحوم، حيث تضاعفت نسبة هؤلاء الذين يطلق عليهم النباتيون من 2% إلى أكثر من 4.3%، وشكلت النساء دون سن الثلاثين النسبة الأكبر منهم. وتوقف ما يقرب من 10 % منهم تماما عن أكل اللحوم وفقا لمعهد روبرت كوخ فى برلين. وقد بدأ هذا الاتجاه الغذائى من قبل محبى الحيوانات الذين يريدون أن تموت الكائنات الحية من أجلهم، ووصل أيضا إلى الأشخاص المهتمين بالبيئة بالإضافة إلى المهتمين بالصحة. الاستهلاك المائى للحيوانات الزراعية فى المناطق القاحلة وطرق النقل الطويلة هى أسباب مهمة لجعل الشباب الألمانى نباتيين، مثلها مثل المعاملة السيئة للحيوانات من أجل الحصول على إنتاج ضخم فى الغرب. فليمنج ستابلفيلدت 22 سنة شاب ألمانى نباتى منذ خمس سنوات يقول: « إن انطباعات الشباب الألمان باتت قابلة للتحقق منها علميا، فوفقاً للبصمة المائية يؤكد العلماء، أن إنتاج كيلوجرام واحد من لحم الدجاج يحتاج إلى 4 آلاف لتر من المياه، ويحتاج إنتاج كيلوجرام واحد من اللحم البقرى إلى 15 ألف لتر من المياه. وعلى النقيض من ذلك يتطلب الأمر 1600 لتر من الماء لإنتاج رطل واحد من القمح و 300 لتر فقط للسلطة. وفى عام 2013 ، نشرت جامعة أكسفورد دراسة طويلة المدى لأكثر من 44 ألف شخص فى المملكة المتحدة لتحليل آثار تناول الأطعمة الخالية من اللحوم. وتبين أن النباتيين أقل عرضة لأمراض القلب بنسبة 32 % . بالإضافة إلى ذلك، فقد تبين أن المشاركين فى الدراسة لديهم انخفاض فى وزن الجسم وانخفاض فى ضغط الدم وقيم الكوليسترول. وعلى الرغم من أن العلماء لم يتمكنوا من إثبات حقيقة أن هذه القيم جاءت من تطبيق نظام غذائى خالٍ من اللحوم، إلا أنه وبشكل عام لدى النباتيين أسلوب حياة صحي. وقد عزز العديد من الفضائح الغذائية الاتجاه للخضراوات، مثل جنون البقر، وإنفلونزا الخنازير والطيور، وقد أدى ذلك إلى مزيد من الحذر فى التعامل مع اللحوم أو حتى تجنبها تماما. ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، فقد بلغ المتوسط العالمى لاستهلاك اللحوم عام 2016 حوالى 34.3 كيلوجرام للفرد سنويًا. وعلى الرغم من انخفاض استهلاك اللحوم فى ألمانيا خلال العامين الماضيين إلى ما يقرب من 60 كيلوجراما، إلا أن الألمان مازالوا يستهلكون ضعف الكمية التى أوصت بها جمعية التغذية الألمانية. وقد صاحب هذا التطور ظهور أنواع جديدة من النباتيين، من بينهم نباتيو الأسماك والذين يمتنعون عن تناول جميع اللحوم ما عدا الأسماك والمأكولات البحرية. وهناك أيضا شبه النباتيين وهم من يكسرون عاداتهم الغذائية بتناول اللحوم لفترات قصيرة كل عدة أشهر.وقد أدى هذا الاتجاه الغذائى الحديث إلى ظهور سوق جديدة، حيث قام منتجو اللحوم التقليديون بإدخال بدائل اللحوم فى معروضاتهم. مثل برجر الدجاج النباتي، والسجق النباتى كأمثلة قليلة فقط. ولكن لأن هذه المنتجات غالباً ما تكون مصنوعة من فول الصويا، التى تأتى من أمريكا الجنوبية، ومن غيرها من المكونات الاصطناعية، فلا يمكن أن تكون بدائل اللحوم هى المفتاح لحل المشكلات البيئية أو الصحية. ومع ذلك فإن وجود العديد من المطاعم النباتية والأفكار الحالية حول فتح سلاسل مطاعم للوجبات السريعة الصحية والنباتية، يظهر إمكانية أن يكون هذا هو الاتجاه الغذائى للمستقبل.